أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قدري جميل صاحب مذكرة تحرش بإحدى السوريات تعود إلى 1970

قدري جميل بن فؤاد ومزين" تولد 1952 الدرباسية (الحسكة)، ارتكب جرم التحرش بسورية في دمشق القديمة


عاد اسم "قدري جميل" إلى الواجهة بقوة، خلال الساعات الفائتة، بعد تقارير متواترة عن ضغوط أمريكية مارسها وزير الخارجية "جون كيري" على المعارضة ومنسق هيئتها التفاوضية العليا "رياض حجاب" من أجل العمل على ضم عدة شخصيات تقدم نفسها بصفة "معارضة" إلى صفوف الوفد المعارض، منها رئيس "الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير" قدري جميل، فضلا عن رئيس "الاتحاد الديموقراطي الكردي" صالح مسلم، ورئيس "مجلس سوريا الديموقراطية" هيثم مناع.

ولم يكذب "قدري جميل" الخبر، والضغط الأمريكي المساير للرغبات الروسية والخطط الإيرانية، فخرج اليوم الإثنين، وبعد طول غياب عن الساحة، ليتهم وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" بارتكاب "جريمة ضد الإنسانية" تتمثل فيما اعتبره "جميل" عرقلة الرياض لعقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف، بسبب إصرار الرياض -ومن قبلها المعارضة- على حصر تمثيل المعارضة بشخصيات منتقاة ممن حضروا مؤتمر الرياض، وعدم القبول بـ"توسيع" و"تطعيم" الوفد بشخصيات تروج لها موسكو والنظام وأطراف أخرى، مثل: "هيثم مناع" و"صالح مسلم".

وأطل "جميل" من مكان إقامته في موسكو في مؤتمر صحفي اليوم، ليقول إن تأخير الرياض لعقد محادثات جنيف يرقى إلى "جريمة ضد الإنسانية"، حيث يكبد التأخير السوريين مزيدا من القتلى، دون الإشارة إلى القاتل أو القاتلين المعروفين.

لطالما عرف "قدري فؤاد جميل باشا" بقدرته على اللعب فوق حبال المعارضة والحكومة في نفس الوقت، بل والقفز من اليسار إلى اليمين جيئة وذهابا، ومن شرفة الجامعة إلى قبو المافيوية والممارسات الاحتكارية، دون أن يهتز جفنه او يشكل ذلك أي إحراج للرجل، الذي اختار لبوس الماركسية والشيوعية، نابذا –حسب سيرته- رداء الآغاوية الإقطاعية التي كان يرتديه والده "فؤاد".

قيل كثيرا، عن "قدري جميل".. عن طموحاته الجامحة لتسلق أعلى شجرة الشيوعية في سوريا، حتى بعد أن يبست تلك الشجرة وباتت جذورها شبه مجتثة من البيئة التي نمت فيها، وقيل أيضا أكثر عن تحالفاته المتضاربة مع مختلف الأضداد، فهو داعية "الدولة الأبوية" اقتصاديا حيناً وسيد الاحتكارات والصفقات المشبوهة حينا آخر، بما في ذلك صفقات السلاح، وهو رجل النظام الذي يشارك في انتخابات مجلس شعبه الصورية وانتخاباته الرئاسية الشكلية وحكومته غير الشرعية، لكنه بالمقابل "حصان" المعارضة الأسود، الذي يراهن على نفسه بنفسه، كما تراهن عليه موسكو بقدر أقل، ليس لمنافسة الأسد ومشاركته الحكم، ولكن لشق صف "المعارضة"، التي طالما جادل بشار بأنها مشتتة وأنها "معارضات" وليس معارضة واحدة.


وعندما أسقط مؤتمر الرياض إلى حد كبير حجة بشار والمعسكر الذي يدعمه، جاء دور أطراف مختلفة لتمارس الضغط على ما بقي من "أصدقاء الشعب السوري" الحقيقيين، ليضغطوا بدروهم على المعارضة من أجل ضم مجموعة أسماء إلى الوفد المعارض، يدرك كل من لديه أدنى معرفة بتاريخ هذه الأسماء أنها قنابل موقوتة تهدد بتفجير كل المحادثات، إن لم نقل إنها تهدد بتجيير هذه المحادثات كليا لمصلحة النظام باعتبارها "أحصنة طروادة".

في البداية تم الضغط والتركيز الكبير على ضم "صالح مسلم"، ثم تبعه الحديث عن ضم "هيثم مناع"، ولكن الضغوط قوبلت بإصرار على رفضهما، لاعتبارات سقناها آنفا، ومن هنا تم الانتقال إلى خطة بديلة بدس اسم "قدري جميل" ضمن القائمة المقترحة، لعل هذا "الرمادي" يكسر حدة السواد الفاقع للائحة "التوسيع" المسوقة روسيا.

اللافت أن الضغط لضم "جميل" جاء من طرف الأمريكان، وليس من طرف الروس، الذين يعدون أنفسهم أباً روحيا لابن فؤاد باشا، الذي يظهر أنه قادم إلى سوريا على ظهر الدبابة البوتينية، بل أن تعطلت به العربة الماركسية.

قدري "جميل" الذي طرده النظام من "الشباك" في نهايات 2013، يحاول اليوم بدعم روسي وابتزاز أمريكي أن يعود من "الباب" ليهبط بالمظلة في حضن المعارضة، وليس في حضن النظام.

وأخيرا، فقد بحثت في الأرشيف المخابراتي الضخم الذي بحوزة "زمان الوصل" ولو عن مذكرة واحدة بحق "قدري فؤاد جميل" فلم أجد، رغم أن هذا الأرشيف يغطي بمذكراته حتى عام 2014، وأن "جميل" يفترض أنه "انشق" في 2013.

لجأت إلى الأرشيف الجنائي، وأنا أستبعد أن أجد أي مذكرة باسم ماركسي عتيق وشيوعي كبير، ورجل حزب ودولة، اعتلى المنابر وتسنم المناصب حتى وصل إلى سدة نائب رئيس الحكومة، ولكن عقارب ظنوني تجمدت مع العثور على مذكرة جنائية تعود إلى ربيع 1970، تنسب إلى "قدري جميل بن فؤاد ومزين" تولد 1952 الدرباسية (الحسكة)، جرم التحرش بابنة أحد السوريين، وفق ضبط نظمه قسم شرطة العمارة في دمشق القديمة.

وإلى جانب هذه المذكرات، هناك 5 مذكرات تفيد بتقدم "قدري جميل" للحصول على وثيقة "غير محكوم"، كان آخرها في مارس/آذار 2012، تحضيرا على ما يبدو للمشاركة في الانتخابات الصورية لمجلس الشعب أواسط 2012، وهي الانتخابات التي انتقد "جميل" طريقة إجرائها وشكك في جدواها وقدرتها على إحداث التغيير بعيد ظهور نتائجها، لكنه ما لبث أن تقدم كتلته لـ"أداء اليمين" والدخول تحت قبة مجلس النظام، ليكون على موعد مع حقيبة وزارية (وزارة التجارة) ومنصب نائب رئيس الحكومة.

إيثار عبدالحق - نائب رئيس التحرير - زمان الوصل
(233)    هل أعجبتك المقالة (257)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي