قد يبدو المشهد في البداية اعتياديا لمزارعين يعملون داخل أراضيهم، ولكن في سوريا يجب عليك الغوص في خفايا أي مهنة لازالت على قيد الحياة بعد سنوات الحرب الطويلة، والتي أهلكت الحرث والنسل، لتجد أن من يعمل هناك من نساء مدينة القنيطرة يُعيل أسرا كاملة فقدت أزواجها، إما في معتقلات النظام، أو بقصف طائراته ودباباته. في بلدة الرفيد الخاضعة لسيطرة الثوار، يقوم المزارعون بقطف المحاصيل الزراعية هذه الأيام وعلى رأسها محصول البامية الذي تشتهر به تلك المنطقة، إلا أنهم يضطرون لنقله إلى مناطق سيطرة النظام في دمشق لبيعه بأسعار تتراوح بين 200 و 600 ليرة سورية للكيلو الواحد، وذلك لعدم وجود أسواق تجارية لتصريف المزروعات في القنيطرة .
يضطر المزارعون لتبديل سعر البيع بشكل يومي تزامنا مع التغيير المستمر بسعر صرف الدولار الأمريكي، وهو ما يسبب لهم مشاكل تسويقية بالإضافة لمعضلات شُح السماد وارتفاع اسعاره، وبعد السدود والتكاليف المرتفعة لنقل مياه السقاية، فضلا عن حالات التشبيح التي تمارس ضدهم من قبل حواجز النظام واجبارهم على دفع المال عنوة لتمرير المحصول.
زمان الوصل TV (خاص – القنيطرة)
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية