يلقبه الكثيرون من المشايخ وطلبة العلم بـ"الشافعي الصغير"، لتبحره وغزارة علمه، غير إن له لقبا آخرا قد لا يعرفه معظم الناس، وهو "عميد سجن تدمر".. هذا هو العالم الفقيه "محمد هاشم المجذوب" الذي لاقى وجه ربه اليوم الأربعاء 22 حزيران يونيو، الموافق لـ17 رمضان، خاتما بذلك حياة مليئة بالعطاء العلمي على المستوى الشرعي، وحافلة بـ"مقارعة" الطغيان المتمثل في نظام الأسد مباشرة، دون هوادة ولا تورية، كما يقول معظم من خبروه واحتكوا به.
وقد نعي العالم الفقيد طائفة من علماء الدين، كما نعته رابطة "أحرار سجن تدمر"، التي قالت في بيان اطلعت عليه "زمان الوصل" إن "الشيخ المجاهد محمد هاشم المجذوب مكث 23 سنة في سجون الأسد ولم تلن له قناة".
ووصف البيان الشيخ الفقيد بأنه "الولي الصالح الجامع بين العلم والعمل والوقوف في وجوه الظلمة والقتلة"، موضحة أن سبب سجنه الطويل في عهد حافظ كان نتيجة جوابه على سؤال وجه له أوائل الثمانينات، حيث سئل "هل النصيرية مسلمون؟"، فأجاب: "لا"، ونتيجة هذه الإجابة عمد حافظ إلى سجنه وتعريضه للإهانة والتعذيب، لكنه "صبر واحتسب ولم يرجع عن قوله" وفق تعبير البيان.
وأبانت الرابطة أن الفقيد كان له "أثر كبير في السجن فتعلم عليه كثير من السجناء العلوم الشرعية بالرغم مما ناله من أنواع التعذيب".
والشيخ الفقيد هو من مدينة حرستا المجاورة لدمشق، وكان جريئا وواضحا في خطابه، ومتمسكا بالمبادئ التي ارتضاها لنفسه، وثابتا عليها حتى عرف بعبارته الشهيرة "دين الله ليس للبيع".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية