أنهى نظام الأسد بشكل رسمي عقود عناصر ميلشيا "المغاوير" المرتبطة بحزب الله وإيران في محافظة الحسكة، بعد فرار أغلب عناصرها وانتقال مسؤولي حزب الله إلى العاصمة دمشق على خلفية مقتل سمير القنطار.
وقال الناشط "ملاذ اليوسف"، من "مركز الحسكة الإعلامي" إن مصادر من قوات النظام في منطقة القامشلي، تتحدث عن إلحاق المطلوبين للتجنيد الإجباري من عناصر ميليشيا "المغاوير" بقوات النظام، فيما يتسلّم العناصر غير المطلوبين بطاقاتهم الشخصية (الهويات)، ويتم تخييرهم بين الانصراف، وبين التطوع في صفوف مليشيات "حزب الله" بشكل إرادي يتطوع شريطة أن يقاتل في محافظتي دمشق أو حلب، دون أن يحدد أن كان ذلك ضمن الفرع السوري أو اللبناني.
ولفت "اليوسف" في حديث لـ"زمان الوصل"، إلى أن "أكثر من نصف عناصر مليشيا المغاوير كانوا قد هربوا وتركوها، بعد معارك مدينة الحسكة مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، فيما انتقل القياديون في حزب الله اللبناني، المكلفون بالإشراف على تدريب العناصر، انتقلوا إلى العاصمة دمشق بعد مقتل سمير القنطار الشهر الماضي، بغارة إسرائيلية هناك، ولم يعودوا".
وتأتي خطوة النظام في إنهاء عقود ميليشيا "المغاوير" بعد نشاط تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" الذي يعد بمثابة ذراع عسكرية لـ"مجلس سوريا الديمقراطية" المعروف اختصارا بـ"مسد"، والذي
وكانت "زمان الوصل" تحدثت في شهر آب/ أغسطس 2015، عن اقتربت مليشيا "المغاوير" الممولة إيرانياً، من نهايتها في أهم معاقلها ضمن مدينة القامشلي شمال الحسكة، وذلك بعد المواجهات مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، والتضييق عليها من قبل الطوابير المسلحة التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، الذي رأى فيها منافساً له في مناطق سيطرته منذ تأسست نهايات 2014.
وأكدت مصادر عسكرية من الفوج (154) –وقتها- لـ"زمان الوصل"، أن ميليشيا "المغاوير" التابعة لحزب الله في القامشلي، بدأت تتلاشى رغم حداثة عهدها، حيث تخلت عنها قوات النظام بعد مغادرة اللواء "محمد خضور" مدينة الحسكة إلى دير الزور، حيث نصب قائداً للفرقة (17) في المنطقة الشرقية، وأن "عناصر "المغاوير" داخل الفوج (154) جنوب القامشلي، لا يعدون أكثر من 100 عنصر، معظمهم من أبناء المستفيدين من النظام ورموزه المحلية، ويعتمدون على "الوساطات" لعدم المشاركة في المعارك والالتزام بالدوام في المقرات".
وشارك عناصر مليشيا "المغاوير" في أول معركة في كانون الأول/ ديسمبر 2014 إثر هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" على قرية "تل غزال" جنوب القامشلي، وفشلت الميليشيا في أول اختبار لها، وخسرت من الجولة الأولى أهم حواجزها هناك، وقتل وجرح منها العشرات من العناصر.
وكانت أول مشاركة فعلية لعناصر هذه الميليشيا في المعارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال هجومه على مدينة الحسكة في حزيران/يونيو 2015، حيث خسرت معظم عناصرها قتلى وجرحى، بينما فرّ الباقون من "المغاوير" إلى تركيا، بعد شعورهم بالعجز عن مواجهة التنظيم، في ظل تربص عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي بهم أيضاً، والذي يسعى إلى الاستيلاء على ما يورّثه النظام في المحافظة الغنية بالنفط.
وظهرت هذه ميليشيا "المغاوير" فعلياً بداية عام 2015، بدعم وتمويل إيراني، وأشرف على تدريبها شخصيات قيادية في حزب الله اللبناني، وخرّجت عددا من الدفعات من معسكر التدريب في الفوج (123) بجبل كوكب، حتى بلغ عدد المنتسبين أكثر من 1000 عنصر.
وجاء تشكيلها بعد أن استدعى بشار الأسد، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، بعض وشيوخ العشائر من المؤيدين له، لحضور اجتماع في العاصمة دمشق، بغرض تشكيل مليشيا "عشائرية"، بعد اعتراض العشائر على إطلاق يد (PYD) في الحسكة.
وتنتشر قوات النظام وميليشياته (كتائب البعث، المغاوير، الدفاع الوطني) في المربع الأمني وسط مدينة القامشلي والفوج (154) جنوبها، فضلاً عن عشرات القرى جنوب وجنوب شرق المدينة في محيط الفوج، فيما يعتبر مطار القامشلي الدولي شريان الحياة الوحيد لمناطق سيطرة قوات النظام ومسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي، والذي تناسى العداء الكلاسيكي بين الأكراد ونظام الأسد، وقبل بمهمة أسندها له النظام، وهي إغلاق الحدود التركية في وجه أي دعم عسكري- لوجستي لفصائل الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، وذلك حسب ما أوردت قناة "المنار" في تقريرٍ اخباري أعدته في القامشلي في نيسان/ أبريل 2014.
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية