أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"أبو زيد الحمصي".. ناشط بشّر بانتصار الثورة وقضى في سيارة مفخخة

عاش على يقين بأن الثورة ستنتصر كالشمس تسطع في كبد السماء - زمان الوصل

طوى الموت منذ أيام الناشط الإعلامي "شعبان الطويل" المعروف باسم" أبو زيد الحمصي" بعد مشوار طويل أمضاه متنقلاً بين عدة مدن ثائرة من آبل والقصير والبادية في ريف حمص إلى ريف دمشق، ليكون مراسلاً لقناة "العربية الحدث" فيها تحت اسم مستعار وهو "هشام الحاج علي".

وخلال ذلك تمكن من تغطية أحداث الثورة بجرأة قبل أن يقضي في تفجير سيارة ببلدة "بيت جن" بريف دمشق صباح الجمعة 20 كانون الثاني يناير الجاري.

ونعى الناشط "هادي العبد الله" زميله "أبو زيد" واصفاً إياه بأنه "أحد أبناء الثورة الأولى من الذين ثبتوا على الحق وتبلورت الثورة وأهدافها في حياتهم".

وتابع العبد الله أن "الشهيد عاش على يقين بأن الثورة ستنتصر كالشمس تسطع في كبد السماء وبأنها تحتاج للرجال".

"خالد الطويل" الذي فقد بصره في إحدى المعارك ضد النظام بحمص يروي لـ"زمان الوصل" إن شقيقه كان يدرس الكيمياء في جامعة حمص قبل أن يلتحق بالثورة في قريته "آبل" بالريف الجنوبي.


وكشف أن "أبو زيد" كان يذهب باستمرار مع شقيقه الأكبر وابن عم له ليكتبوا على الجدار الإسمنتي للكونفاي (تجمع قوافل الترانزيت على طريق الشام) عبارات الحرية والثورة عام 2011 وكان –كما يؤكد "دائم المشاركة بالمظاهرات ضد النظام".

كان لأبي زيد من خلال عمله في المركز الإعلامي بريف حمص الجنوبي مداخلات بشكل دائم على قنوات "الجزيرة" و"الجيش السوري الحر" و"أورينت"، نقل من خلالها أخبار المنطقة وعمل بعد ذلك مراسلاً لقناة العربية الحدث عام 2014، حتى تاريخ استشهاده، حيث دأب على كان توثيق قصف النظام وجرائمه من خلال كاميرته وتقاريره الصحفية، ومن هذه الجرائم -كما يقول الطويل- مجزرة "مزارع آبل" على طريق الشام، التي نقل مشاهدها المؤلمة للعالم، ومجزرة قرية "آبل" بتاريخ 25-3-2013 التي ذهب ضحيتها 18 شخصاً أغلبهم من النساء والأطفال، كما شارك كإعلامي في معركة كتيبة "أم الصخر" القريبة من "البويضة الشرقية" ومعركة حاجز "الأرض" على طريق القصير.

بعد سقوط الريف الجنوبي لحمص انتقل أبو زيد إلى "القصير" ليكمل عمله الإعلامي لفترة قصيرة حتى سقوطها، وانتقل بعدها إلى القلمون- "يبرود" و"قارة"- ليشارك في التغطية الإعلامية لتحرير مستودعات "مهين"، وبعد سلسلة من التقارير من "معلولا" و"السحل" في "يبرود" و"عرسال" انتقل أبو زيد –كما يقول شقيقه- إلى "الزبداني" وبعدها إلى "بيت جن" في الغوطة الغربية ليقوم بتغطية القصف الدائم هناك ليقضي فيها شهيداً بعد أن رفض المصالحة مع النظام أو تسليم نفسه.

وكان استشهاده في "بيت جن" أثناء تصويره للباصات الخارجة إلى إدلب من "بيت جن"، فانفجرت بالقرب منه سيارة مفخخة قادمة من جهة حواجز النظام، ما أدى إلى تشوّه في الرأس والرجلين والبطن، وتم إسعافه بواسطة الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر إلى أحد مشافى النظام في الغوطة ليعود متوفياً وتم دفنه في "بيت جن".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(136)    هل أعجبتك المقالة (123)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي