أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ارتفاع الأسعار أزمة عالمية فهل الطمع والجشع عالميان أيضاً؟!!

أيلول شهر المصاريف والأزمات..

يبدو أن أسعار السلع تأثرت بارتفاع درجات الحرارة ولهيبها الذي حلق عالياً، وبدأت الشكاوى والأحاديث تكثر في البيوت، فرمضان المبارك يحتاج ميزانية مالية كبيرة.

وافتتاح المدارس عبء يضغط بنفقاته على كاهل الأسر، ومؤونة الشتاء لا مفر منها، وإلا بقي الناس على الخبز من دون الزيتون والجبن. ‏

ويبدو أيضاً أن تصريحات المعنيين وإجراءاتهم بتأمين السلع والمواد في الأسواق لاتكفي فما نفع تأمينها إن كانت الأسعار مرتفعة وان كانت الجيوب خاوية، وان كان الطمع والجشع ومحاولة الثراء السريع على حساب المواطن المسكين الذي يعاني بصمت أحياناً ويصرخ أحياناً أخرى ولامجيب !!. ‏

فهل يهتم الباعة والتجار بهذا الانسان؟ بالتأكيد ما يهمهم فقط جيوبهم وما يتكدس بها من أموال. ‏

فلو أجري استطلاع هذه الأيام لمعرفة نسبة تزايد المشاكل الأسرية لرأينا وقرأنا العجب!! فالطلبات كثيرة والإمكانيات قليلة ويبقى السؤال: من يأتي أولاً في سلم الأولويات والاهتمامات، احتياجات شهر رمضان أم طلبات المدارس أم التحضير لشتاء طويل، أم يتم الاستغناء عنها جميعاً، ولعل ما قاله البعض بأنهم يعيشون دوامة وأزمة حقيقية خير تعبير عن مرحلة تعتبر من أصعب المراحل.

وحسب أرقام المكتب المركزي للاحصاء فإن أسعار السلع والخدمات في الأسواق السورية ارتفعت بمعدل 32.39% خلال شهر حزيران الماضي كما أن الأغذية ارتفعت بمعدل 46.65% عن عام 2005 حيث ارتفعت أسعار الزيوت والدهون بمعدل 41% والفواكه بمعدل 80% والحلويات 43% والجبن والبيض 66% واللحوم 36% والخبز والحبوب 69%. ‏

جولة الأسواق تحمل الكثير من المعاني والرسائل إلى كل من يهمه الأمر وبعض العينات تتكلم بلسان العديد من الأسر التي حملها شهر أيلول أعباءً تفوق طاقتها بكثير فماذا يقول الناس. ‏

هموم الأسرة السورية تتلخص بعبارة واحدة «العين بصيرة واليد قصيرة».

 هكذا بدأ السيد أبو تمام كلامه وبتنهيدة وحرقة قال: الأمر لايقتصر على رمضان المبارك فالطلبات تتزايد والأسرة لاترحم، وكيفما نظرت أجد نفسي مقصراً لا أستطيع تلبية أمور الجميع بالرغم من أنني أعمل ليلاً ونهاراً، في السنوات الماضية نعم كنا نعاني ولكن هذا العام المصيبة أكبر والأسعار ازدادت وتضاعفت وكلما حاولنا أن نسأل الباعة عن هذا الارتفاع الكبير يبررون قولهم ارتفاع الأسعار في العالم كله وليس عندنا فقط، بالتأكيد الأزمة عالمية ولكن هل الجشع والطمع لدى الباعة أيضاً أزمة عالمية؟!! ‏

 

أبو محمد لديه الكثير من الأولاد والأحفاد يقول ان «لمة» رمضان والأهل والأقارب تشرح الصدور وتفرح القلوب وبالرغم من أنه يعتبر نفسه من طبقة فوق الوسط إلا أنه هذا العام يعاني حيث يرى اختلافاً كبيراً في الأسعار. ‏

أم لديها من الأطفال أربعة وحيدة بعد أن طلقها زوجها تقول بألم: مشاكلنا كبيرة وأزمتنا المالية أكبر والأطفال يريدون طلباتهم، فمن يرحم؟ المدارس واحتياجاتها أم مؤونة الشتاء أم شهر رمضان المبارك وأعباؤه المالية أو جشع الباعة وكسوة وملابس الشتاء، صدقوني عندما أفكر في كل هذه الأشياء مجتمعة أكاد أجن، نحن لانقول اننا نريد كل شيء ونرغب في تحقيق جميع أحلامنا وأمانينا ولكن على الأقل أتمنى تلبية بعض رغبات أطفالي فأنا لاأستطيع أن أرى نظرة الحرمان في عيونهم. ‏

المهندس أحمد وزوجته المعلمة آمال موظفان براتبين قالا: هذا العام مصاريفنا مضاعفة، نركض من جهة لأخرى لمحاولة تلبية طلبات المدارس والتحضير لموائد رمضان والافطار وماذا نفعل بمؤونة الشتاء، والمدارس، كلها مصاريف ترهق الجبال فماذا تفعل بنا، وخاصة أننا محسودان إذ نملك راتبين ولكن هل هذا يكفي، فقد سمعنا أن الجهات المعنية تدخلت لكبح ارتفاع الأسعار ومع ذلك بإمكان الجميع أن يرى أن لاشيء تغير فالأسعار المرتفعة و على حالها والتحكم بمصائر وجيوب الناس هو المسيطر فما العمل؟!. ‏

دمشق
(89)    هل أعجبتك المقالة (97)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي