السكن الجامعي قصصه كثيرة, ولكن أغرب مافي قصص هذا العام هو التعامل اللانساني الذي تعرض له الطلاب المكفوفون وهم يطالبون مجتمعهم في الإيواء والسكن لكي يتمكنوا من متابعة دراستهم الجامعية وذلك لأنهم أولاً طلاب من خارج دمشق وأغلبهم من المحافظات البعيدة وثانياً لأنهم مكفوفون وإعاقتهم تضعهم في سلم الأولويات بالنسبة للطلاب المبصرين
ولأن القانون رقم 34 نظر إلى حالهم وأعطاهم ميزات تتناسب مع وضعهم. باختصار ومنذ أسبوعين وهؤلاء الطلاب يطرقون باب الإدارة الجامعية لتأمين السكن, لعلهم يشعرون بالاطمئنان بأن أمورهم بخير وحتى لاتتكرر معهم مشكلات العام الماضي, لكنهم تعرضوا للكثير من المضايقات والتأجيل مازال مستمراً.
ستة مكفوفين في غرفة
وحسب الشكوى التي وردتنا على لسان هؤلاء الطلاب: جرت العادة في الأعوام السابقة أن تُعطى غرف البنات من الوحدة (11) وغرف الشباب من الوحدة (15)- ومع أنه من المستحيل وضع ثلاثة أشخاص مكفوفين في غرفة واحدة نظراً لوضعهم في الحركة والدراسة حيث يحتاجون لأشخاص يقرؤون لهم ويستخدمون المسجلات وبحاجة لعدد كبير من برايز الكهرباء وهذا لن يتوفر لستة طلاب في غرفة واحدة.
ورغم ذلك أعطوهم في العام الماضي غرفتين فقط واحدة منهم من البورسلان ولايوجد فيها سوى ابريز كهربائي واحد وهي باردة جداً في الشتاء ووضعوا فيها ست طالبات.
وهن يطالبن هذا العام باستبدال هذه الغرفة بثلاث غرف صغيرة سعة طالبتين فقط, وقد نقلن حاجتهن هذه إلى الإدارة بعد أن وقفن في الساحة المقابلة للإدارة ساعات طويلة تحت أشعة الشمس بانتظار الدخول, إلا أنهن لم يحصلن على موافقة في ذلك, بل أسرعت موظفة الحاسوب إلى تسكين هذه الغرف فحجزت واحدة لها وأخرى حجزت لموظفة إدارية والغرفة الثالثة حجزت لطالبتين لهما واسطة.
مطالب مؤجلة
هذا دفعهن للمطالبة بغرفة من غرف الطلبة العرب أو طلبة الجولان باعتبار أن هذه الغرف تُحجز كل عام ولكن الغالبية منهم لا يأتون إلى غرفهم.
ومع ذلك كان هناك أخذ ورد كبيران ورفض نهائي لهذا الموضوع. ووعدهم بأنه ستتم دراسة أوضاعهم بأقرب فرصة بعد أن أخذوا تفاصيل دقيقة عن كل طالب من الطلاب المكفوفين محافظته, ولادته, رسوبه أو نجاحه.
بعد ذلك تمت مراجعة الإدارة أكثر من مرة لمعرفة النتيجة التي توصلوا إليها بخصوص تسكين المكفوفين, لكن المدير ادعى أنه مشغول هذه الفترة ولايستطيع البت في هذا الأمر إلا بعد العيد.
فهل سيبقى مكان لهؤلاء المكفوفين الذين لاسند لهم. أم إنه سيقال لهم ارضوا بالواقع فلا نستطيع إخراج أحد من غرفته.
الغصة والحل
النظرة التي عُوملَ بها الطلاب المكفوفون من قبل موظفة الحاسوب تركت غصة كبيرة في قلوبهم, وكأنهم عالة على المجتمع وعلى المدينة.
ومع ذلك وبعد كل ماجرى من أخذ ورد في هذه المسألة تمّ تسكينهم ولكن كل أربعة طلاب في غرفة. أي لم يتم مراعاة وضعهم.
النظافة غير موجودة
عدد من الطلاب الذين التقيناهم تحدثوا عن مشكلة النظافة المستمرة بوجود الحلول القاهرة والمؤقتة. سواء بنظافة الشوارع الموجودة بين الوحدات أم بنظافة الوحدات بحماماتها ومطابخها.
أما عن الشراشف والحرامات التي توزع لهم فقالوا: إنهم يستلمونها متسخة وأحياناً محروقة أطرافها ويقومون بغسلها في مصبغة المدينة ويدفعون لتنظيف الحرام من (100 - 200) ل.س وحسب الظرف وهذا مايقوم به الطلاب الذين يحبون النظافة في بيوتهم أما الذين لايميزون بين النظيف والمتسخ أو غير قادرين على دفع تكاليف الغسيل فينامون عليها دون غسيل.
رفع عتب
- أما ماتعانيه الوحدة رقم /15/ فهي مشكلة وجود حاويات القمامة أمام باب الوحدة الخارجي مباشرة. ويوجد في الوحدة عدد كبير من المكفوفين وكل من دخل وخرج منهم فهو سيطرق بتلك الحاويات حتماً. وقد طالبوا مراراً بنقلها إلى مكان آخر. ولكن يقومون بذلك كرفع عتب فقط ثم تعاد ثانية بعد ساعة. ويطالبون بوضع حل دائم لذلك.
- وآخرون يطالبون بحل مشكلة الحمامات التي تعاني من طوفان المياه فيها.
ويتساءلون أين ذهبت /الخلاطات والدوشات/ التي ركبت ثم فجأة اختفت ووضع بدلاً عنها (حنفيات) عادية. ويقولون إنه لايمكن أن يتهم الطلاب بذلك. لأن الذي يسرق /خلاطاً/, فهو يسرقه ولايركب أو يضع صنوبر ماء بدلاً عنه, ولاسيما لحمامات الوحدة كاملة ويستغربون لماذا لاتُعمل صيانة كاملة للحمامات وللصنابير أيام العطلة الصيفية.
مصاعد للقمامة
- إضافة لهذا كله يستغربون من قيام عمال النظافة بنقل /براميل القمامة/ عبر المصعد/ إذ يقومون بنقلها فيه مايعرضه للاتساخ والعطب.
ويقولون إن بعض الطلاب القاطنين والمهملين ليسوا بعيدين عن أصابع الاتهام. فهم يضعون النفايات الخاصة (بالشاي والمتة..) في المغاسل ويرمون الأوساخ من النوافذ.. ويطالبون بتشديد الرقابة والعقوبات على كل مخالف.
لا بد من التدقيق
ونقاط كثيرة يمكن إثارتها عن الوحدات التي تقطنها الفتيات ولكن أهمها ضرورة وجود المراقبة والتدقيق في دفاتر الاستعلامات حول الشكاوى التي تقدمها البنات بوجود عطل ما في غرفتها من كهرباء أو ماء..ويقول الطلاب الذين تحدثوا عن هذه النقطة: من الضروري أن يذهب مسؤول الاستعلامات مع العامل إلى الفرن وألا يذهب العامل وحده لان قد تكون الفتاة وحدها.منعاً لحدوث المشكلات وإذ يوجد سوابق بهذا الخصوص ولماذا لا يكون التدقيق لهذا الموضوع أيضاً إسوة بالتدقيق الذي يقومون أثناء زيارة أهل الفتاة لها.
غلاء المواد الغذائية
أما موضوع غلاء المواد الغذائية ومواد العصرونية والخضار وسندويش الفلافل ..وغيره فهذه معاناة أخرى تحدث عنها كل من التقيناه.
حيث قال البعض إنهم يضطرون للذهاب إلى سوق الثورة لشراء كميات تكفيهم لأسبوع.. هذا للطالب المبصر.
أما الطالب الكفيف فيصعب عليه الذهاب دائماً فيضطر لشراء تلك المواد بأسعارها المرتفعة.. أما عذر أصحاب المحال الموجودة ضمن أسوار المدينة الجامعية فقالوا لهم :إن إيجارات تلك المحال غالية جداً فهي تصل /2-3/ ملايين, وهذا بدوره يجعلهم يرفعون أسعار المواد ليكونوا قادرين على تعويض ما يدفعونه.
ويتساءل الطلاب عن سبب غلاء إيجار تلك المحال ولماذا لا تكون مناسبة لتؤدي الخدمات التي وجدت من أجلها.
المخالفات لموظفي الوحدات
أما المخالفات التي ترتكب داخل الوحدات سواء أكانت متعلقة بالكهرباء أو السكن والزيارات فهي لموظفي الوحدات وليست من الطلاب والطالبات وهذا ما يؤكده لنا الطلاب يقولون إن الموظفين يستخدمون السخانات الكهربائية /للشاي والقهوة/ أما الطلاب فتقع عليهم المخالفة في حال استخدامها والتي قد يضطرون لها في أيام البرد الشديد وأثناء عدم وجود الشوفاجات..إضافة إلى أن مديرة الوحدة والمشرفة ونائبتها كل واحدة مخصصة لها غرفة وحدها في حين يعاني العديد من الطلاب بعدم وجود سكن لهم .
ومسموح لها بالزيارات وتعاقب الآخريات في حال وجود أي طالبة زائرة, ولا سيما المكفوفات اللواتي يضطررن لوجود إحدى الرفيقات المبصرات. لتساعدها في القراءة أوقات الامتحان, فهذا غير مسموح به وتعاقب عليه.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية