أعطبت المقاومة السورية في ريف حماة طائرة "سوخوي 22"، ما أدى إلى هبوطها اضطرارياً في مطار حماة العسكري بتاريخ 12/10/2016 وخروجها عن الخدمة بعد إطلاق عدد من البالونات المملوءة بغاز "الهيدروجين" باتجاهها، وهو السلاح الجديد الذي بدأت المقاومة باستخدامه كمضاد للطائرات بعد فترة 3 أشهر من التجارب من خلال إطلاق مئات البالونات الحرارية المملوءة بغاز "النتروجين" المنتج في مفاعل محلية الصنع.
في شهر آب أغسطس الماضي تمكّن عدد من الجامعيين والطيارين الحربيين وطياري الحوامات والإعلاميين من تطبيق الفكرة التي أطلقوا عليها اسم "بالون الحياة".
وأشار المهندس "محمد أمين الحمود" أحد المشاركين في المشروع إلى أن القائمين على تطبيق الفكرة كانوا أمام 3 مهام أولاهما تأمين نوعية من البالون ذا حجم مناسب ومصنوع من مواد جيدة لتلافي عطبه، والمهمة الثانية إنتاج غاز "الهيدروجين" لملء البالونات به، أما المهمة الثالثة، فهي تمويل المشروع كون الإطلاق سيكون غزيراً أي أكثر من 2000 بالون يومياً لتتم تغطية سماء المنطقة كاملة.
وشرح "الحمود" آلية الفكرة المأخوذة من سجلات الحربين العالميتين الأولى والثانية والمعتمدة على توليد غاز "الهيدروجين" بواسطة مرجل مصنع محلياً، ويتم إنتاجه من معدن الألمنيوم و"ماءات الصوديوم" ومبرد للغاز المنتج.

ويجري بعد ذلك ملء اسطوانات التعبئة ومن ثم نقلها إلى مكان العمل، ثم تجهيز صاعق متفجر مع حشوة صغيرة من (آر دي اكس) ومسمار فولاذي لربطهما بالبالون.
وأوضح محدثنا أن "الهيدروجين أخف عنصر في الطبيعة وعندما يُملأ البالون به، فهذا يجعله يحلق مرتفعاً في الفضاء وإلى مسافات عالية قد تصل إلى 7 كلم.
ولفت إلى أن للطائرة محركا "توربيني" يسحب الهواء للمحرك الأساسي وعندما تشفط الطائرة البالون يدخل في حجرة المراوح الحساسة، ويؤدي انفجار الصاعق إلى كسر الشفرات أيضاً، ما يؤدي لاحتراق المحرك وخروج الطائرة عن الخدمة.
ومنذ بدء معركة حلب تمكن المقاتلون من إطلاق 8000 بالون منعوا الطيران خلالها من تنفيذ غاراته على الجبهات والمدنيين.
وأشار "الحمود" إلى أن الأمر كان مفاجئاً لطياري النظام والطيارين الروس، لافتاً إلى أن "مراصد المقاومة سمعت حديث الطيارين عن عدم قدرتهم على الانخفاض لوجود البالونات على بعد 4 كم فوق سطح البحر، وأجبرت هذه البالونات الطيران على العمل بعلو 5 كلم، ما أضعف قدرته على المناورة وإصابة الهدف، مما شكّل -حسب محدثنا- حالة رعب حقيقي للطيارين، وتم إخراج طائرة "سوخوي 22" عن الخدمة، ما اضطرها للهبوط في مطار حماة العسكري، ويوم أمس –كما يؤكد الحمود- عادت "سوخوي 24 من منطقة العمل وهبطت بكامل حمولتها ولم تستطع تنفيذ غاراتها.

ولفت "حمود" إلى أن "الطائرات النفاثة ذات المحرك الواحد إذا شفطت بالوناً فإنها تسقط فوراً. أما الطائرات ذات المحركين فهي تخرج للصيانة التي تستمر طويلاً مما يعني خروجها عن الخدمة".
وحول الصعوبات التي واجهت الفكرة التي تقوم على مبادرات فردية وتحتاج للدعم، أوضح محدثنا أن "من أولى هذه الصعوبات خطورة إنتاج غاز الهيدروجين، فعندما لا يتم التحكم بالتفاعل قد يؤدي ذلك لزيادة الضغط وبالتالي انفجار المرجل، لذلك يقوم العاملون بمعادلة الإنتاج بدقة وتطبيقها بمعدل أقل من الحد الأدنى لأن معدن المرجل غير مدروس فيزيائياً، وقد يؤدي الجو الماطر -كما يقول الحمود- إلى إسقاط البالونات بسبب وزن المطر، وكذلك تؤثر سرعة الرياح على اتجاه البالونات، لذلك يتم اختيار المكان المناسب للإطلاق تماشياً مع اتجاه الريح.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية