أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الطفلة مها حلاويك.. دوّي الصاروخ أفقدها السمع والنطق في ريف حمص

الطفلة مها أصيبت أثناء حصار قرية "الزارة" من قبل قوات النظام - زمان الوصل

الطفلة "مها جاسم حلاويك" ذات السنوات الأربع من الموت جرّاء صاروخ استهدف منزل عائلتها في قرية "الزارة" بريف حمص الغربي، لكنها أصيبت بعطب في وركها الأيسر أثناء محاولة إنقاذها، وبحالة فقدان شبه تام لحاسة السمع والنطق من دوي الصوت الذي ارتجت له القرية.

الناشط "محمد القصاب" الذي يتابع حالة الطفلة مها إنسانياً روى لـ"زمان الوصل" إن الطفلة أصيبت أثناء حصار قرية "الزارة" من قبل النظام وقصفها بكل أنواع الأسلحة بداية العام 2014، وحينها "تعرّض منزل أهلها لصاروخ غادر فقام أحد الأشخاص في محاولة لإنقاذها بسحبها من قدمها اليسرى ورميها بشكل عشوائي إلى مكان آمن مما أدى لخلع قدمها اليسرى".

ويردف "القصاب" أن رجل الطفلة تأثرت من جهة الورك كما أصيبت بحالة قصر في القدم اليسرى، لأن عمرها لم يكن قد تعدى العامين آنذاك"، ولم تتوقف إصابة الطفلة عند هذا الحد، إذ أصيبت بتخريب في حاسة السمع وعدم القدرة على النطق. 

بعد استهداف منزلهم فُقد والد الأسرة وتمكنت الوالدة من اصطحاب طفلتها المصابة وطفلة أخرى أكبر منها إلى لبنان، وهناك كما يقول "القصاب"، بدأت رحلة العذاب حيث قصدت والدتها كل الجمعيات والمشافي دون أن تحصل على أي مساعدة لحل مشكلتها. 

ويضيف محدثنا بعد عرض الطفلة على أحد الأطباء تبيّن أنها بحاجة لعمل جراحي وتركيب مفصل للورك كي تتمكن من المشي المعتدل مشيراً إلى أن هذا العمل الجراحي ضروري لحالتها وقبل بلوغها الرابعة من عمرها حسب تأكيد الطبيب الذي عاينها.

ولفت الناشط القصاب إلى أن أسرة الطفلة، بمساعدة بعض الناشطين الإغاثيين، ناشدوا الجمعيات والمؤسسات والخيرين حيث تبرّع لها الدكتور عمران المقيم في السعودية بالمبلغ المطلوب للعملية وهو 2000 دولار، ولكن العملية –كما يؤكد- لم تُجرَ حتى الآن رغم مرور عام ونصف، فالكثير من الأطباء -كما يؤكد- القصاب تنصّلوا من إجراء العملية الجراحية لدقتها وصعوبة إجرائها، فهي تحتاج –كما أكد الأطباء- لجرف العظم المتكلس في "جورة الورك" وتركيب الجهاز فيها وكون مكان فتح العملية هي بين الفخذين وبأعلى الفخذ الأيسر.

وغامرت الوالدة بالموافقة على إجرائها على مسؤوليتها، وكشف محدثنا أن "العمل الجراحي أُجري للطفلة منذ 5 أشهر، وتم فك الجبيرة من القدمين وتبين نجاح العملية والحمد لله وسط دموع الفرح والتأثر التي غمرت عائلة الطفلة التي تخضع الآن لجلسات تأهيل فيزيائية وتتجاوب بشكل كبير". 

وتنتظر الطفلة مها أن تمتد لها يد حانية لمساعدتها في علاج فقدان السمع حتى تعود لحالتها الطبيعية.

ويشرح الناشط "القصاب" أن الطفلة أصيبت بالصمم التام وبعد الكشف عنها في لبنان تبين –كما يقول- أن هناك بعض الأعصاب السمعية التي تتجاوب مع عملية تركيب جهاز سمعي للأذن.

وأكد أن "الطفلة ورغم بلوغها زهاء الأربع سنوات لا تنطق"، مضيفاً أن "عملية الورك كانت هي الأولوية في حالتها الصحية منعاً لتفاقم حالتها إذا كبرت في السن بحسب تأكيد الأطباء". 

وتعيش "مها" مع والدتها وأختها التي تكبرها بعامين في غرفة أو كما يسمى في لبنان مستودع كونه على نفقة الامم المتحدة، وليس لهم معيل بعد فقدان رب الأسرة في سوريا، معتمدين على الله وعلى ما تقدمه المفوضية والجمعيات الخيرية لهم. 

وبعد أن أجرت الطفلة عملية لوركها باتت بحاجة إلى عملية لإعادة السمع لكي تتمكن من النطق والعيش بحالة طبيعية مثل غيرها من أطفال سوريا في بلاد اللجوء.

زمان الوصل
(171)    هل أعجبتك المقالة (234)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي