تحالفت ظروف الحرب والفساد للقضاء على أكثر من 500 غزال في محمية "جبل عبد العزيز" بريف الحسكة الغربي، والتي صنفت كمحمية دولية إلى جانب محميتي "أبو قبيس" و"الفرنلق" السوريتين.
وأكد مصدر من قرية "مغلوجة" في "جبل عبد العزيز"، حيث تقع المحمية، أن قطيع الغزلان قضي عليه ولم يبقَ منه أثر في الجبل، لأسباب عزاها المصدر إلى بيع شرطي الحراج المسؤول عن حماية المحمية علف القطيع، ما أدى إلى نفوق أكثر من 100 رأس، واقتحام مجموعات مسلحة للمحمية وصيد نحو 200 رأس، ثم بيع دائرة الحراج أكثر من 100 رأس، فيما سرق الباقي بعد انسحاب "حركة أحرار الشام"، التي كانت تحمي القطيع، وذلك إثر خلافها مع تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقال المصدر لـ"زمان الوصل" إن مجموعة من "لواء شهداء بدر" بقيادة "أبو شريف" وكتائب أخرى، اقتحمت المحمية وبدأت بصيد الغزلان في البداية، بذريعة إطعام العناصر المرابطين، في رأس العين وريف الحسكة الغربي آنذاك.
وأشار المصدر إلى أن لجنة أهلية ساعدت دائرة الحراج لإخراج (106 رؤوس) من القطيع إلى مدينة الحسكة، حيث بيعت بشكل متفرق للناس ضمن المحافظة، بينما قتل نحو 20 رأساً خلال عمليات الإمساك بها بسبب ارتطامها بالصخور والأشجار في الجبل.
المهندس "صباح الإبراهيم" رئيس دائرة الحراج في زراعة الحسكة، ذكرفي تصريحات إعلامية، أن مديرية الزراعة باعت كامل قطيع الغزلان المتبقي في مزرعة الغزلان في "جبل عبد العزيز" والبالغ بحدود 100 رأس بمبلغ مليونين و800 ألف ليرة سورية.
وتحدثت مصادر أخرى عن هروب عدد من الغزلان والحيوانات الأخرى نتيجة الغارات الجوية والقصف والمعارك في منطقة "جبل عبد العزيز"، حيث فر معظم الحيوانات باتجاه الجنوب، إلى البادية.
أنشئت مزرعة الغزلان عام 1992 بمساحة 5 هكتارات، تم بعدها شراء 14 غزالاً (الريم) من تركيا، وصل عددها في عام 2006 إلى أكثر من 650 غزالا، لتزيد مساحة المزرعة إلى 50 هكتارا، وهي مسيجة بشكل كامل بسياج شبكي معدني.
كما تضم المحمية عددا لا بأس به من الثديات والطيور النادرة المهددة إلى جانب الغزلان، فمن الثدييات: (الذئب، والضبع المخطط، والثعلب، والقط البري، والأرانب)، ومن الطيور: (الشوحة المصرية، والشوحة السوداء، وشوحة كريفون، الحجل، الباشق والنسر، الرخمة، البوم، الحمام، القبرة، الهدهد، الوروار، الغراب، الدرغل، القطا).
ويقع "جبل عبد العزيز" غرب الحسكة، تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وهو عبارة عن سلسلة جبلية طولها 90 كم، تمتد من الشرق إلى الغرب وبعمق انحداري هضابي باتجاه شمال ـجنوب طوله 8 ـ 15 كم تقريباً، تتخللها مجموعة من التلال مختلفة الارتفاعات وكذلك الوديان المسماة بالثنايا، وهي أربع (ثنية مغلوجة، ثنية الجفر، ثنية البديع، ثنية الحجل)، ويبلغ ارتفاع أعلى قمة فيه 945م عن سطح البحر، وتسمى "مرقب علي"، ويضم أربعة ينابيع وعيون هي (مغلوجة، الخزنة، الغرة، العلاجة).
محمد الحسين -الحسكة -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية