"عدو الغوطتين" هو اللقب الذي أطلقه طيارون سوريون متعاطفون مع الثورة على اللواء الطيار "ميزر عبده صوان" الفلسطيني الأصل، لجأت عائلته من قضاء "صفد" الفلسطيني في العام 1948 إلى قرية "المال" بريف القنيطرة الشرقي.
ولد "ميزر صوان" في العام 1954، وفي العام 1967 حصل "آل صوان" على الجنسية السورية، نال "ميزر" الشهادة الثانوية وانتسب إلى الكلية الجوية في تشرين الثاني نوفمبر من العام 1974، وأمضى 3 سنوات تدرب خلالها على طائرات (تشيكمان+ل29) وتخرج منها في تشرين الأول اكتوبر من العام 1977 برتبة ملازم طيار، ليترفع برتبه إلى رتبة مقدم في العام 1990.
خلال هذه الفترة اتبع "ميزر صوان" دورات على عدد من الطائرات منها "ميغ 17" و"سوخوي7" و"سوخوي 22".
وتنقل بين مطارات "المزة" و"تيفور" و"الشعيرات"، وتم إيفاده في العام 1989 إلى روسيا لاتباع دورة على الطائرة "سوخوي 24" لمدة 4 أشهر في مطار "كراسنادار"، ثم عاد كطيار على الطائرة "سوخوي24" في "السرب 19" بمطار "تيفور"، وبقي هناك حتى العام 1996، حيث نقل بعدها إلى مطار "السين" ضمن (اللواء 17 السرب 696)، إثر قتل ابنه لابن أحد جيرانه في مساكن "تيفور" بالخطأ وهو يلعب بمسدس أبيه بعد أن دفع دية لجاره.
أوفده نظام الأسد إلى اليمن لمدة 6 أشهر كمدرس لمادة "نظريات الطيران" في الكلية الجوية اليمنية، وذلك بعد أن توسط لدى قائد القوى الجوية من أجل مساعدته ماديا.
ترقى "ميزر صوان" إلى رتبة عقيد في العام 1997 ثم اتبع دورة ركن في الأكاديمية العسكرية العليا لمدة عام وعاد إلى السرب في مطار "السين".
يوصف "صوان" بأنه من الطيارين المهرة على معظم الطائرات التي قادها، ولكنه كان يتمتع بشخصية هزيلة ومتحفظة وقلقلة ويتهرب من تحمل المسؤولية طيلة فترة بقائه كمرؤوس، حيث نقل مقربون من قائد سربه وابن دورته الطيار "جايز الموسى" أن الأخير كان يصفه بأنه من "أشباه الرجال"، حيث كان نائبه في (السرب 696) في الفترة الأخيرة من قيادة "جايز" للسرب.
*صعود ميزر
حرص نظام الأسد الأب وابنه من بعده على انتقاء شخصيات عسكرية ذات مواصفات هزيلة وضعيفة من أجل تنصيبها في المواقع القيادة في المؤسسة العسكرية، وذلك لسهولة قيادة هؤلاء من قبل أجهزة المخابرات.
لا يتمتع "ميزر صوان" بشخصية قيادية بالرغم من تعيينه كقائد سرب ونائب قائد لواء وقائد لواء ورئيس أركان فرقة ونائب قائد فرقة وقائد فرقة، إلا أن المواصفات التي كان يتمتع بها هي الجبن والخوف من العنصر العلوي ومن المخابرات والولاء لهم والنفاق وإبلاغ المخابرات الجوية عن أي قرار ينوي اتخاذه حتى على المستوى الشخصي، وهذا ما جعله من الشخصيات السنية التي يقع عليها الاختيار ليتبوأ مناصب قيادية حتى يكون تابعا.
*سنوات ما قبل الثورة
في العام 2002 سطع نجم العقيد "ميزر صوان" إذ تم تعيينه قائداً لـ(السرب 696- سوخوي 24)، خلفا لـ"جايز الموسى"، وبما أن شخصية "صوان" "هزيلة"، حسب وصف مقربين، فقد عانى كثيرا بقيادته للسرب وعانى معه جميع أفراد السرب وخاصة الطيارين السنة.
وفي هذا السياق يروي الطيار "ع . د"، وهو من زملاء "صوان" أن الطيارين في السرب ونتيجة معاملته السيئة لهم كونهم سنة وهو سني كادوا يتعاونون على ضربه عدة مرات، ولكن الوجود الدائم لبعض الطيارين العلويين وتدخل العقلاء منهم حال دون ذلك.
ضعف شخصية "صوان"، عوضها بخباثة في التواصل مع المخابرات الجوية ليؤسس لنفسه موقعا متقدما، إذ كان على تواصل مستمر مع الجهاز الأمني سيئ الصيت، وأصبح لديه كالخادم الأمين لا يحرك ساكناً إلا بأمره، وكانت هذه الشخصية تروق للمخابرات الجوية وتريحهم في الحصول على كل ما يريدونه.
في العام 2004 عين "صوان" نائبا لـ"العميد سجيع درويش" قائد لواء في مطار "السين" وترقى إلى رتبة عميد بحكم منصبه كنائب لقائد اللواء، وفي فترة خدمته تلك كان اللواء "سجيع درويش" يلقي عليه بكل الأعمال من تخطيط وتنفيذ ومسؤولية، بينما تفرغ هو حينها لنهب وسرقة (اللواء 17) في مطار "السين" أمام عيني "ميزر صوان" دون أن يستطيع أن يؤثر عليه كون "سجيع" من أبناء الطائفة العلوية، ويحق له فعل أي شيء دون أن يحاسبه أحد.
عين "ميزر صوان" في العام 2008 قائداً لـ(اللواء 17) خلفا للعميد "سجيع درويش"، الذي تم تعيينه رئيساً لأركان (الفرقة 20) في مطار "الضمير".
وكان (اللواء 17) يعتبر أكبر لواء في القوى الجوية، وفي الوقت نفسه تم تعيين العميد الطيار "أنيس داوود"، والعقيد الطيار "محمد ديبو" ضابطا لأمن اللواء وكان هذان الشخصان، هما القادة الفعليون للواء، حيث لم يكن يتخذ أي قرار في اللواء دون موافقة هذين الشخصين، وخاصة ضابط الأمن "محمد ديبو"، الذي أسس في عهد "صوان" شبكة من الضباط العلويين في مطار "السين" لنهب وسرقة كل خيرات (اللواء17) وخاصة الوقود والمستودعات الإدارية.
*سنوات الثورة.. وجرائم "صوان"
بعد أن اندلعت الثورة في درعا وامتدت إلى باقي المحافظات كان "ميزر صوان" يصف المتظاهرين بالمرتزقة والعملاء الذين يجب قتلهم، وبتعليمات من المخابرات الجوية عقد اجتماعا في ساحة اللواء في أيار مايو من العام 2011، وشرح للمجتمعين أن هؤلاء المتظاهرين هم جنود "بندر بن سلطان" في إشارة إلى رئيس المخابرات السعودية في حينه.
وبدأ بشرح نظرية المؤامرة على سوريا، معتبرا أن على القوى الأمنية أن تسحق هذه الظاهرة الجديدة بقوة، وبعد تطور الأحداث وفي بداية شهر حزيران يونيو من العام 2011 وكونه قائداً لـ(اللواء 17) أرسل أكثر من مئة من الضباط صغار الرتبة والعناصر لدعم جهود المخابرات الجوية والقوى الأمنية في إخماد الثورة في المناطق الثائرة.
وساهم بتشكيل قوة عسكرية من (اللواء 17) لمهاجمة أهالي مدينة "الضمير" الثائرة، وتم قتل وجرح واعتقال عدد كبير من الأهالي من قبل هذه القوة، لينفذ فيما بعد، وتحديدا في شهر شباط فبراير من العام 2012 مشروع اختبار الذخائر الجوية ضد المناطق الثائرة.
نقل "ميزر صوان" إلى قيادة (الفرقة الجوية 20) في منتصف العام 2012، وحل مكان العميد "سجيع درويش" الذي نقل إلى (الفرقة 22) كقائد لأركانها في مطار "الشعيرات"، وفي منصبه الجديد أوكل إليه قائد الفرقة "موسى الجايز" مهمة متابعة أمور العمليات في الفرقة، وأيد بشدة قرار قصف المدنيين بطائرات الفرقة، وقد أبدى استعداده أمام قائد الفرقة "موسى الجايز" أن يكون هو أحد المنفذين، وهذا ما رفع من رصيده أكثر لدى المخابرات الجوية، ويبدو أن هذا النهج أتى أُكله، ففي العام 2013 تمت ترقيته إلى رتبة لواء عقب تعيينه نائبا لقائد (الفرقة الجوية 20)، وهنا كان يسند له قائد الفرقة أحياناً دور التحضير للطيارين الذين سينفذون طلعات القصف الجوي ضد المدن والقرى وكان يشجعهم على ضربها بقسوة.
*إلى إيران
في شهر أيلول سبتمبر/2013 سافر "صوان" إلى إيران مع مجموعة من الطيارين من أجل نقل 8 طائرات "سوخوي 24"، منها 5 طائرات سورية كانت في روسيا من أجل التعمير و3 منها من الطائرات العراقية، كهدية من إيران لسلاح الجو الأسدي، وقام بنقل طائرة بنفسه من إيران إلى مطار "تيفور" جواً عبر الأجواء العراقية، وبذلك حاز على الثقة المطلقة لقيادة النظام وبدأت الأنظار تتجه إليه ليكون خلفا للواء سيئ السمعة "جايز الموسى"، وبدأ الأخير يسند إليه الكثير من المهام الجوية والتحضير لها والإشراف على تنفيذها وخاصة في صيف عام 2014.
ورث "ميزر صوان" كل المواصفات والمهام التي كان يقوم بها سلفه "الموسى"، الذي أصبح رئيساً لأركان القوى الجوية، وقام بدوره كرئيس للمنطقة الأمنية في منطقة "الضمير" وما حولها منفذا للجرائم على أكمل وجه، وذلك بعد تسلمه قيادة الفرقة، إذ قرب إليه الطيارين المجرمين وأغدق عليهم بالهدايا والمكافآت المالية وكان حريصا على أن يسند إليهم المهام بنفسه، ويوصيهم أكثر بقصف الحاضنة الشعبية في القرى والمدن المستهدفة وبشكل خاص قرى ومدن الغوطتين الشرقية والغربية، وكان يصف مدن الغوطة بأنها "إرهابية" يجب مسحها عن الخارطة. ومنذ توليه قيادة (الفرقة 20) في شهر تموز يوليو/2015 وحتى تاريخه ارتكبت الطائرات التي انطلقت من مطارات "الضمير، السين، خلخلة، الناصرية" مئات المجازر في الغوطتين وخاصة في الشرقية وتحديدا مدينة "دوما" التي أمر بقصف سوقها التجاري أكثر من مرة، وراح ضحية القصف مئات الأبرياء، بل يروى عن "صوان" قوله للطيارين أثناء إسناد المهام بقصف مدن الغوطة "لا يهم أن تصيبوا الأهداف المهم أن تسقط القنابل على الكتل السكنية وأن توقعوا أكبر عدد من القتلى والجرحى".
جرائم "صوان" الكبرى لم تقتصر على الغوطتين، ففي نيسان ابريل من العام الجاري وجه بقصف مدينة "الضمير"، كما أمر بقصف مدينة "جيرود" في تموز يوليو الجاري بأكثر من 100 طلعة جوية من أجل استرداد جثة الرائد الطيار "نورس حسن".
*مستقبل "صوان"
"صوان" المتزوج من ابنة عمه وهي معلمة، له عدد من الأولاد الذكور والإناث أكبرهم "مهند" وهو ضابط برتبة نقيب/ تخصص حاسوب في قيادة (الفرقة الجوية 20)، وصل بحسب قوانين جيش الأسد إلى سن التقاعد منذ تاريخ 1/1/2016 لبلوغه سن 62سنة، ولكن ونتيجة الحاجة إلى ضابط موال بمواصفاته، يعتقد أن "ميزر صوان" سوف يتبوأ منصبا جديداً في القوى الجوية خلال الفترة القادمة، ومن المؤكد أنه سيتم التمديد له لسنوات قادمة في حال بقاء النظام في سدة الحكم.
عقاب مالك - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية