لفت تقرير جديد إلى المفارقة المتمثلة في الاتفاق السعودي-الروسي بخصوص دعم أسعار النفط، الذي من شأنه أن يعزز واردات خزينة بلدين يخوضان حربا غير مباشرة ضدا بعضهما، ميدانها الأساسي سوريا.
وقال تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ"، وتولت "زمان الوصل" ترجمة أهم مافيه، إن الاتفاق الذي وقعه اثنان من أكبر منتجي النفط في العالم (روسيا والسعودية) هذا الأسبوع لوقف تدهور أسعار النفط، من شأنه أن يزيد اشتعال الصراع في سوريا، عطفا على دعم الدولتين لطرفين متناحرين في صراع له أكثر من وجه، حسب تعبير التقرير.
"جيمس دورسي"، الأكاديمي البارز في حقل الدراسات الدولية بـ"جامعة نانيانغ" في سنغافورة، علّق قائلا: "المفارقة هي أن نجاح الاتفاق الروسي السعودي في دعم استقرار أسعار النفط أو زيادتها، سيوفر سيولة إضافية لتمويل حرب الوكالة لكل من الطرفين، بالتزامن مع تهديد السعودية بتصعيد دورها عبر التدخل المباشر".
وبعد تسليط الضوء على جزء من الوضع الميداني في سوريا، والتنافر الروسي السعودي في الشأن السوري، انتقل التقرير إلى عرض وجهة النظر الرسمية لموسكو، التي لخصها "ديمتري بيسكوف" المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي، حيث اعتبر أن الاتفاق النفطي بين البلدين يعكس المصالح المشتركة فقط، وليس فيه ما يشير إلى تضييق هوة الخلافات حول سوريا، مؤكدا أن الأمرين منفصلان.
من جهته، رأت الخبيرة الاقتصادية "ليليت جيوفرجيان" أن عقد اتفاق نفطي على خلفية من التوتر الدبلوماسي يبدو أمرا محيرا، لكنها ليست المرة الأولى التي تفصل فيها روسيا بين قضايا السياسة الخارجية والمصالح الاقتصادية الحيوية.
وتميل نسبة كبيرة من المراقبين والمحللين إلى التشكيك بأن تثبيت مستويات الإنتاج حسب الاتفاق الروسي السعودي، سيساهم في رفع الأسعار، حتى ولو اقتفى منتجون كبار أثر الاتفاق وثبتوا مستويات إنتاجهم النفطي، لاسيما أن إيران أكدت عزمها استعادة حصتها من سوق الإنتاج النفطي بغض النظر عن الأسعار، سواء صعدت أم هبطت.
وقد تهاوت عقود النفط الخام إلى أدنى مستوى لها خلال 12 عاما؛ ما يجسد تهديدا حقيقيا لكل من روسيا والسعودية، اللذين يضطران لخفض الإنفاق كلما انحفضت عائدات النفط، بينما يواجه الروس أطول فترة ركود خلال العقدين الماضيين، زاد من ثقله تراجع أسعار النفط وفرض عقوبات على موسكو بسبب تدخلها في أوكرانيا.
"بول سوليفان"، أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة "جورج تاون" في واشنطن، اعتبر أن الصفقة السعودية الروسية تمثل محاولة لتعزيز أسعار النفط قد تثبت جدواها على المدى القصير، هذا إن لم يكن الأمر برمته مجرد وهم".
يأتي هذا الاتفاق فيما يبدو أن موسكو مصممة على موقفها من دعم نظام بشار الأسد، ومحاربة أي توجه لإضعافه أو إسقاطه، حيث حذر "نيكولاي كوفاليوف"، الرئيس السابق لجهاز الأمن الاتحادي (جهاز كي جي بي سابقا)، من أن عبور قوات تركية أو سعودية للحدود السورية، سيعني تعامل روسيا معها كما تتعامل مع الثوار السوريين (أي بالحديد والنار).
زمان الوصل - ترجمة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية