أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أغذية الأطفال ومشروباتهم بين التلوث والمواد الكيميائية ..

بسكويت وسكاكر وبطاطا مقرمشة ومقلية ومواد مجهولة المصدر، وعربات جوّالة تجوب الشوارع، ومحلات بعيدة عن أعين الرقابة، وتبقى صحة الأطفال تتأرجح بين رغباتهم التي لا تُقاوم وأهل لا يملكون من أمرهم شيئاً وتطنيش للجهات المعنية وجشع وطمع وضمير مفقود لبعض التجار والمصنّعين والباعة.

وفي ظل وجود الملونات والمنكهات والأصبغة التي تدخل في تركيب هذه الأغذية تأتي الأمراض بالجملة، ولاسيما أن الأطفال لا يكتفون بالقليل منها، بل إنها تشكل لديهم وجباتهم الأساسية من فطور وغداء وعشاء. ‏

ولا ننسى أن للإعلانات التجارية التي يروج لها التجّار والشركات المصنّعة أثرها الكبير على الصغار من خلال ترغيبهم بأشكال وألوان وأسماء محببة فيسارعون الى شرائها بغض النظر عن فوائدها الغذائية أو مدى ضررها لصحتهم وهذا يعتبر ابتزازاً لطفولتهم وبراءتهم لمحاولة جذبهم لشراء هذه السلعة أو تلك. ‏

مقليات ومسرطنات ‏

في أسواقنا الكثير من السلع الغذائية البعيدة عن المواصفات المطلوبة، كما أن بعضها مجرثم أو تغيب عنه التراخيص والسجلات الصناعية وبطاقات البيان. ‏

أما ما يقدم من سندويش وعصير في بعض المحلات الموزعة في كل شارع وحي، فمكوناتها مجهولة، أما مدى صلاحيتها فلا تهم الباعة أبداً.. خاصة أن طلبة المدارس يشترون السندويش ويجهلون مدى صلاحيته للأكل، وتحديداً المقليات ومنها الفلافل حيث ذكر أن استخدام الزيوت المستعملة في القلي لأكثر من مرة يؤدي الى الأكسدة، وبالتالي ظهور العديد من المركبات المسرطنة الضارة بالجسم، وتم عزل ما يزيد على 200 مركب طيار من زيوت مسخنة الى 185 درجة مئوية أثناء القلي العميق في الزيوت، ووجد أن زيادة مدة تسخين الزيت تزيد من تحلله، وتختلف نواتج أكسدة الزيت بالتسخين باختلاف نوع الزيت ودرجة الحرارة ومدة التسخين ووجود الهواء والمعادن من نحاس وحديد ونسبة الرطوبة، ويزيد من سمية الزيوت المؤكسدة محتواها من متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة الذائبة في الدهون. ‏

أما إعادة استعمال الزيوت للقلي عدّة مرات فإنه يضرّ بالمعدة والكبد، إضافة لما يحتويه من مواد مؤكسدة فإنه يؤثّر على صحة القلب وبقية أعضاء جسم الإنسان. ‏

هذا بالنسبة للمادة الغذائية أما بالنسبة للبائعين فلا تتوفر لديهم أدنى شروط السلامة الصحية حيث يدخنون السجائر وبيدهم السندويش، كما أن بعض الأغذية معرضة للهواء والغبار ودخان السيارات. ‏

أما ما تحمله العربات الجوالة وما تحويه من حلويات وأغذية للأطفال ففيها الخطر الأكبر!! ‏

مواد كيميائية ‏

ولأن الكثير من الأصبغة والملونات تدخل في تركيب أغذية الأطفال فقد أكدت الدراسات أن هذه الأغذية ضارة وأن على الأهل توخي الحذر من تأثير هذه المواد على سلوكيات وتركيز الأطفال بسبب المواد الكيميائية المضافة الى الأطعمة، فكثرة تناول هذه الأطعمة التي تحوي مواد صناعية وأصبغة تؤثر على سلوكيات الأطفال وزيادة النشاط والتوتر غير الطبيعي، كما أن هؤلاء الصغار تنخفض لديهم قدرات التركيز وتقودهم لأن يكونوا أكثر هيجاناً وتوتراً وأقل انتباهاً. ‏

وللمشروبات الغازية ضررها ‏

تذكر الأبحاث أن الأطفال الذين يستهلكون الكثير من المشروبات الغاز

ية يتعرضون لعدة مخاطر تشمل البدانة وتسوّس الأسنان وإدمان الكافيين وضعف العظام.

 

كما أن إحدى المواد الحافظة الموجودة في كل المشروبات الغازية لديها القدرة على تعطيل فاعلية أجزاء حيوية من الحمض النووي وهذه المشكلة تؤدي الى تليّف الكبد واضمحلال الجسم. ‏

أيضاً أظهرت الدراسات أن الأجزاء العليا من علب المشروبات تحمل أوساخاً خطيرة حيث تمتلئ بالجراثيم والبكتريا ولهذا ينصح الأطباء بغسلها قبل وضعها بالفم، فهذه المشروبات تنقل من المصانع الى الأسواق دون تنظيفها وتُباع في المحلات ويقوم المستهلك بشرائها وتناولها دون تنظيف الغطاء الخارجي للعلبة الذي يحتوي على بقايا بعض الحشرات والزواحف والغبار والفطريات وغيره الكثير. ‏

لذلك فإن الرقابة على أغذية الأطفال وعاداتهم الغذائية وسلامة طعامهم من العناصر الأساسية لحماية صحتهم وحياتهم، والرقابة المسبقة على السلع المنتجة أجدى وأنفع من الرقابة اللاحقة.‏

سناء يعقوب
(81)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي