وثق تقرير حقوقي إلقاء طيران نظام الأسد المروحي أكثر من 6016 برميلاً متفجراً، خلال النصف الأول من عام 2016، كان العدد الأكبر منها على محافظة ريف دمشق وحلب ثم درعا.
وسجل التقرير الصادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 185 مدنياً، بينهم 54 طفلاً و26 سيدة بسبب تلك البراميل، موضحا أن حصيلة حزيران يونيو الماضي من البراميل المتفجرة زادت عن 1506 براميل متفجرة، العدد الأكبر منها كان من نصيب محافظتي ريف ودمشق وحلب، حيث أدى القصف إلى مقتل 77 مدنياً، بينهم 21 طفلاً و6 سيدات.
وأكد التقرير أن قوات الأسد خرقت بشكل لا يقبل التشكيك قرار مجلس الأمن رقم 2139، واستخدمت البراميل المتفجرة على نحو منهجي وواسع النطاق، وأيضاً انتهكت عبر جريمة القتل العمد المادة السابعة من قانون روما الأساسي وعلى نحو منهجي وواسع النطاق؛ ما يشكل جرائم ضد الإنسانية، إضافة إلى انتهاك العديد من بنود القانون الدولي الإنساني، مرتكبة العشرات من الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب، عبر عمليات القصف العشوائي عديم التمييز وغير المتناسب في حجم القوة المفرطة.
وأشار التقرير إلى أن وتيرة القتل والاعتداء على المراكز الحيوية المدنية عبر استخدام البراميل المتفجرة عادت إلى ما كانت عليه قبل بيان وقف الأعمال العدائية بعد يوم واحد من إعلان الهيئة العليا للمفاوضات تأجيل مشاركتها في مباحثات جنيف في 19/ نيسان ابريل الماضي.
وأوضح التقرير أنه "نظراً لكون البرميل المتفجر سلاحاً عشوائياً بامتياز، ذا أثر تدميري هائل، فإن أثره لا يتوقف فقط عند قتل الضحايا المدنيين بل فيما يُحدثه أيضاً من تدمير وبالتالي تشريد وإرهاب لأهالي المنطقة المستهدفة، وإلقاء البرميل المتفجر من الطائرة بهذا الأسلوب البدائي الهمجي يرقى إلى جريمة حرب، فبالإمكان اعتبار كل برميل متفجر هو بمثابة جريمة حرب".
وذكر أن أول استخدام بارز من قبل قوات الأسد للبراميل المتفجرة، كان يوم الإثنين 1/ تشرين الأول/ 2012 ضد أهالي مدينة "سلقين" في محافظة إدلب، كما أشار إلى أن البراميل المتفجرة تعتبر قنابل محلية الصنع كلفتها أقل بكثير من كلفة الصواريخ وأثرها التدميري كبير، لذلك لجأت إليها قوات النظام، إضافة إلى أنها سلاح عشوائي بامتياز، وإن قتلت مسلحاً فإنما يكون ذلك على سبيل المصادفة، إذ إن 99% من الضحايا هم من المدنيين، كما تتراوح نسبة النساء والأطفال ما بين 12% وقد تصل إلى 35% في بعض الأحيان.
وأشار التقرير إلى أن عمليات الرصد والتوثيق اليومية التي تقوم بها الشبكة السورية لحقوق الإنسان أثبتت بلا أدنى شك أن نظام الأسد مستمر في قتل وتدمير سوريا عبر إلقاء مئات البراميل المتفجرة، وهذا ما يخالف تصريح السفير الروسي لدى الأمم المتحدة "فيتالي تشوركين"، الذي أكد أن النظام توقف عن استخدام البراميل المتفجرة.
وجدد التقرير توصية مجلس الأمن أن يضمن التنفيذ الجدي للقرارات الصادرة عنه، والتي إلى مجرد حبر على ورق، وبالتالي فقدَ كامل مصداقيته ومشروعية وجوده.
كما طالب بفرض حظر أسلحة على النظام، وملاحقة جميع من يقوم بعمليات تزويدها بالمال والسلاح، نظراً لخطر استخدام هذه الأسلحة في جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية