أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بانوراما 2015.."زمان الوصل" تفك شيفرات جمهورية الرعب وبوصلتها السوريون أينما اتجهوا

في مخيم بارد بالبنان.. سورية تستقبل عام 2016 - الأناضول


استمر الحدث السوري خلال العام 2015 ضمن صدارة اهتمام وسائل الإعلام العربية والإقليمية وحتى العالمية أحيانا.

وهو العام الذي تربعت فيه "زمان الوصل" على عرش وسائل الإعلام السورية (المعارضة والموالية) على حد سواء، حسب ترتيب "أليكسا"، بعد سلسلة نجاحات حققتها في متابعتها لما يشغل السوريين الذين يعيشون أسوأ مأساة بعد الحرب العالمية الثانية، حسب تصنيف الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية أخرى.

ولاحقت الصحيفة الحدث السوري الثوري من خلال الاستمرار في تركيزها على الوضع الميداني ومتابعة آخر أخبار المعارك، من جهة، ومواصلة اختراق المنظومة الأمنية لواحد من أعتى الأنظمة الاستبدادية في العالم من جهة أخرى.

وإذا كانت تغطية الأحداث الميدانية من مسلمات العمل الصحفي، رغم تعقيداته في المشهد السوري، فإن كشف ذهنية النظام الذي أوصل البلاد إلى ذلك المشهد كان إنجازا يحسب للصحيفة التي تحولت إلى منجم للأخبار السورية يكتنز قاعدة بيانات ومعلومات متفردة كما ونوعا، جعلت منها مصدرا موثوقا للكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية حول الوضع في سوريا، فضلا عن اعتماد منظمات دولية، لا سيما الحقوقية، على "زمان الوصل" في توثيق أحداث خاصة بسوريا.

وضمن هذا السياق نشرت "زمان الوصل" خلال 2015 عشرات المواد الفريدة نستعرض غيضا من فيضها، نخمّن أنها الأهم والأكثر تأثيرا.

*"شيفرة الأسد"
في متابعتها للتسريبات المخابراتية حققت "زمان الوصل" خرقا استطاعت من خلاله إيصال المهتمين بالشأن السوري إلى أعماق جمهورية الرعب التي تتحكم برقاب السوريين منذ نحو نصف قرن.

وتوّجت الجريدة 3 سنوات من رحلتها على طريق التسريبات الشاق والطويل بأضخم قاعدة بيانات مسربة من داخل النظام، بأرشيف يناهز قوامه 1.7 مليون مذكرة تمتد حتى عام 2014، بالتزامن مع حلول الذكرى العاشرة لتأسيسها.

ويحفل الملف المليوني بكم هائل من البيانات، تجعله بمثابة "بنك معلومات" لاسيما فيما يخص السوريين، وغيرهم من أبناء 153 جنسية في العالم. إذ يجمع ولأول مرة مخلتف المذكرات الصادرة عن الأجهزة المخابراتية الكبرى (المخابرات العامة، المخابرات العسكرية، المخابرات الجوية، الأمن السياسي)، فضلا عن وزارتي الدفاع والداخلية، ودوائر عسكرية أخرى تتحكم بحياة السوريين مثل المحكمة العسكرية والشرطة العسكرية.

الأرشيف الاستثنائي، الذي تطلب الحصول عليه جهودا كبيرة، اعتمد على جهة تصب فيها معظم مذكرات الأجهزة المخابراتية والدوائر الحكومية التابعة للنظام، وهو ما لا يمكن تحصيله في أي أرشيف آخر؛ لأنه غالبا ما يكون مقتصرا على فرع مخابراتي واحد أو دائرة حكومية معينة.

وتتجاوز بيانات الأرشيف المليوني حدود سوريا، معلنة الوصول إلى معظم دول العالم، لتطال 153 جنسية، تغطي قارات العالم الست؛ وهو ما يحوّل هذا الأرشيف إلى ما يشبه كنزا معلوماتيا عالميا لايقدر بثمن، ترسخت قيمته أكثر بعد عمليات فحص وتدقيق وتحليل ومقاطعة عميقة أجرتها "زمان الوصل" عليه، لتخرج بكم هائل من المعلومات، قسم لايستهان به منها يمثل اختراقا نوعيا ويعرض وقائع لم يسبق الوصول إليها مطلقا.

وتضمن الملف المليوني مذكرات بحق شخصيات رفيعة في النظام نفسه، إضافة إلى المعارضة، وشخصيات عربية وعالمية سياسية وعسكرية ودينية واجتماعية وإعلامية ورياضية وفنية شغلت وسائل الإعلام لفترات طويلة، بينهم مسؤولون رفيعو المستوى في بلدانهم.

وضمن متابعتها لخفايا جرائم المنظومة المخابراتية، أخذت "زمان الوصل" على عاتقها الكشف عن المجرمين الذين حرص النظام على تغليف جرائمهم بسرية بالغة، لاسيما في معتقلاته التي تحفل بانتهاكات يصل الكثير منها إلى الموت تعذيبا على يد جلادين يصعب تكرار نوع وحشيتهم.

وبعد سبقها الصحفي بلقاء منسق التواصل مع "قيصر" واستلام نحو 11 ألف صورة لأكثر من 50 ألف معتقل عام 2014، استمرت "زمان الوصل" في ملاحقة المجرمين خلال 2015، فنشرت صورا خاصة بها حول ضحايا التعذيب.

وحققت "زمان الوصل" الأهم بكشف مجموعة من المتهمين بارتكاب الجرائم في معتقلات ومشافي النظام العسكرية لا سيما مشفى "يوسف العظمة" المعروف بـ "601" والذي كان مسرحا لجرائم قتل ممنهج لمعتقلين مصابين مارس موظفون عسكريون ومدنيون بالمشفى بحقهم أسوأ أنواع التعذيب، ولاحقوهم بالانتهاكات إلى مابعد موتهم، فأهانوهم بتصويريهم والتصوير معهم بطرق تعكس ذهنيات أكثر تشوهاً من أجساد ضحايا رسم التعذيب عليها واحدة من أقسى لوحات الوجع الإنساني.

وإضافة إلى الصور التقت "زمان الوصل" مع عسكريين قضوا الخدمة الإلزامية في المشفى المذكور لتساهم في كشف حقائق صارت وثائق اعتمدتها كبرى المنظمات الدولية الحقوقية والإعلامية كدلائل على انتهاكات نظام الأسد.

ولم تتوقف "زمان الوصل" عند حدود الكشف عن المتهمين بل لاحقتهم إلى حيث حاولوا التهرب على ما يبدو من خلال سيرهم على طريق اللجوء الذي سلكه مئات الآلاف السوريين الفارين من انتهاكاتهم الممنهجة بتوجيه وعم من اعلى القيادات المخابراتية.
وكما أطلقت "زمان الوصل" حملة للتعرف على أولئك المتهمين، كررت الحملة لملاحقتهم في بلاد اللجوء للإبلاغ عنهم.

* صندوقنا الأسود 
وتفردت "زمان الوصل" بأكثر من سبق صحفي أثار ضجة إعلامية واسعة في الأوساط السورية والعربية وحتى العالمية أحيانا، ومثال ذلك الحديث عن ملق "أبو القعقاع" الرجل الذي قيل إن مخبارت النظام جندته لتطويع "مجاهدين" قبل إرسالهم إلى العراق، قبل أن يقضي في جريمة يعتقد انها تصفية من قبل المخابرات نفسها لعميلها بعد انتهاء مهمته.


* من قلب الميدان
لم يثنِ سعي "زمان الوصل" الحثيث لفضج جرائم النظام بالتسريبات عن متابعتها التطورات الميداني على جبهات الحرب، فرصدت في تقاريرها معارك الثوار والمجازر التي يرتكبها النظام والطيران الروسي بعد تدخله أواخر أيلول سبتمبر على خط دعم الأسد.

وإضافة إلى الأخبار والتقارير الميدانية حاورت "زمان الوصل" العديد من الشخصيات العسكرية والسياسية وتابعت أخبار كبارها على المستويين.

كما حاورت شخصيات عربية وعالمية في إطار نظرتها إلى الوضع السورية والأمور في المنطقة عموما.

ولم تهمل "زمان الوصل" السوريين خارج الحدود لا سيما في مخيمات اللجوء في لبنان وتركيا والأردن وصولا إلى الدول الأوروبية.

وتدخل "زمان الوصل" عام 2016 مع إصرار أشد على مواصلة العمل بمهنية وجرأة لخدمة قضية سوريا التي يتوق إليها الأحرار.

زمان الوصل
(94)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي