تعاني الزراعة في محافظة درعا من أزمات كثيرة أدت لتقليص المساحات المزروعة وجعل هذه المهنة غير مربحة للفلاح.
هموم كثيرة وصعوبات، تقف في وجه المزارع بعضها جاء بسبب الظروف الأمنية وبعضها الآخر سببته الظروف الاقتصادية لسوريا ولعملتها عموماً، وأسواق درعا وحالة الفقر التي يعيشها أبناء المحافظة بشكل خاص.
حول هذه الهموم.. وبغية الغوص في ملف الزراعة في درعا، أجرى "اقتصاد" هذا الحديث الصحفي مع مدير المكتب الزراعي، الأستاذ "عبد الله الراضي".
وإليكم نص الحوار..
بداية.. كم تقدر المساحة الزراعية في محافظة درعا؟
كما هو معلوم فإن درعا تعتبر محافظة زراعية من الطراز الأول المساحة المزروعة تقدر بـ 30 بالمائة من مساحة المحافظة تقريباً.
كمكتب زراعي.. ماذا تقدمون للفلاح في درعا؟
المكتب الزراعي يتبع لمجس محافظة درعا ويقدم مساهمات بسيطة في حدود الإمكانيات. مثلاً، لدينا العديد من المشاتل التي تقدم الغراس للفلاحين عن طريق منظمات داعمة كوحدة تنسيق الدعم على سبيل المثال. بإمكانك القول إننا نقوم بتنفيذ عدة مشاريع زراعية خجولة وبسيطة نوعاً ما نظراً لضعف الإمكانيات.
ما أبرز المحاصيل الزراعية في المحافظة؟
لدينا العديد من المحاصيل الأساسية في محافظة درعا على رأسها الحبوب، والقمح منها في المرتبة الأولى ثم الشعير والحبوب الأخرى في المرتبة الثانية، والبندورة أيضاً تعتبر أحد المحاصيل الرئيسية في المنطقة.
في العام الفائت تصدرت البطاطا قائمة المنتجات الرئيسية.. ماذا عنها الآن؟
مساحة الأراضي التي تُزرع بمادة البطاطا تتقلص بشكل متواصل لذلك زراعة هذه المادة تتراجع الآن. معظم الإنتاج الزراعي للبطاطا يباع في أسواق درعا والباقي يخزن في برادات في انتظار تحسن السعر.
الفلاح يعاني كثيراً حتى يحصل على درنات البطاطا "البذار" التي تأتي عن طريق دمشق وقد تتأخر على الطريق بسبب الأوضاع الأمنية ما يسبب ضعف الإنبات لديها.
في أي المناطق تزدهر الزراعة؟
تنتشر الزراعة بزخم كبير في المنطقة الغربية من المحافظة باتجاه القنيطرة والجولان كونها منطقة مستقرة.
بشكل عام تزدهر الزراعة في مكان تواجد المياه سواء كان مصدرها الآبار أو السدود.
كيف تتم عملية تسويق المنتج الزراعي؟
جميع ما تنتجه أرض محافظة درعا تستهلكه السوق المحلية نظراً لعدم وجود تصدير إلى خارج سوريا ولا تخرج أي حبة من المحاصيل في اتجاه الأردن بسبب توقف التصدير.. لذلك جميع الناتج الزراعي لدرعا يستهلك في السوق المحلية تماماً.
ولا أقصد بالسوق المحلية أسواق درعا فقط بل أسواق سوريا مثل دمشق والسويداء لدينا في المحافظة بعض المراكز التي تعتبر أسواق هال وهي تستوعب قسماً بسيطاً من المنتج أما الفائض من المنتج فيتحول إلى أسواق دمشق عن طريق السويداء أو عن طريق دمشق مباشرة و يدفع الفلاح مبالغ كبيرة جداً للشحن لذلك يسعى الفلاح لتصريف منتجه الزراعي في أسواق المحافظة.
كيف يحصل الفلاح على المبيدات؟
المبيدات بأنواعها "حشرية، فطرية، عناكب"، متواجدة بشكل شحيح في أسواق المحافظة وهي مرتفعة الثمن لذلك يحصل عليها الفلاح بشكل مقنن لأنه لا يستطيع دفع الثمن المطلوب.
في ظل الفوضى العارمة التي نعيشها يأتي قسم من المبيدات الحشرية عن طريق الأردن وقسم آخر عن طريق لبنان وسعرها أقل من المبيدات النظامية التي توزعها وزارة الزراعة وتدخل إلى درعا عن طريق دمشق أو عن طريق السويداء.
يقولون إن الزراعة أصبحت مهنة غير مربحة.. ما رأيك بهذا الكلام؟
في الظروف الحالية تعتبر الزراعة غير مربحة للفلاح.. حصلت مآسٍ بالنسبة للفلاح في هذا العام بسبب قلة المبيدات المستخدمة على المحصول الأساسي وهو البندورة كانت المبيدات غير نظامية وغير موثوقة، إضافة لذلك يعاني الفلاح من غلاء الأسعار.
ارتفعت تكلفة الزراعة بالنسبة للفلاح بشكل كبير جداً لذلك لا يشتري المواد النظامية - التي تأتي عن طريق وزارة الزراعة - سعياً وراء تقليل التكلفة كما أن الفلاح صار يكتفي بالأمور الضرورية والبسيطة.
مثل ماذا؟
مثلاً الرشات الوقائية صارت معدومة ونُسيت تماماً من القواميس الزراعية، الرش كله علاجي بعد وقوع الإصابة وبالتالي يجعلنا نفقد الكثير من المحاصيل.
أخيراً.. ماذا عن الصعوبات؟
الزراعة في درعا كلها صعوبات، والمتاعب تكون من البداية حتى النهاية.
هناك صعوبة في الحصول على الأراضي الزراعية في المناطق المحررة بشكل أساسي.
صعوبة في تأمين مادة الوقود بشكل نظامي.
كما يعاني الفلاح في سبيل الحصول على البذار لزراعة أرضه.
والمشكلة الأكبر تأتي في تسويق المحصول بعد إنتاجه.. أحياناً يؤجل الفلاح تسويق محصوله في انتظار طريق إلى دمشق كما أن الأجور المرتفعة للشحن إلى دمشق أدت بالفلاح إلى تخفيف نفقات التكلفة وتقليص مساحة الأراضي الزراعية.
اقتصاد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية