بدت شوارع الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام في حلب خالية من الشباب، فكل من يزور المدينة بات يلاحظ انتشار ظاهرة عمل السيدات في المحال التجارية والمطاعم وبعض المشاغل الصغيرة على عكس ما كانت عليه المدينة التي توصف بـ"المحافظة" قبل سنوات.
ويفيد عدد من الأهالي أن ظاهرة غياب الشباب تعود إلى الحملات الأمنية المتكررة التي يشنها النظام لتجنيد الشباب عنوة ممن هم دون 45 عاماً لتعويض النقص والخسائر في صفوف قواته خلال المعارك مع الثوار من ناحية، ومغادرة الشباب إلى دول الجوار أو إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر من ناحية ثانية خوفاً من الاعتقال والتجنيد.
*شبح "المشتركة"
ويتخوف الشباب من شبح "المشتركة" حيث يقول أحمد حلاق لـ"زمان الوصل": "تبدأ دورية المشتركة يومياً بالبحث عن الشباب لسحبهم إلى العسكرية أو إلى الاحتياط ما جعل الشباب تتوارى عن أنظارها وتمتنع عن العمل والكثير منهم يغادر المدينة".
وأضاف: "المشتركة هي دورية مؤلفة من 10 آليات عسكرية لكل فرع أمني مجموعة يرأسها ضباط وتصطحب معها "بيك آب" مزود برشاش ومدرعة وباص لاعتقال الشباب بداخله".
فيما أكد أحمد بركات لـ"زمان الوصل" أن الشباب مجبرون على الانضمام إلى ميليشيا "الدفاع الوطني" أو "كتائب البعث" ليتجنبوا الاعتقال والتجنيد الإجباري، موضحاً أن "المشتركة" تقتحم يومياً الحديقة العامة وحديقة "السبيل" بحثاً عن الشباب وعن كل عسكري تارك موقعه أو النقطة المفروز إليها وتعاقبه على مخالفته، مشيراً إلى أنه في بعض الأحيان تقتحم الـ"مشتركة" المنازل بحثاً عن الشباب عندما لا تجد شباباً في الشوارع وتنصب حواجز على عقد المواصلات العامة مثل "دوار الشرطة" في حي "الفرقان" و"دوار شارع النيل" وغيره.
*للنساء فقط
وعن عمل النساء قالت "س، م" لـ"زمان الوصل: "مدينة حلب تحولت إلى مدينة أنثوية بالمجمل، ولست وحدي أعمل بائعة ألبسة، فكل المحال التجارية باتت تفتقد الرجل بما في ذلك بائعة الكوكتيل وبائعة السندويش، وهذا كله خوفاً من الاعتقال التعسفي والسحب إلى القتال مع قوات النظام ضد الثوار، أنا مضطرة للعمل كي أعيل أبي وأمي في تأمين لقمة العيش".
وذكرت أن "دورية المشتركة لا تذهب إلى أحياء السليمانية والعزيزية التي يقطنها المسيحيون، مركزة في إجراءاتها الأمنية واعتقالاتها على الأحياء العرب السنة وهذا ما أدى لارتفاع معدل العنوسة وأصبحت الفتاة تحلم بأن يأتيها عريس".
وحصلت "زمان الوصل" على معلومات تؤكد أن دورية "المشتركة" تنقل المدنيين الذين تعتقلهم للتجنيد بشكل سريع إلى شعبة التجنيد العامة التي أحدثتها في مدرسة "الإعداد الحزبي" في حي "الفرقان"، من ثم تفرزهم الشعبة إلى مقر الدورات المحدث في أكاديمية الهندسة العسكرية لإجراء دورة لا تزيد مدتها عن أسبوعين ومن ثم توزعهم على خطوط القتال الأكثر اشتعال ضد الثوار في محيط المدينة.
عمار البكور -حلب -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية