متابعة لتقرير نشرته "زمان الوصل" يوم الخميس الماضي تحت عنوان "العثور على فتى الأدغال السوري في حرش على الحدود السورية التركية"، والذي سلط الضوء على شاب سوري عثر على طفل رضيع داخل حرش قرب بلدة "الحبوشية" على الحدود السورية التركية، تتابع "زمان الوصل" هذه القضية الإنسانية.
وأفاد الشاب "آدم الحمصي"، الذي عثر على الطفل، لـ"زمان الوصل" بأن أهل الرضيع عثروا على طفلهم بعد ساعات قليلة من نشر التقرير، موضحا أنه تلقى اتصالا من رجل ليل الجمعة يخبره بأنه والد الطفل وأن اسمه "مصطفى عبد القادر" من بلدة "معارة الأرتيق" التابعة لريف حلب الشمالي، وأنه قادم برفقة زوجته لملاقاة الطفل.

*ملابسات ترك الطفل
يروي "مصطفى عبد القادر" والد الطفل لـ"زمان الوصل" ملابسات ترك الطفل قائلا: "كنا قرابة 50 عائلة سورية لحظة محاولتنا التسلل إلى داخل الأراضي التركية، وكنا نتناوب في مساعدة بعضنا على حمل الحقائب والأغراض والأمتعة والأطفال، وفجأة وقعنا في كمين لحرس الحدود التركي (جندرما) وحاولوا اقتيادنا لمركز التحقيق بسبب مخالفتنا لقانون الدخول، وأثناء تسلقنا الجبل نقل الدركي التركي طفلي إلى امرأة ثانية لتحمله وتريح زوجتي".
يتابع الأب "نظرا لعددنا الكبير وإطباق الظلام على المكان بشكل كامل تمكن بعضنا من الهرب والعودة باتجاه الأراضي السورية، وكانت المرأة التي تحمل طفلنا ممن تمكن من الهرب والابتعاد عن الـ(جندرما) التركية".
لكنها قررت أن تضع الطفل تحت الشجرة لتتابع هربها بشكل أسرع، كما فهنا منها لاحقا وكل ظنها بأننا خلفها وسنعثر على الطفل ونحمله".
*ساعات مريرة
حالة من اليأس عصفت بوالد الطفل ووالدته بعد أن فقدا الأمل، قبل أن يتلقى الأب، كما يروي، اتصالا من شقيق زوجته الذي اطلع على تقرير "زمان الوصل" الخاص بـ"فتى الأدغال"، ليكتشف أن الطفل "عمر" موجود في بلدة سلقين عند رجل يدعى "أبو تيم"، وكان رقم هاتفه مرفقا بالتقرير مع صور للطفل، الأمر الذي سهل عليه مهمة العثور على "عمر".
يقول "أبو تيم" كانت (العلامة الفارقة) التي أعطاني إياها والد الرضيع عمر وهو يكلمني على الهاتف ليثبت لي بأنه الوالد الحقيقي للطفل مميزة جداً وغير قابلة لأن تترك مجالا للشك، فقد تبين أن الرضيع عمر يعاني من انسداد كامل في الفتحة الشرجية، وأنه خضع لعملية تركيب قسطرة دائمة في الجهة اليسرى من بطنه لتساعده على الإخراج، وهذا ما رأيته بعيني بالفعل.
لم يتمكن أبو تيم من حضور لحظة وداع "فتى الأدغال" كما يقول، فقد أحس بحب غريب لهذا الطفل الذي قضى معه بضعة ساعات كان له فيها الأب والأم، بل أوكل هذه المهمة التي وصفها بالمؤثرة لأحد أصدقائه، الذي قام بتسليم الطفل لوالديه من داخل مستوصف البلدة أصولا بعدما اطمأنوا على صحته، ولم ينسَ والد الرضيع أن يتوجه بالشكر لأبي تيم لرعايته طفله، ولجريدة "زمان الوصل" التي تابعت قضية طفله متابعة كان لها الفضل في العثور على رضيعه "عمر نور الدين"، الذي أطلق عليه سكان في المنطقة لقب (فتى الأدغال) بعد العثور عليه بين الأشجار في الحرش.
عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية