أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السوري الذي دخل سجل "الأبطال" في ألمانيا يرد عبر "زمان الوصل" على العنصرية بحق اللاجئين السوريين

مهند - زمان الوصل

لم يعد لاجئاً عادياً، فما أقدم عليه السوري "مهند موسى" (25 عاماً) ابن بلدة "شين" التابعة لمحافظة حمص من تسلميه مبلغ ٥٠ ألف يورو ودفاتر ادخار برصيد 100 ألف يورو للشرطة الألمانية بعد أن عثر عليه في خزانة حصل عليها من إحدى الجمعيات الإغاثية في بلدة "ميندن" يعيش هناك، جعلت منه قضية رأي عام وعلامة أخلاقية فارقة إذ أدرجته الشرطة الألمانية في سجل "الاستثنائيين" ووصفه بـ"بالبطل". 

لكن بطولته وتميزه هذا كما يقول والده مدرس اللغة الإنكليزية "محمد موسى" أخذت طابعا مغايرا إذ طالته حملات "تخوين وشتم" عبر مواقع التواصل الاجتماعي كونه ترك وطنه والدفاع عنه في اللحظة المصيرية من تاريخ سوريا، على حد وصفهم.

الوالد" محمد موسى" الذي يعتبر ولاءه الأكبر لوطنه سوريا فقط، ولا يتحزب لأي طرف سياسي، يقول إن حب الوطن والوفاء له يرضع مع حليب الأم، وهذا ما ربى عليه ولده "مهند"، الذي سافر خارج القطر لإكمال دراسته العليا، وليس كما يدعي من يهاجموه ويخونه هروبا من الوطن.

"زمان الوصل" تواصلت مع "مهند" الذي وجه كلامه للدول العربية التي يقطنها لاجئون سوريون "نحن مثلكم أناس عاديون - ولكل واحد منا شخصيته وبيئته وأحلامه وطموحاته، كنا نعيش في بلدنا سوريا مستوري الحال، وكل شاب منا مهتم ببناء مستقبله درجة درجة، فجأة فرضت علينا حرب، ولم نعد قادرين على معرفة ماذا حدث وفجأة أيضا انهار كل شيء وتوقفت الحياة، وأصبح لزاماً علينا انتظار موت قد يطالك مصادفة بأي لحظة"

يتابع "مهند": "أنا وكثر من أبناء جيلي رفضنا هذا الشيء لأننا نمتلك إرادة الحياة والبناء وطموحنا إذا توقف عند حد معين نشعر بأن حياتنا قد توقفت، وهذا ما دفعني مع كثر غيري للهجرة، هجرة اختلفت من شخص لآخر، فمنا من هاجر ليعمل، وآخر ليدرس، وثالث ليحمي عائلته وأطفاله، أنا أحب بلدي سوريا، لكن سوريا لم تعد لنا...فماذا أفعل؟، ولأنني أحب سوريا وأعلم أني عائد إليها لامحالة قررت أن أتابع في طموحي ولو في بلد غريب، أعلم أنه لن يحن علينا أحد مثل بلدنا، لذلك قبلنا بأن نعيش هنا كرمى لعيون سوريا، لنعود ونعمرها ونبنيها بأجمل مما كانت".

وأنتم مثلنا، يتابع "مهند" بث شجونه "قد تشربون من نفس الكأس وتعيشون نفس المرحلة المؤلمة التي نعيشها لا قدر الله، وقد تمر عليكم لحظات تتغربون وتشردون وتعيشون وتشاهدون ذات المأساة التي عشناها، عندها فقط ستشعرون بمرارة أن تتعرضوا للإهانة أو الظلم والعنصرية في بلدكم المضيف من أي جهة أو طرف، يكفي اللاجئ حزناً وقهراً وألماً أنه ترك خلفه كل شيء، ذكرياته، أحبائه، أرضه، فلماذا تزيدون من ألمه ألما، ومن حزنه حزنا، ومن عذابه عذابا".

يقول "مهند" مخاطبا تلك الدول: "نحنا شبعانين أكل وكرامة وأخلاق وعزة، ولا نريد منكم سوى أن تعاملونا وتشعرونا بأنكم تتعاملون مع بشر وأن تحسوا بالبشر، والله لو تنتهي الحرب في بلادنا سوريا، لن تجدونا بينكم بعد ساعة، لكن حسبنا الله ونعم الوكيل".

"مهند" البطل في أمانته، حاصل على جائزة "الباسل" للتفوق العلمي وهي من أعلى الجوائز التي قد يحصل عليها طالب سوري، تخرج من كلية الهندسة قسم هندسة الاتصالات، ينتمي لعائلة فقيرة كادحة يشهد لها بالعلم والأخلاق، له أخ طبيب أسنان، وآخر يدرس تجارة واقتصاد.

عائلة تحاول أن تثبت ولاءها لوطنها سوريا بالأخلاق والتربية الحميدة أينما حلت وارتحلت، تربية هي من سمات العائلة السورية في كل زمان ومكان، كما يقول والد "مهند" المربي "محمد موسى".

عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
(94)    هل أعجبتك المقالة (92)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي