قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين سوريين مدعومين من الولايات المتحدة أحرزوا يوم الأربعاء تقدما ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في آخر مناطق يسيطر عليها التنظيم قرب الحدود التركية.
وأكد أن "وحدات حماية الشعب" الكردية تمثل أغلب القوات المشاركة في الهجوم على عكس ما صرح به المسؤولون الأمريكيون الذين قالوا إن العملية ستتضمن مقاتلين أغلبهم من السوريين العرب.
وقال المرصد إن ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة قتلت 15 مدنيا بينهم ثلاثة أطفال قرب "منبج" خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.
ونقلت "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين أن مقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة في سوريا شنوا هجوما لاستعادة السيطرة على "منبج" من تنظيم "الدولة الإسلامية" عقب أسابيع من الاستعدادات الهادئة.
وقد يستغرق استكمال العملية التي بدأت أمس الثلاثاء أسابيع وتهدف إلى وقف وصول تنظيم "الدولة" إلى الأراضي السورية على طول الحدود التركية التي طالما استخدمها المتشددون كقاعدة لوجيستية لنقل المقاتلين الأجانب من وإلى أوروبا.
وقال أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين "إنها مهمة لأنها آخر مركز لهم" إلى أوروبا.
وقال المسؤولون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم إن عددا صغيرا من قوات العمليات الخاصة الأمريكية سيدعم الهجوم على الأرض وإن تلك القوات تعمل كمستشارين وتبقى بعيدة عن خطوط المواجهة.
وأضاف المسؤولون "سيكونون على مقربة بقدر احتياج (المقاتلين السوريين) لاستكمال العملية. لكنهم لن يشاركوا في قتال مباشر".
وستعتمد العملية أيضا على دعم الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وكذلك مواقع القصف البرية عبر الحدود في تركيا.
وقال المسؤولون إن العملية ستضم في أغلبها عربا سوريين بدلا من القوات التابعة لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية التي ستمثل نحو خمس إلى سدس القوة بالكامل، وربما تكون العملية ضرورية لتركيا.
وتعتبر أنقرة مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية جماعة إرهابية وثار غضبها من الدعم الأمريكيين للمقاتلين الأكراد في معركتهم على "الدولة الإسلامية" في سوريا.
وتشعر تركيا بالقلق لتقدم القوات الكردية على امتداد حدودها وتعارض فكرة سيطرة مقاتلي "وحدات حماية الشعب" على جيب منبج. وتسيطر الوحدات الكردية بالفعل على قطاع متصل من الحدود بطول 400 كيلومتر.
وقال المسؤولون لرويترز إن "وحدات حماية الشعب" الكردية ستقاتل فقط من أجل المساعدة في طرد التنظيم من المنطقة المحيطة بمنبج. وأشارت خطط العمليات إلى أن المقاتلين السوريين العرب هم الذين سيعملون على بسط الاستقرار في منبج وتأمينها بمجرد طرد "الدولة".
وقال المسؤولون "بعد أن يسيطروا على منبج. الاتفاق ألا تبقى وحدات حماية الشعب الكردية... ولذلك ستكون القوات العربية تسيطر على أراض عربية تقليدية." وأضافوا أن تركيا تدعم الهجوم.
وتأتي العملية قبيل تقدم المقاتلين السوريين المدعومين من الولايات المتحدة في نهاية الأمر صوب مدينة الرقة معقل "الدولة الإسلامية" في سوريا والهدف الرئيسي في سوريا لخبراء التخطيط العسكري الأمريكيين.
وقال المسؤول العسكري الأمريكي إن حرمان "الدولة الإسلامية" من جيب منبج سيساعد في عزل المتشددين ويقوض أكثر قدرتهم على توصيل الإمدادات إلى الرقة.
ووافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إرسال نحو 300 فرد من القوات الخاصة الأمريكية للعمل على الأرض من مواقع سرية داخل سوريا للمساعدة في التنسيق مع المقاتلين المحليين في قتال "الدولة الإسلامية" هناك.
وأعلن "بنتاغون" أمس الثلاثاء أن عسكريين أمريكيين اثنين أصيبا في سوريا والعراق في مطلع الأسبوع.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكابتن جيف ديفيس "لم يكونا في الخطوط الأمامية ولم يشتركا في قتال فعلي... لكنهما جرحا في الحالتين نتيجة الإصابة بنيران غير مباشرة."
رويترز
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية