ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن مدينة "مارع" تعيش حالة حصار من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" والميليشيات الكردية، ما تسبب بأوضاع كارثية لقرابة 1700 عائلة.
وقالت في تقرير لها إن القصف الذي ينفذه التنظيم عشوائي ويستهدف الأحياء السكنية، الهدف منه الضغط على ما تبقى من مقاتلين لتسليم المدينة.
ونقل استغراب الأهالي حول عدم وجود أي دور فاعل لقوات التحالف الدولي بقصف قوات التنظيم المحاصرة للمدينة والمكشوفة بشكل واضح، بل إن هناك اتهامات لقوات التحالف الدولي باستهداف قوات المعارضة المسلحة التي تدافع عن مدينة "مارع" يوم الأحد 29 أيار الجاري، وقتل 7 عناصر منها، ومازالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تحقق في الحادثة، حسب التقرير.
وأضافت الشبكة "ينظر أهالي مدينة مارع إلى كل من تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية التابعة للإدارة الذاتية الكردية على أنهما وجهان لعملة واحدة، فكلاهما يسعى لبسط السيطرة والنفوذ ونهب ثروات الأراضي وانتهاك حقوق أهلها".
واتهمت "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية بعمليات ابتزاز تهدف للحصول على مزيد من القرى والبلدات مقابل تسهيل مرور المدنيين إلى مناطق أكثر أمناً.
وأكدت في تقريرها أنه "بعد مفاوضات مع فصائل المعارضة المسلحة قامت بالسماح بمرور قرابة 700 عائلة عبر مدينة تل رفعت التي سيطرت عليها منذ عدة أشهر، مقابل انسحاب فصائل المعارضة المسلحة من قرية الشيخ عيسى".
وقال التقرير إن بداية شباط/ 2016 شنت قوات النظام والميليشيات الموالية وبدعم مكثف من الغارات الجوية الروسية هجوما واسعا يهدف إلى قطع الطريق الوحيد الواصل بين ريفي حلب الشمالي والغربي وأحياء حلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، تزامنت هذه الحملة مع حملة عسكرية قادتها الإدارة الذاتية الكردية عبر "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية التي تنتمي لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا فرع حزب العمال الكردستاني.
واجتاحت الميليشيات الكردية مناطق تخضع لسيطرة المعارضة السورية وسيطرت على مدينة تل رفعت وبلدات دير جمال ومنغ وغيرها؛ ما تسبب بنزوح وتشرد واسع لأهلها، ومازال الآلاف منهم في العراء تقريباً على الحدود السورية التركية.
وأشار التقرير، الذي اطلعت "زمان الوصل" عليه، إلى أن الهجمات العسكرية لقوات النظام من جهة وقوات الإدارة الذاتية الكردية من جهة ثانية تسببت بحصار منطقة مساحتها قرابة 500 كم، من الجنوب تحاصرها قوات النظام، ومن الغرب قوات سوريا الديمقراطية الكردية، ومن الشرق تنظيم "الدولة".
ولفت إلى أن الحصار تسبب في نزوح وتشرد جديد لما لايقل عن 120 ألف شخص من مدن (مارع وعندان، وبلدات حردتنين وتل جبين، ومسقان، ورتيان، وكفرنايا، وتل ماير).
وذكر التقرير أن التنظيم شن هجوماً على مناطق سيطرة المعارضة المسلحة سيطر من خلاله على قرى كفركلبين وجبرين، وقطع الطريق الوحيد بين مدينتي مارع واعزاز وبذلك تم تشديد الحصار على مدينة مارع بشكل كامل فقد بات تنظيم داعش يحاصرها من جهات الشرق والجنوب والشمال، في حين تحاصرها قوات الإدارة الذاتية الكردية من الجهة الغربية.
وأبدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تخوفها الشديد على مصير قرابة 12 ألف مدني محاصر ضمن مدينة مارع معظمهم من الأطفال والنساء، في حال اقتحام أي من الطرفين تنظيم "الدولة" أو قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدينة، فإن ذلك سوف يعقبه انتهاكات واسعة وعمليات انتقام عشوائية، ويجب على مجموعة دعم سوريا تقديم الدعم العاجل لمدينة "مارع"، وإيجاد سبل آمنة لحماية المدنيين فيها.
كما طالبت في ختام تقريرها بدخول فوري للمساعدات العابرة للحدود للوصول إلى قرابة 135 ألف نازح على الحدود السورية التركية يعانون ظروفاً إنسانية غاية في الأسى والحرمان، مؤكدة أن "كل ذلك وماسيظهر من نتائج اجتماعية وسيسلوجية تمتد لعقود إثر عدم الرغبة في إيجاد حل للكارثة السورية المستمرة منذ آذار 2011".
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية