أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مسؤول من الحزب الحاكم بتركيا: أحلام اللاجئين بالوصول إلى أوروبا قد تتحقق في أي لحظة

الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية - أرشيف

نقلت صحيفة تركية عن سوريين لاجئين في اسطنبول نيتهم بأن يتوجهوا نحو أوروبا فورا، في حال سقط الاتفاق الموقع بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، والذي تنص بعض بنوده على إغلاق الحدود بوجه "المهاجرين غير الشرعيين"، مقابل تقديم حزمة "مكافآت" لتركيا منها على سبيل المثال إلغاء تأشيرات الدخول إلى بلدان الاتحاد الأوروبي المفروضة على الأتراك.

وقالت "ديلي صباح" إن هناك من السوريين من رأى أن أوروبا "مجبورة" بتقديم المساعدة للسوريين واحتوائهم، لأنهم –أي الأوربيون- جزء أساسي مما يحدث في سوريا، كونهم لم يدعموا حلا عسكريا أو قرار دوليا ملزما يخلص سوريا من إجرام النظام.

وتزايدت المخاوف في الأيام الأخيرة من احتمال انهيار الاتفاق الأوروبي التركي، عقب تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوقف تنفيذه بسبب "مماطلة" الدول الأوروبية في منح المواطنين الأتراك حق الدخول إلى منطقة "شنغن" دون تأشيرة.

كما حذر وزير الشؤون الأوروبية التركي "فولكان بوزكير" من أن الاتفاق بين أنقرة والاتحاد الأوروبي في شان المهاجرين يمر بـ"مرحلة خطيرة جدا".

وتؤوي تركيا حوالي 3 ملايين سوري، ربعهم تقريبا يعيشون في اسطنبول.

بجانب محطة مترو "أكسراي" في منطقة الفاتح وسط إسطنبول، يحاول الطفل السوري محمد (12 عاماً) بيع ما يحمله من مناديل، ويعلق موضحا أنه فقدت 7 من عائلته في غارات لطائرات النظام على حلب، فما كان من البقية إلا أن هرب إلى الأردن وبسبب صعوبة الظروف انتقلوا لاحقا إلى تركيا.

ويقول الطفل إن والده أبلغه بأنهم سيذهبون جميعاً إلى أوروبا في حال انهار الاتفاق التركي مع أوروبا.

أما فراس (31 عاماً) فقال إنه ينتظر بفارغ الصبر انهيار الاتفاق الذي جعل تركيا تشديد إجراءاتها الأمنية وتمنع وصول اللاجئين إلى أوروبا، معقبا: "زوجتي في السويد وأنا في إسطنبول منذ 7 شهور أنتظر انتهاء إجراءات لم الشمل أو الوصول مثلها إلى هناك".

واعتبر "فراس" أن الحياة في إسطنبول جيدة... "لكني أريد اللحاق بزوجتي فلا أمل بالعودة إلى سوريا، أقربائي ما زالوا في حلب والوضع هناك سيء للغاية بما لا يتخيله أي إنسان... إن كانوا لا يريدون لاجئين فليوقفوا الحرب التي يدعمونها في بلادنا".

وتابع فراس بحرقة: "لقد قتلونا وذبحوا أطفالنا ولا يريدون تقديم المساعدة لنا؟، هم مجبورين بمساعدتنا ولا يمنون علينا، سوريا دمرت لأنهم لم يدعموا أي حل سياسي أو قرار دولي لوقف الحرب، كلهم كاذبون يدعون العداء للمجرم بشار الأسد ولا يريدونه أن يغادر السلطة، دمروا سوريا، انتهى كل شيء".

وتراجع عدد المهاجرين وطالبي اللجوء الواصلين إلى اليونان في شهر نيسان/أبريل الماضي، بنسبة 88% خلال شهر، بحسب منظمة الهجرة الدولية، وهو ما يعزى إلى الاتفاق التركي الأوروبي الخاص بإعادة القبول، حيث تسجيل 3360 شخصا في نيسان/أبريل، في مقابل 26971 في آذار/مارس.

وفي العام 2015، وصل أكثر من مليون مهاجر ولاجئ إلى الاتحاد الأوروبي، غالبيتهم سوريون دخلوا اليونان.

لاجئ سوري آخر يدعى باسل جلس وبجانبه زوجته وعدد من أطفاله يتقاسمون قطعاً من الخبز في المكان الذي يعمل فيه ماسحاً للأحذية، قال: "هربنا من القصف والقتل، هربنا من جحيم الموت في حلب، والآن نعاني الأمرين، ابني ما زال في سوريا وبنتي في لبنان، وجزء من عائلتي وصل أوروبا نريد دولة نجتمع فيها".

وأخرج "باسل" هاتفه ليشير إلى صورة لوالده الذي أصيب من الحرب وهو يرقد في قسم العناية المركزة في إحدى مستشفيات لبنان، وبدأ يذرف الدموع ولم يعد يستطيع مواصلة الحديث، تدخلت زوجته بالقول: "أوروبا ليست هدفنا، فليوقفوا الحرب وسنعود إلى بلادنا لكن طالما الحرب مستمرة سنذهب إلى أوروبا يجب أن يتحملوا مسؤولية المأساة التي نعيشها فهم جزء أساسي منها".
ومن اللاجئين العراقيين، قال عمار الهارب من الموصل العراقية (39 عاماً) إنه فر من المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة إلى تركيا، وإنه عاطل عن العمل حاليا، وهو ينوي التوجه إلى أوروبا في أقرب فرصة ممكنة".

وواصل: "أنا أحب تركيا كثيرا... وأريد العيش فيها بسبب التقارب الثقافي والديني، لكن رغم كل ذلك أبحث عن حياة أفضل وسأتوجه إلى أوروبا حال انهيار الاتفاق وتخفيف الإجراءات الأمنية".

وطالب الاتحاد الأوروبي مؤخراً تركيا بتعديل على قانون مكافحة الإرهاب، لكن الرئيس التركي أردوغان شدد على رفض بلاده القطعي لهذا الشرط، وفي ظل هذه الخلافات، ارتفعت آمال اللاجئين بإمكانية انهيار الاتفاق الذي يقول عدد كبير من اللاجئين إن أوروبا لم تف بمتطلباته وأهمها تقديم دعم مادي ملموس لتحسين حياتهم في المخيمات وتركيا بشكل عام.

وتعقيبا على ذلك يقول النائب بالبرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم "بولنت توران" لـ"ديلي صباح": "أحلام اللاجئين قد تتحقق في أي وقت إذا ما استمر الاتحاد الأوروبي بالتعنت والضغط على تركيا من أجل تغيير قانون مكافحة الإرهاب، تركيا قامت بما عليها من أجل تحرير التأشيرات عن مواطنيها والكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي".

وتابع: "موقفنا بشأن اللاجئين واضح وثابت، هم ضيوف أعزاء علينا ولكن إذا كانوا يرغبون في المرور إلى الاتحاد الأوروبي سوف نفتح لهم الحدود".

زمان الوصل
(130)    هل أعجبتك المقالة (119)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي