تحتضن مدينة حمص كغيرها من المحافظات أبناء الجالية العراقية ، لانهم ربما وجدوا فيها المدينة الهادئة والبسيطة ، إضافة إلى كونها منطقة وسطى تتوفر فيها جميع الخدمات ، فاستقروا فيها واستثمروا أموالهم في مصالح عديدة ، من مقاهي الانترنت إلى المطاعم الشعبية و المكاتب العقارية وغيرها ..
حتى الآن لايوجد إحصاءات رسمية لعدد اللاجئين العراقيين في محافظة حمص ، لامن مديرية الإحصاء في المحافظة ولا من أي جهة أخرى ، ويعود ذلك إلى أسباب تتعلق بالظروف المستجدة في العراق وحركة الدخول والخروج المستمرة بشكل يومي وغير ثابت ، ورغم ذلك يقدر بعض العراقيين عددهم بحوالي 24 ألف لاجئ .
في حين أكدت مصادر مطلعة لـ ( زمان الوصل ) أن عدد الجالية العراقية في حمص ممن يحملون إقامات سنوية يتراوح بين 17 إلى 20 ألف عراقي. دون حسبان أولئك الذين يدخلون لأول مرة أو يحملون إقامات شهرية .
وليد العاني أستاذ جامعي عراقي قال في حديثه مع ( زمان الوصل ) :اخترنا حمص باعتبارها منطقة وسطى تتميز بقربها من عاداتنا وتقاليدنا فهي مدينة محافظة ، تتميز بطيبة أهلها وبساطتهم ، وجميع الخدمات متوفرة فيها إضافة إلى رخصها عن باقي المحافظات من ناحية العقارات والأجور . وجوها المعتدل فهي باردة في الصيف .
أما مصطفى فهو مهندس مدني يعيش في حمص منذ حوالي سنتين لكنه لم يجد عملا حتى اليوم ، ويقول مصطفى بمرارة لـ (زمان الوصل ) : اشعر بملل كبير ، الوقت يذهب هدرا ، فرص العمل قليلة في سوريا ، وأغلب العراقيين هنا يجلسون عاطلين عن العمل ، أمضي وقتي الآن مابين مقاهي الانترنت والنوادي الرياضية ،لذا أحاول السفر إلى دولة الإمارات ، لكن دول الخليج تضع كثيرا من العوائق والشروط أمام العراقيين ، أتمنى أن تعود الأمور إلى طبيعتها في العراق .
وطالب مصطفى بفتح قنصلية عراقية في حمص لتسيير أمورا العراقيين. مضيفا إن الهجرة والجوازات متعاونة جدا معنا.
ونتمنى فتح مشفى تابع للأمم المتحدة كما في دمشق حيث يوجد 3 مراكز تقدم العلاج وتأخذ 20 % من قيمة العلاج ، خاصة أن بعض الإبر والأدوية قيمتها مرتفعة جدا .
كما طالب أحمد التكريتي وهو صاحب مقهى انترنت في حديثه لـ ( زمان الوصل ) : أن يسمحوا لنا بالتملك مثل العقارات والسيارات، وأن يقدموا لنا بعض التسهيلات بالنسبة للاستثمارات ، حيث نجد صعوبات عندما نريد أن نفتح مقهى انترنت مثلا أو مكتب عقاري أو أي مهنة أخرى ، وعلى العكس هذه الاستثمارات تعود بالفائدة للعراقيين والسوريين على حد سواء .
وتمنى أحمد أن يسمحوا بدخول سياراتنا لمدة 6 أشهر أسوة بالخليجيين، حيث لا يجوز حاليا أن تبقى سياراتنا داخل سوريا لأكثر من 15 يوما، تستطيع تجديدها مرات محدودة وفي كل مرة تدفع أكثر من 50 دولارا.
وكان عدد كبير من العراقيين غادروا سوريا لأسباب تتعلق بعدم قدرتهم على تجديد الإقامة أو لحصول بعض الأسر على قبول الهجرة إلى دول أخرى كالولايات المتحدة واستراليا وكندا..الخ ، و لتحسن الظروف الأمنية في العراق .
وتشير التقارير الصادرة عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي 19.3 % من اللاجئين العراقيين يعملون لدى معامل وشركات القطاع الخاص السوري .
يذكر أن سورية استضافت مليون ونصف مليون عراقي بعد الغزو الأمريكي على العراق ، وقد كلفوا الاقتصاد السوري حوالي مليار دولار حسب الحكومة السورية ، منهم حوالي 100 ألف طالب كما ذكرت الورقة التي قدمتها الحكومة السورية إلى المؤتمر الدولي لمعالجة الاحتياجات الإنسانية للاجئين والمهجرين داخل العراق وفي دول الجوار .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية