مصالح الوحدات الكردية مع النظام تتقاطع في "الكاستيلو".. ولكن ماذا بعد؟

تلاقت مصالح الوحدات الكردية "YPG" مع مصالح قوات النظام في قتال فصائل الجيش الحر من الجهة الشمالية لمدينة حلب، متجاهلة ما قد يحدث لتواجدها داخل المدينة في حال انقلبت الحسابات السياسية دولياً، ومصرة بذلك على معاداة الأهالي ومساندة قوات النظام في محاولاتها السيطرة على طريق "الكاستيلو" الإنساني الوحيد لإطباق حصار على المدنيين المقيمين في منازلهم بالأحياء التي يسيطر عليها الثوار في الجزء الشرقي من المدينة.
قوات الحماية الكردية (YPG) تتحصن بحي "الشيخ مقصود" ذي الأغلبية الكردية في مدينة حلب، وبسبب قرب الحي من طريق "الكاستيلو" من الجهة الجنوبية، وارتفاعه نسبياً ترصد من بعض النقاط أو المواقع الأكثر ارتفاعاً في الحي طريق "الكاستيلو"، كما تستهدفه بالقذائف والرشاشات رغم أنه يعد خطاً إنسانياً وحيداً أمام المدنيين والمنظمات الإغاثية بالتزامن مع محاولة قوات النظام والميليشيات الإيرانية التقدم من "مزارع الملاح" الواقعة بالجهة الشمالية عن طريق "الكاستيلو" وسط قصف جوي لا يهدأ أيضاً. ووثق ناشطون استهداف الوحدات الكردية لسيارات تقل مدنيين كانت مارة على الطريق، كما وثقوا استهداف الطائرات الحربية لسيارات أخرى للمدنيين أيضا على ذات الطريق.
وتحت القصف الجوي المكثف ومساندة الوحدات الكردية استطاعت قوات النظام مؤخراً تحقيق تقدم جزئي من "مزارع الملاح" ورصدت طريق "الكاستيلو" بصواريخ حرارية ما جعل غرفة عمليات "فتح حلب" تعلن أن الطريق بات طريقاً عسكرياً محذرة المدنيين والمنظمات الإنسانية من العبور عليه، وحسب قادة عسكريين، فإن مساندة ومؤازرة الوحدات الكردية لقوات النظام ساهمت في تشتيت قوة الجيش الحر وأجبرته على القتال على جبهتي طريق "الكاستيلو" لتأمينه أمام المدنيين ولإفشال محاولات قوات النظام المتكررة منذ عامين لمحاصرة أحياء حلب الشرقية عبر التقدم للسيطرة على الطريق الاستراتيجي ويتصدى لها الثوار.
وتصب مصلحة الوحدات الكردية (YPG) في قتالها إلى جانب قوات النظام للسيطرة على طريق "الكاستيلو" تصب في فتح طريق مباشر لها من حي "الشيخ مقصود" باتجاه منطقة أو "كانتون" عفرين ذي الأغلبية الكردية يمر عبر طريق "الكاستيلو" ومن ثم المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام بريف حلب الشمالي عام 2016 عندما وصلت من سجن حلب المركزي إلى بلدتي "نبل" و"الزهراء"، وحسب محللين أيضاً فإن قوات النظام تسعى من خلال السيطرة على طريق "الكاستيلو"، إضافة لمحاصرة أحياء حلب الشرقية، إلى فتح طريق مباشر لها من داخل مدينة حلب باتجاه بلدتي "نبل" و"الزهراء" المواليتين للنظام يمر عبر طريق "الكاستيلو"، كما تستفيد قوات النظام بهذه العملية من اختصار مسافة إلى نصف ساعة عوضاً من سير قواتها لـ 3 ساعات من شمال حلب إلى شرقها وجنوبها وصولاً إلى أحياء حلب الغربية التي تسيطر عليها بالتنقل مباشرة من الغرب إلى "نبل"ظ و"الزهراء" شمالاً عبر "الكاستيلو".
ولكن سياسة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في مساندة وحدات (YPG) التابعة له لقوات النظام كما حدث بريف حلب الشمالي يصفها البعض بالمفيدة له على المدى القريب والمضرة له على المدى البعيد، إذا إن أغلبية سكان مدينة حلب عرب وهذه السياسة قد تخلق عداوة بين العرب والأكراد المقيمين في حي "الشيخ مقصود" داخل مدينة حلب، فيما إذا استطاعت الفصائل الثورية دحر قوات النظام والسيطرة على مدينة حلب لاحقاً، وحتى إن طالت المعارك في مدينة حلب لن يضمن سياسيو (PYD) عدم انقلاب قوات النظام عليهم بعد استخدام مسلحيهم (YPG) في تحقيق مآرب تصب في صالح النظام ضد الثوار من أهالي حلب.
عمار البكور - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية