أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

واشنطن قزمت دور العاصمتين.. أنقرة تلحق الرياض بالحديث عن تجميد قرار التدخل في سوريا

من ضحايا قصف النظام على حلب - أرشيف

بعد تصريح وزير الخارجية السعودي الذي ضيق هوامش أي تدخل بري في سوريا، عندما ربطه بصدور "قرار دولي"، جاء الدور على أنقرة لتؤكد نفس الموقف ولكن بصيغة أخرى، منوهة بأن قرار التدخل في سوريا موجود، لكن تنفيذه مجمد.

موقف أنقرة جاء على لسان نائب رئيس الوزراء "نعمان كورتولموش" الذي أبدى قلقه من موقف واشنطن المستهتر بمخاوف أنقرة من تمدد مليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي ضمن المناطق المتاخمة للحدود التركية، ما يهدد جديا أمن تركيا القومي.

وفي تصريح يحمل الكثير من خيبة الأمل بواشنطن، قال كورتولموش: "أولوية تركيا في سوريا هي حماية خط أمنها القومي... الولايات المتحدة لم تأخذ حساسيتنا تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي على محمل الجد".

وتابع: "التحالف المنوط بمحاربة تنظيم الدولة يدفع ثمن موقفه الضعيف. ما زلت لا أعتقد أن لديهم خطة لهزيمة التنظيم".

ويعكس تصريح "كورتولموش" عمق الشرخ الذي أصاب علاقات بلاده بالولايات المتحدة، على خلفية تجاهل الأخيرة لتصنيفات أنقرة التي ترى أن مليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي هي النسخة السورية لمليشيا العمال الكردستاني، وتصنف الطرفين بوصفهما منظمتين إرهابيتين.

وتجلى آخر توتر بين أنقرة وواشنطن، على خلفية صور نشرت قبل أيام لجنود أمريكيين يحملون على أكتافهم شارات المليشيا الكردية، وهو ما اعتبرته أنقرة سلوكا غير لائق، وحاولت واشنطن تبريره وتجميله بعبارات إنشائية، لكن التضارب بين تصريحات وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين، كشف أن واشنطن مستعدة للتضحية بصداقتها وتحالفها مع دولة من وزن تركيا، في سبيل الإبقاء على دعمها لمليشيا حزب الاتحاد، متذرعة بأن هذه المليشيا هي البديل الأفضل والأقوى على الأرض السورية لمحاربة التنظيم.

ومع كل وضوح الموقف الأمريكي وجرأته على تشويه العلاقات مع أقوى دول حلف الأطلسي لصالح مليشيا، فإن موقف تركيا ما زال خجولا بل ومغرقا في التردد، ففي حين أن إدارة أوباما تجاهلت الخطوط الحمراء التي رسمتها أنقرة وحذرت المليشيا من عبورها في سوريا باعتبارها تدخل ضمن نطاق الأمن القومي، فإن تركيا ردت على هذا التجاهل والاستهتار بلوم الولايات المتحدة لفظيا، بل وزادت على ذلك بالقول إن التدخل التركي في سوريا لحماية الأمن القومي جرى وضعه في الثلاجة.

ففي معرض رد "كورتولموش" عن احتمال شن عملية مشتركة لقوات تركية وأمريكية داخل سوريا، قال المسؤول التركي الرفيع والناطق الرسمي باسم الحكومة: "يمكن إجراء عملية مشتركة لحماية الحدود التركية، ولكن عند الضرورة. وينبغي أن لا يفسر هذا بأنها ستنفذ اليوم أو غدا، هناك قرارا متخذ لكننا هنا لا نتحدث عن التنفيذ".

ويوضح الموقف السعودي وبعده التركي من مسألة التدخل في سوريا، حتى ولو لقتال التنظيم أو حماية الأمن القومي.. يوضح أن واشنطن تعارض بقوة وتعرقل أي مسعى لهذا التدخل، وأن هناك ضغوطا كبيرة وربما تهديدات جدية من واشنطن، كانت كفيلة بتقزيم الدور السعودي والتركي فيما يخص سوريا، وإظهار أنقرة والرياض في موقف ضعف وتردد لاتحسدان عليه.

اسطنبول - زمان الوصل
(113)    هل أعجبتك المقالة (121)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي