يقول " توفيق" وهو يحمل رزمة الحطب التي قطعها منذ قليل، "لقد رجعنا إلى الوسيلة القديمة في التدفئة".
يبعد توفيق رزمة الحطب جانباً بينما يشرع في تقطيع جذع كبير من حطب الزيتون محولاً إياه إلى قطع صغيرة.
كانت الفأس الحادة تتهاوى على الجذع بينما تحدث توفيق لـ "اقتصاد" قائلاً: "كثيرون يستخدمون هذه الوسيلة في التدفئة في الشمال السوري نظراً للبرد الشديد الذي تتعرض له المنطقة كونها منطقة جبلية مرتفعة".
وفي اللحظة التي انتهى فيها الرجل من عمله الشاق والممتع أردف يقول: "الشيء الإيجابي في التدفئة على الحطب هو الحرارة العالية لهذه المادة إنها تجعل البيت كحمام السوق".
يعاني أهالي محافظة إدلب من الفاتورة الكبيرة التي عليهم أن يدفعوها للحصول على التدفئة طوال فصل الشتاء.
ويبلغ سعر كيلو الحطب الأخضر قرابة 50 ليرة سورية كما يتراوح سعر الحطب اليابس بين 75 و 80 ليرة. ويتنوع الحطب بين السنديان والزرزنخت والزيتون، بينما يباع كيلو البيرين المصنوع من بذر الزيتون بـ 35 ليرة للبيرين الأخضر أما اليابس فيرتفع إلى 50 ليرة فما فوق.
ماذا عن المازوت؟
كما في الماضي يستخدم الكثير من أهالي محافظة إدلب مادة المازوت كوسيلة للتدفئة.
يوضح "إبراهيم" حجم التكلفة الباهظة لعملية التدفئة على المازوت معتبراً أنها باتت لا تحتمل.
ويقول "إبراهيم" خلال حديث لـ "اقتصاد": "مع أن سعره مرتفع لكن المازوت متوفر في الأسواق ولا يمكن قطع هذه المادة عن الوصول إلينا إلا في حالات نادرة أهمها عندما يتم إغلاق طريق عفرين".
ويباع ليتر المازوت النظامي بـ 400 ليرة، والمازوت المكرر يدوياً بـ 300 ليرة، والمازوت العراقي بنفس السعر تقريباً.
يتابع "إبراهيم": "بالنسبة للتدفئة أفضل الأنواع هو المازوت النظامي نظراً لكونه مكرراً بمصافي النظام الآلية أما المازوت السوري المكرر يدوياً فهو خطر بعض الشيء ويتعرض للتجمد في حال كان البرد شديداً، وذلك لوجود بقايا مواد نفطية فيه لم تذهب مع التكرير".
يضيف إبراهيم: "المازوت العراقي لا يجمد ولكنه يصدر رائحة قد لا تحتمل".
وبالنسبة للمدافئ
تتنوع المدافئ التي يعتمد عليها الأهالي في تدفئة أجساد أولادهم لا سيما في ظل البرد القارس.
أُعلن عن منخفض جديد سيمر بالمنطقة محولاً الماء الراكد في شوارع المحافظة إلى جليد.
وسرعان ما تحلق أولاد الحاج "أبو عبدو" حول مدفأة الكاز التي يعلوها الاحمرار نتيجة اشتعال الفتيل المستدير للمدفأة.
وضع الحاج "أبو عبدو" إبريق الشاي على المدفأة، وبعد قليل شرع الإبريق في عزف نشيده الأزلي مغرداً شتى الأغاني الريفية التي كانت تترنم بها الجدات.
تحدث "أبو عبدو" لـ "اقتصاد" عن مدافئ الشتاء وأنواعها، بينما انهمك في تحضير الشاي الساخن لضيوفه الكرام.
"يستعمل الناس في إدلب عدة أنواع من المدافئ، تأتي مدفاة المازوت على رأس القائمة حيث تباع المدفأة وفقاً للحجم والنوعية".
"النوعية الأفضل لمدافئ المازوت تباع بـسعر يتراوح بين 15 إلى 25 ألف ليرة فما فوق، أما مدافئ الحطب فلا تتجاوز هذا السعر إذ بإمكانك شراءها بـ 8 آلاف أو 10 آلاف ليرة سورية".
"بقي لدينا مدافئ الكاز فتباع بـ 15 ألف ليرة للمدفأة الصغيرة و قرابة 20 ألف لذات الحجم الأكبر، على كل حال تستطيع شراء مدفأة مستعملة بمبلغ لا يتجاوز 10 آلاف ليرة أي 20 دولاراً أمريكيًا". والحديث فيما سبق للحاج "أبو عبدو".
بقي علينا أن نشير هنا إلى المدافئ الجديدة التي تعمل على قشر الفستق والتي تم اختراعها في بلدة التمانعة نظراً لتوفر أشجار الفستق بكثرة في تلك المنطقة.
اقتصاد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية