أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من فظائع المخابرات..طالب جامعي يذوب في أسيد الأسد بعد أسابيع من اعتقاله

عذب بالكرسي الكهربائي والشبح ثم الأسيد - زمان الوصل

ذات ظهيرة من عام 2012 اعتقل النظام عند أحد حواجز "المخابرات الجوية" في حلب الطالب الجامعي "حسن الواصل" ليخرج بعد أسابيع جثة هامدة بلا ملامح بعد حرقها بمادة الأسيد على الحال الذي ظهرت فيه عشرات الجثث التي سربها "القيصر" بعد ذلك. 

مع بداية الثورة السورية لم يتوانَ الشاب "حسن"- مواليد ريف حلب الشرقي الجنوبي 1988- عن الالتحاق بالمظاهرات، وتولى مسؤولية إحدى مجموعات "سكايب" المنسقة لها آنذاك في مناطق حلب المدينة -كما يقول قريبه "حسام عيسى".

ويضيف "عيسى" لـ"زمان الوصل" بأن "حسن"، الذي كان يدرس في كلية الحقوق بجامعة دمشق، عمل في بداية الثورة على التنسيق بين الأحياء وفي جامعة حلب، واعتقل أول مرة في منطقة "الجابرية" بحلب في الشهر التاسع من عام 2011، وأفرج عنه بعد أن دفع ذووه مبالغ طائلة، وفي الشهر الرابع 2012 اعتقل مرة ثانية في الجامعة وأفرج عنه بكفالة. 

عندما بدأ الحراك المسلح في المناطق القريبة من مدينة حلب عمل "حسن الواصل" في إغاثة النازحين من حمص آنذاك في منطقة "صلاح الدين" بحلب، وعندما بدأ الجيش الحر بالظهور في مناطق حلب ساهم حسن -كما يقول قريبه- في دعم بعض الكتائب حسب قدرته وكان ينتقل من مكان إلى آخر في حلب من أجل إقناع الناس بفكرة دخول الجيش الحر، لكن مهمته لم تكتمل إذ تم اعتقاله في الشهر السادس من عام 2012 داخل سيارته أمام حاجز تابع للمخابرات الجوية قرب منطقة "الشيخ سعيد" بعد وشاية من متعامل مع النظام.

وداخل المعتقل تعرّض حسن –كما يؤكد "حسام"- لتعذيب وحشي بالكرسي الكهربائي والشبح، ومنع عنه الطعام لأيام داخل منفردة، وكان معذّبوه يطلبون منه معلومات عن رفاقه في النشاط الثوري وعن النازحين والجيش الحر والمتظاهرين بشكل عام، لكنه كان يرفض الإدلاء بأي معلومة، ما زاد من نقمة جلاديه، ليمارسوا بحقه أبشع أنواع التعذيب. 

وأشار "عيسى" إلى أن أهل "حسن" حاولوا السعي للإفراج عنه بشتى الطرق، ولكن مخابرات النظام لم تسمح لهم برؤيته أو الإفراج عنه.

وتابع: "بتاريخ 1/7/2012 اتصل فرع المخابرات الجوية الذي كان يعتقله بذوي "حسن" وأخبروهم بأن ابنهم تم إعدامه، وحذروهم من فتح سرادق عزاء به ولم يسلموا الجثة للأهل مباشرة، بل قالوا لهم إن هناك 3 جثث في مقبرة قريبة من مطار "النيرب" وجثة "حسن" داخل إحداها. 

ويضيف قريب الضحية: "بعد فتح القبور الثلاثة فوجئنا بأن إحدى الجثث مشوهة بمثقب كهربائي، وكانت هناك فتحات صغيرة وكبيرة في الوجه وأنحاء مختلفة من الجثمان، أما الجثة الثانية، فكانت –كما يؤكد عيسى- محروقة بالأسيد وهي لـ"حسن" الذي عرفناه من وشم كان موجوداً على إحدى يديه لأن وجهه وملامحه وعظامه كانت ذائبة من أثر الأسيد بحسب تأكيد طبيب كان مع أهله، وكان جلد الجثة الثالثة مسلوخاً بالكامل. 

وكانت مصادر حقوقية قد أكدت أن من بين الأساليب التي يتبعها نظام الأسد للتخلص من جثث المعتقلين الذين يقضون تحت التعذيب إلقاء هذه الجثث في بركة مليئة بمادة الأسيد أنشأها النظام في أقبية مشفى "المزة" العسكري، حيث كان النظام يتخلص من الجثامين من خلال تذويبها في هذه البركة، حسب المصادر نفسها.


فارس الرفاعي - زمان الوصل
(119)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي