نبات القبار من النباتات الطبية ذات فوائد علاجية والاستخدامات الغذائية المتعددة ويلقى إقبالاً واسعاً في الأسواق العالمية خلال الأعوام القليلة الماضية وينمو في عدة مناطق من المحافظات السورية وأكثرها انتشاراً في منطقة المخرم 40 كم شمال شرقي حمص.
وذكرت المهندسة عبير الناصر رئيسة دائرة المخرم الزراعية أن نبتة القبار تحولت من نقمة قبل عشر سنوات لدى مزارعي المنطقة إلى المصدر الرئيسي للدخل لأهالي أكثر من 50 قرية في منطقة المخرم وأقبل المزارعون على العناية والاهتمام بهذه النبتة بعد ازدياد الطلب عليها والتنافس من قبل التجار والمستثمرين لشراء كامل الكميات الموجودة لتصديرها بسعر 500 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد من البراعم الزهرية.
وتنتشر زراعة القبار في قرى منطقة المخرم في دائرة نصف قطرها 15كم تقريباً ويزداد انتشاره في الأراضي المحجرة والمهملة والبائرة والمتروكة دون خدمة وحول الطرقات وكان المزارعون يقومون بمكافحته بسبب جذوره العميقة التي تصل إلى مترين تقريباً إلى أن تم اكتشاف فوائده الطبية فاندفعوا إلى العناية والاهتمام به وتركه ينمو حتى تتفتح البراعم الزهرية.
وذكر المشرف على الحراج في منطقة المخرم عبد العلي الخبير في نبتة القبار وهو من أهالي المنطقة بأن القبار وفر مئات فرص العمل لمعظم شباب وشابات قرى منطقة المخرم منذ أن تم اكتشاف فوائده قبل عشر سنوات تقريباً وهو عبارة عن نبات معمر شوكي يتراوح ارتفاعه بين 50-100 سم تقريباً ويكتمل نموه في شهر أيار ليشكل شجيرة شوكية ذات أوراق كثيفة يرافقها على الساق أشواك كثيفة وينمو في إبط كل ورقة برعم زهري كما أنه بطيء النمو والانتشار ويبدأ موسم قطافه في منتصف شهر أيار حتى نهاية شهر آب من كل عام ويتم جمع البراعم الزهرية وهي بشكل كروي بحجم حبة الحمص خضراء اللون لتوضع بعد جمعها فوراً في عبوات بلاستيكية مع الماء والملح ليتم تخليلها حيث أنه يفسد بعد يوم واحد من قطافه إذا لم يوضع بالماء والملح بسبب الإنزيمات الموجودة فيه و يمكن بعدها تخزينه لأكثر من عامين.
وبعد تخليله يبيعه المزارعون إلى المراكز التي تنتشر في كل موسم في كافة القرى.
وأضاف أن نبات القبار يعتبر من النباتات الغازية ولا يمكن أن يتكاثر الا بالبذور التي تجمع بعد نضج الثمرة وتشققها وهو موجود في المنطقة بشكل طبيعي ومنذ القدم ويمكن أن يعمر أكثر من 30 سنة ولا ينتشر في الأراضي الخصبة ومقاوم لكل الظروف الجوية وخاصة الجفاف وهو نبتة رعوية من الدرجة الرابعة أي يتحول إلى نبات رعوي بعد ظهور البراعم الثمرية.
ويستفيد أكثر من 10 آلاف شخص من أهالي منطقة المخرم وقراها من نبات القبار ويقدر مردود العائلة الواحدة المؤلفة من خمسة أشخاص بحوالي50 ألف ليرة سورية سنوياً ويبلغ المردود السنوي لأهالي المنطقة حسب التقديرات أكثر من 100 مليون ليرة حيث يتراوح إنتاج قرى المخرم منه ما بين 1000-1500 طن سنوياً علماً أن النبتة الواحدة من القبار تنتج 10 كغ وسطياً من البراعم الزهرية بسعر حوالي 75 ليرة سورية للكيلو الواحد حسب تدرج حجمها.
ويعتبر القبار من النباتات الطبية المكتشفة حديثاً ويشهد إقبالاً كبيراً من التجار الذين يقومون بتصديره إلى دول أوروبا والخليج العربي لاستخداماته العلاجية الكثيرة ومنها منشط جنسي ومنشط لعمل الكبد ويحسن الدورة الدموية كما تستخدم جذوره في صنع لزقات طبية لأمراض الدسك والمفاصل ويتم استخدامها حتى الآن من قبل أهالي المنطقة ذوي الخبرة بالطب العربي وتضاف ثماره إلى العديد من المأكولات لتعطيها نكهة محببة إلا أن قيمته الغذائية والعلاجية ما زالت غير معروفة بشكل واضح محلياً.
وينتشر القبار أيضاً في محافظات في منطقة منبج بمحافظة حلب وقرى معرة النعمان بمحافظة إدلب وفي قرى الرقة.
ومن الممكن توسيع زراعته لتشمل مناطق واسعة في البادية السورية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية