ما زالت أصداء التفاعل مع رسم ساخر نشرته "شارلي إيبدو" حول الطفل "إيلان الكردي" تتردد في أنحاء مختلفة، تعقيبا على الازدراء الواضح الذي أبدته الصحيفة الفرنسية تجاه طفل استشهد غرقا، وتجاه عموم اللاجئين، حين قولبتهم في صورة واحدة بشعة.
فقد اعتبر "عبدالله الكردي" والد "إيلان" أن "شارلي إيبدو" لاتقل سوءا عن "الإرهابيين وتجار الحروب"، منتقدا عدم اكتراث الصحيفة بعذابات البشر.
وقال "الكردي": "الصحيفة لا تشعر بآلام البشر، وما فعلته لا يقل عما فعله مجرمو الحرب والإرهابيون، وهذا خير دليل لكشف حقيقة تلك الصحيفة التي لا تعير اهتماما لمشاعر الغير".
وتابع الوالد المفجوع: "شارلي إيبدو بعملها اللاإنساني هذا، والبعيد كل البعد عن القيم الإنسانية، أثبتت أنه لا فرق بينها وبين المجرمين والإرهابيين من تجار الحروب الذين أصبحوا سببا لهروب والموت الكارثي لإيلان والآلاف من الأطفال والناس المدنيين في سوريا وعموم المنطقة".
وخلال أيلول/سبتمبر 2015، فقد "عبدالله" اثنين من أطفاله غرقا في البحر، قضيا مع أمهما بينما كانوا يحاولون العبور نحو أوروبا. ولكن صورة طفله "إيلان" المسجى على الشاطئ هي التي أخذت صدى واسعا وأحدثت ضجة كبيرة على مستوى العالم.

من جهتها، انضمت الملكة الأردنية "رانيا العبدالله" إلى قائمة منتقدي "شارلي إيبدو"، مستشهدة برسم ساخر مضاد، بريشة الفنان الأردني "حجاج".
وتحت رسمة "حجاج"، قالت الملكة على حسابها في تويتر:"كان من الممكن أن يصبح إيلان طبيبا أو معلما أو أباً حنونا.. شكرا أسامة حجاج لترجمة أفكاري إلى صورة".
ونشرت "شارلي إيبدو" مؤخرا رسما يقطر عنصرية واحتقارا، يصور لاجئين بوجه خنزير يطاردان امرأة مذعورة، وعلقت عليه: "ماذا كان إيلان سيصبح لو كُبر؟"، لتجيب الجريدة بنفسها: "متحرشا بمؤخرات الألمانيات"، ولم تكتف بذلك بل أكدت على أن رسمها مقصود وأنها تعني الطفل الغريق "إيلان" لا غيره، مستعينة في إطار رسمها الساخرة باللقطة التي غزت مواقع التواصل، وفيها يبدو جسد الطفل الصغير مسجى على الشاطئ.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية