مع انتهاء 6 سنوات على قيام الثورة السورية، شهدت محافظة حمص، والتي تعد أكبر المحافظات السورية مساحة، متغيرات كبيرة جدا مع سقوط حوالي 20 ألف قتيل -حسب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، وضعف هذا الرقم من الجرحى، وحوالي10 آلاف معتقل ومعتقلة ومفقود.
ويرجح بأن نصفهم مات تحت التعذيب بسجون النظام ومقراته الأمنية، إضافة لتدمير نصف أحياء حمص القديمة، وأحياء (البياضة ودير بعلبة والخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص)، وآلاف المنازل بريف حمص الشمالي، وتدمير شبه كلي لمنازل السكان في منطقة "القصير" وقراها.
وتشير خريطة السيطرة الميدانية حاليا في حمص، وبحسب ما رصدته "زمان الوصل"، إلى سيطرة النظام وميليشياته، والقوات الروسية على حوالي 50% من مساحة الأراضي بمحافظة حمص، أي يعادل20 ألف كم2، في حين لا تسيطر المقاومة السورية، إلا على مساحة محدودة ومحاصرة بريف حمص الشمالي، والشمالي الغربي.
أما تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي خسر مساحات كبيرة في الأيام الماضية بريف حمص الشرقي، فإنه يسيطر على مساحة كبيرة في محافظة حمص، في منطقة صحراوية (بادية حمص) وعدد سكان صغير جدا، وبمساحة تقارب ما يسيطر عليه النظام وحلفاؤه، تمتد من بداية البادية بريف حمص الشرقي (جب الجراح) وحتى الحدود العراقية شرقا، وبادية ريف دمشق جنوبا، ومحافظات حماة والرقة ودير الزور شمالا وشرقا.
*نصف الحماصنة بين نازح ولاجئ
تقدّر أرقام النازحين واللاجئين من سكان محافظة حمص، بحوالي مليون شخص تقريبا، منهم 400 ألف نازح داخل سوريا، متوزعين في مناطق سيطرة النظام، وريف حمص الشمالي المحاصر، وأرياف إدلب وحماة وحلب والرقة ودير الزور، فيما يبلغ عدد اللاجئين أكثر من نصف مليون لاجئ، معظمهم في دول الجوار (لبنان والأردن وتركيا) ودول الخليج العربي ومصر وأوروبا.
من جانبه حذر "اتحاد ناشطي حمص"، في بيان له يوم السبت، من تهجير كافة الأحياء السنّية الواقعة تحت سيطرة النظام (الإنشاءات -الغوطة -المحطة -الميدان)، مؤكدا بأن هناك خوفا حقيقيا على المصير المستقبلي لمدنية حمص، بعد البدء بعملية أكبر تهجير قسري، تشهدها سوريا اليوم، ألا وهي تهجير ما يزيد عن 25 ألف شخص من منازلهم بحي "الوعر"، نصفهم من النساء والأطفال، خاصة بعد ورود أنباء، بأن الميليشيات الطائفية بمدينة حمص وريفها، عرقلت في بداية العام الجاري2017، تنفيذ مضمون كتاب، أرسله محافظ حمص "طلال البرازي"، إلى اللواء المسؤول العسكري والأمني بحمص، يطلب فيه، بناء على موافقة مجلس وزراء النظام، ووزارة الزراعة، والذي ينص على عودة جزء من أهالي قرى منطقة "القصير" مثل (شومرية -سلومية -دمينة غربية -كمام -تل النبي مندو -آبل -جوبر)، إلى منازلهم، بعد أن سيطر عليها النظام في ربيع/ 2013، بهدف تشجيع المزارعين للاستقرار في مناطقهم، علما أن جيش النظام، وميليشياته سرقوا ودمّروا وأحرقوا منازل القرى المذكورة بشكل كامل، وهجروا سكانها في مختلف أصقاع المعمورة.
حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية