أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد تحول "المؤقت" إلى "دائم".. أول حالة زفاف في أشهر مخيمات اللجوء السوري باليونان

أشاع حفل الزفاف شيئا من أجواء السعادة في المخيم الكئيب

رسم تقرير إعلامي صورة قد تبدو "سوريالية" لمشهد اللجوء واللاجئين السوريين في أحد أهم المخيمات اليونانية، التي كان يفترض أن تكون "مؤقتة" فتحولت إلى شبه دائمة، ما دفع الناس فيها إلى أن يعودوا لممارسة حياتهم الطبيعية بكل طقوسها.. فهذا يعمل بالحلاقة، وذاك يبيع القهوة، وثالث يقلي الفلافل لزبائنه.. وآخر يعقد قرانه على خطيبته.

التقرير الذي نشرته "بي بي سي" وتولت "زمان الوصل" ترجمه أهم ما جاء فيه، حاول تصوير الحالة المأساوية للاجئين السوريين في مخيم "إيدومني" باليونان، حيث لاتتوانى الشرطة عن استخدام الغاز المسيل للدموع من أجل منع عبور اللاجئين نحو مقدونيا المجاورة، بينما يكمل الطقس العاصف والخيام المتهالكة مشهد البؤس الغارق في الوحل.

وبرغم كل هذا البؤس، لم يتخل السوريون هناك عن رغبتهم في مواصلة حياتهم، فشهد المخيم عدة حالات خطوبة، بينما أقيم لأول مرة "حفل زفاف"، بعدما قنط الكثيرون من إمكانية حل مشكلة احتجازهم وتركهم يعبرون بسلام نحو أوروبا الغربية.

قبل نحو شهرين، تم إغلاق الطريق الرئيس لعبور اللاجئين نحو أوروبا الغربية، وبات ما يناهز 50 ألفا منهم محتجزين في اليونان، حيث نقل جزء منهم إلى "مخيمات مؤقتة" تبين مع الأيام أنها تتحول رويدا رويدا إلى "دائمة".

تقول امرأة من دمشق: "الحياة هنا مأساوية.. على الأقل في سوريا إذا كنت ستموت، فستموت مرة واحدة، أما هنا فتموت كل يوم".

ولكن ديدن عجلة الحياة مواصلة الدوران، فمن بين اللاجئين رجل يبيع القهوة اليونانية، وآخر وضع كرسيا يحلق فوقه للزبائن الراغبين، وهناك إلى جانبهما شخص يصنع الفلافل.

أما الحدث غير الاعتيادي فتمثل في عقد "ساهر" و"رقية" قرانهما في مخيم "إيدومني"، وسط الخيام وعلى الأرض الموحلة، بعد أن كانا يمنيان نفسيهما بالعبور إلى ألمانيا وعقد زفافهما هناك.

"ساهر" و"رقية" بقيا مخطوبين لمدة 4 أشهر، وكانا ينتظران "الإفراج" عنهما مع آلاف اللاجئين ليواصلوا رحلتهم، لكن أيام الانتظار طالت، وجعلت الكثيرين يعتقدون أن قضيتهم ستستمر سنوات حتى تجد حلا، ومن هنا عزم الخطيبان على تتويج علاقاتهما بالزواج دون مزيد انتظار.

يقول ساهر: "الحدود لن تفتح قريبا، فلماذا لا نتزوج الآن؟.. أنا سعيد بالطبع بزواجي، ولكني حزين جدا (في نفس الوقت).. أمنيتي الوحيدة هي أن تكون سوريا كلها آمنة وأن أستطيع العودة".

عندما ترددت الأقاويل عند قرب عقد "ساهر" و"رقية" قرانهما، تبرع نائب رئيس بلدية يونانية قريبة من المخيم بفستان الزفاف، متمنيا للعروسين دوام المحبة.

أشاع حفل الزفاف شيئا من أجواء السعادة في المخيم الكئيب، وحاول بعض الحاضرين أن يعتنوا بتجهيز ما وصفه التقرير بـ"جناح شهر العسل المؤقت"، وهو عبارة عن خيمة أقيمت فوق ألواح خشبية حتى لا تغمرها مياه المطر، بينما وضعت داخلها طاولة صغيرة، وفراش نثرت فوقه بتلات الورد.

وفي أجواء الفرح بالغة البساطة، يتذكر "ساهر" والده الذي لايزال في سوريا، والذي يمثل غيابه مصدر حزن للعريس، يخفف منه إحساس الشاب بأن الناس في المخيم باتوا عائلته كما يقول.

زمان الوصل - ترجمة
(118)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي