أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مليشيا "المغاوير" الممولة إيرانيا تتلاشى في القامشلي

اجتماع ميداني في الحسكة للواء محمد خضور مع قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي العسكرية في أيار/مايو الماضي

اقتربت مليشيا "المغاوير" الممولة إيرانياً، من نهايتها في أهم معاقلها ضمن مدينة القامشلي شمال الحسكة، وذلك بعد المواجهات مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، والتضييق عليها من قبل الطوابير المسلحة التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، الذي رأى فيها منافساً له في مناطق سيطرته منذ تأسست نهايات العام الماضي.

وأكدت مصادر عسكرية من الفوج (154) لـ "زمان الوصل"، أن ميليشيا المغاوير التابعة لحزب الله في القامشلي، بدأت تتلاشى رغم حداثة عهدها، حيث تخلت عنها قوات النظام بعد مغادرة اللواء "محمد خضور" مدينة الحسكة إلى دير الزور، حيث نصب قائداً للفرقة (17) في المنطقة الشرقية.

وقالت المصادر إن "عناصر ميليشيا المغاوير حاليا داخل الفوج (154) في منطقة طرطب جنوب القامشلي، لا يعدون أكثر من 100 عنصر، معظمهم من أبناء المستفيدين من النظام ورموزه المحلية، ويعتمدون على "الوساطات" لعدم المشاركة في المعارك والالتزام بالدوام في المقرات".

وأضافت: إن العناصر المنتمين إلى "المغاوير" لم يستلموا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر، كما أن ذاتية الفوج (154) لا تعرف عنهم شيئا، ولا تملك أعدادا دقيقة عن عدد الفارين ولا حتى القتلى منهم.

وظهرت هذه الميليشيا فعليا بداية العام الحالي، بدعم وتمويل إيراني، وأشرف على تدريبها شخصيات قيادية في حزب الله اللبناني، وخرّجت عددا من الدفعات من معسكر التدريب في الفوج (123) بجبل كوكب، حتى بلغ عدد المنتسبين أكثر من 1000 عنصر.

وترجع مصادر مطلعة، انهيار مليشيا "المغاوير" إلى إزاحة اللواء "خضور" عن المشهد في الحسكة، بسبب الخلافات مع حزب الاتحاد الكردي، التي تزايدت منذ تعيينه في آب/أغسطس 2014 قائدا لقوات النظام والفوج 123 في المحافظة، حيث يعتمد "خضور" بشكل أكبر على اللجان الشعبية الطائفية والبعثيين، كما ظهر ذلك جلياً خلال تسلمه رئاسة اللجنة الأمنية في حلب، حيث نقل ناشطون عنه مخاطباً سكان بلدتي "نبل" و"الزهراء": "سنرفع راية الحسين في منغ، وسنقاتل تحت راية الحسين".

وشارك عناصر مليشيا "المغاوير" في أول معركة في كانون الأول/ ديسمبر 2014 إثر هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" على قرية "تل غزال" جنوب القامشلي، وفشلت الميليشيا في أول اختبار لها، وخسرت من الجولة الأولى أهم حواجزها هناك وقتل وجرح منها العشرات من العناصر، حسب الناشط ملاذ اليوسف، من مركز الحسكة الإعلامي.

وقال الناشط ذاته لـ"زمان الوصل" إن أول مشاركة فعلية لهذه الميليشيا في المعارك، كانت مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" بعد هجومه على مدينة الحسكة في حزيران/يونيو الماضي، حيث خسرت معظم عناصرها قتلى وجرحى، بينما فرّ الباقون من "المغاوير" إلى تركيا، بعد شعورهم بالعجز عن مواجهة التنظيم، في ظل تربص عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي بهم أيضاً، والذي يسعى إلى الاستيلاء على ما يورّثه النظام في المحافظة الغنية بالنفط.

وأشار اليوسف، إلى أن طائرة "إليوشن" نقلت سيارات عناصر من حزب الله اللبناني، يعرفون بـ "الحجاج" (القياديين) من مطار القامشلي إلى دمشق، في حين ينتظر العناصر المتبقون أن ينتهي عقدهم، الذي وقعوه في سبيل استعادة بطاقاتهم الشخصية.

وحسب الناشط، فإن حزب الاتحاد الكردي استغل هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" الأخير على مركز محافظة الحسكة، ليشترط على قوات النظام حل ميليشيات "الدفاع الوطني" و"المغاوير"، وسبق أن نوهت قيادات الحزب أن مشكلتهم ليست مع النظام بل مع هذه المليشيات.

القيادي "الآبوجي"(الأوجلاني) البارز، حسين كوجر، اعترض في السابق على تجنيد الشباب في مليشيا "المغاوير" وطلب تجنيدهم في طوابير عسكرية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وذلك خلال لقائه مع سكان قرية "علوك" بريف الحسكة، ضمن جولة له على وجهاء العشائر في منطقة رأس العين بشهر شباط/ فبراير الماضي، بعد الشروع بتأسيس "المغاوير". 

وقال كوجر وقتها مخاطباً الوجهاء العرب: "ليش حتى نروح على الحسكة، ننضم للمغاوير وما نعرف ان قياداتها إيرانية ومن حزب الله".

اليوسف أكد أيضا أن مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي يهاجمون بين الفترة والأخرى مناطق سيطرة مليشيات "الدفاع الوطني والمغاوير"، ويقتلون بعضهم ويعتقلون آخرين، دون أن تتدخل قوات النظام ضد الحزب، حتى أن طوابير الحزب المسلحة، والكلام للناشط، طاردت خلال الأسبوع الماضي، مجموعة من عناصر ميليشيا "المغاوير" قادمة إلى مدينة الحسكة من مدينة القامشلي، ثم اشتبكت معها واعتقلت بعض عناصرها في مركز المحافظة.

وسبق لبشار الأسد، أن استدعى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 بعض وشيوخ العشائر من المؤيدين له، لحضور اجتماع في العاصمة دمشق، بغرض تشكيل مليشيا "عشائرية"، بعد اعتراضهم على إطلاق يد (PYD) في الحسكة، بحجة أن النظام كان يتجاهل هذا التذمر بسبب فعالية الميليشيات التابعة للحزب المذكور كورقة سياسية بيد النظام يعمل على استخدامها ليدخل في الحلف الدولي ضد تنظيم "الدولة" وإيجاد منطقة عازلة بينه وبين تركيا.

محمد الحسين -الحسكة -زمان الوصل
(212)    هل أعجبتك المقالة (169)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي