حرمت أجهزة النظام "الأمنية" ومخابراته العسكرية، مئات العائلات من الحصول على مساعدات إنسانية مقدمة من منظمة الأمم المتحدة الدولية في بلدات وقرى جنوب القامشلي بريف الحسكة، على خلفية مناصرة أحد أفرادها على الأقل للثورة السورية ضد نظام بشار الأسد أو بسبب ما تسميها "إشكالات أمنية".
وأفاد الناشط "ملاذ اليوسف" بأن "جمعية البر والإحسان" استمرت بتوزيع مساعدات برنامج الغذاء العالمي على أهالي ناحية "تل حميس"، الذين يذهبون إلى مدينة القامشلي لاستلامها، لكن المئات من الأهالي وجدوا أسماءهم قد ذكرت في لوائح المحرومين من الإغاثات بقرار من فرع الأمن العسكري، ويطلب من المحرومين مراجعة الأمن العسكري للوقوف على الأسباب وهذا ما يخشاه الأهالي.
وأضاف "اليوسف" في اتصال مع "زمان الوصل" إن فرع الأمن العسكري في القامشلي حدد أسماء من يُسمح للجمعيات والمنظمات الإنسانية توزيع المساعدات الغذائية المقدمة من منظمة الأمم المتحدة عليهم ضمن قوائم اسمية، كما أعدت قوائم أخرى يمكن تسميتها بـ"القوائم السوداء"، يحرم بموجبها هذه العائلات من الحصول هذه المعونات الإنسانية وهي بأشد الحاجة إليها.
وتابع "اليوسف" قوله: هذه "المساعدات هي من مساعدات الجسر الجوي بين دمشق والقامشلي المقدمة من المنظمة الدولية، والتي من المفروض أن توزع على الجميع دون تمييز، لكنها لم تشمل جميع المحتاجين وتوزعت بشكل غير عادل"، موضحا أن الجداول الاسمية تصل إلى كل قرية عبر مندوبين "يكونوا حصراً أعضاء عاملين أو فرقة بحزب البعث، أو من المعروفين بالولاء المطلق، وكذلك من يوزعون المساعدات في القامشلي، الأمر الذي يجعل هؤلاء يضعون أسماء عائلاتهم في رأس القائمة إلى جانب البعثيين والموظفين دون استثناء".
ولفت الناشط إلى أنه حتى من يرد اسمه بالقوائم الاسمية، يُعطى وصلاً يحوي رقماً، يذهب بموجبه إلى مدينة القامشلي بهدف الاستلام وهنا يأتي دور "الأمن العسكري" والفروع الأمنية الأخرى بـ"غربلة الناس"، ثم يرسلون قوائم بأسماء المحرومين إلى مقر التوزيع.
وقال أحد أهالي بلدة "تل حميس" في رسالة نصية عبر تطبيق "واتس آب": "أنا مو زعلان على حالي أو أهلي الحمد لله عندي دخل من شغلي بس ناس عافية حالها انحرمت"، مضيفاً "أحد أبناء قريتنا أولاده الخضرة لا يعرفون طعم أي نوع منها، فالبندورة لا يقدر على ثمنها لأنه عامل أجير يحصل على المال بصعوبة بالغة في ظل ندرة فرص العمل".
وأشار الرجل إلى أنه جاره أيضاً حرم من المساعدات، لأن المندوب لم يورد اسمه في جداول المساعدات نتيجة لخلاف شخصي سابق بينهما.
وكانت صحيفة "غارديان" كشفت أن في تقرير لها 29 آب أغسطس الماضي، أن الأمم المتحدة دفعت أكثر من 13 مليون دولار للنظام لتعزيز الزراعة، فيما أنفقت منظمة الصحة العالمية أكثر من 5 ملايين دولار لدعم بنك الدم الوطني التابع لوزارة الدفاع في حكومة النظام، كما دخلت بشراكة مباشرة مع "صندوق سوريا الخيري" بمبلغ 805 ملايين دولار، وهي منظمة أنشأتها وتترأسها أسماء الأسد، رغم فرض عقوبات أميركية وأوروبية عليها.
ودفعت "يونيسيف" مبلغ 267933 دولاراً لجمعية "البستان" التي يملكها "رامي مخلوف"، والمرتبطة بالعديد من الميليشيات المؤيدة للأسد، كما تلقت شبكة الاتصالات التي يملكها "سيرياتل" خلال السنوات القليلة الماضية أكثر من 700 ألف دولار من الأمم المتحدة، وفق ما أظهر تحليل الصحيفة.
الوكالات التابعة للأمم المتحدة دفعت مبالغ وصلت إلى 54 مليون دولار وبالحد الأدنى 30 ألف دولار، ومعظم هذه الشركات ترتبط بالأسد مباشرة أو بالأشخاص المقربين منه.
ونشرت صحيفة "غارديان" تقريرا للصحافيين "إيما بيلز" و"نيك هوبكنز"، بتاريخ 28 تشرين الأول أكتوبر الماضي، يقولان فيه إن الأمم المتحدة وظفت العشرات من أصدقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد وشركائه السياسيين في عملية الإغاثة التي تقوم بها في سوريا، بحسب وثائق سربت للصحيفة.
أعجبنيعرض مزيد من التفاعلات
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية