وردت إلى "زمان الوصل" شهادة رواها الطيار "حسني أحمد غدي"، تعقيبا على تقرير حصري نشرته الجريدة حول قضية الطيار الفار إلى إسرائيل بسام العدل، وكيف خلا كل الأرشيف الأسدي من مذكرة اعتقال ولو واحدة بحق "العدل"، رغم أن هذا الأرشيف يحوي ما يقارب 1.7 مليون مذكرة، لم تغادر صغيرا ولا كبيرا، رجلا أو امرأة أو طفلا، عسكريا أو مدنيا، إلا طالته.
الطيار السابق "حسن أحمد غدي" الموجود حاليا في الأردن، قال في شهادته: "فيما يتعلق بقضية الخائن بسام العدل، أفيدكم بمعلومات إضافية بصفتي طيارا سابقا..كنت حينها في مطار دير الزور برتبة ملازم أول، وكان قائد القاعدة الجوية العميد نبيه أبو الفضل".
وتابع "غدي": "تم نقل العميد فيصل درويش من دمشق إلى دير الزور ليتسلم فرع الأمن الجوي هناك، بعد أن أخفق في التحقيق مع بسام العدل، والذي كان له محاولة فاشلة في الفرار لإسرائيل، إذ كان مناوبا في الطائرة (أي بسام) وأقلع دون تلقي أمر.. ثم عاد أدراجه وهبط في مطار "بلَيّ" بعد أن سمع على جهاز اللاسلكي بأن طائرتي ميغ 23 مناوبتان في الجو وهما تتبعانه".
وأضاف الطيار في شهادته: "في مكتب العميد فيصل درويش جرى التحقيق مع العدل من قبل العميد فيصل ذاته، وقد ادعى العدل أنه كان بصدد تنفيذ عملية انتحارية داخل إسرائيل ردا على قمعها للانتفاضة آنذاك!. هذا ما سجله العميد فيصل في محضر التحقيق الخاص به، والذي تم الحديث عنه بسخرية بعد فرار العدل".
وروى "غدي" موقفا جمعه بالعميد فيصل، قائلا: "في دير الزور حاول العميد فيصل درويش مراقبتنا كطيارين خونة، فكان يستدعي كل يوم أحدنا الى مكتبه للتعارف وبناء الصداقة كما كان يزعم حينها، وحينما حان دوري، ذهبت.. تحدثنا في أمور كثيرة، كان خلالها العميد يتوارى خلف قناع الود، إلى إن دخل مدير مكتبه ليقول له: إن المساعد فلان.. قد أتى سيدي.
فرد العميد: جيبوه، خليه يفوت (يدخل)
وبعد أن دخل المساعد المطلوب، صرخ العميد فيصل في وجهه: نحنا بنعرف إنك عم تصلي، وغاضين نظر كرمال خيك العقيد فلان، أما إني أطلبك وتتأخر!!.. لك أنا محمد (يقصد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام) زاتو إزا بدي ياه بجيبو مربَّط من قبرو".
وختم "عدي": "ما إن انتهى صراخ العميد فيصل حتى سقط قناع الود الزائف، وشعرت بالإهانة؛ لأنه بعبارته الأخيرة قد كشف عن حقيقته كمسخ طائفي تافه".
وفي تشرين أول/أكتوبر من عام 1989، فرّ الطيار "محمد بسام العدل" بطائرته الحربية ذات الرقم "2786"، من طراز "ميغ 23" نحو "إسرائيل" مقدما هذا السلاح هدية على طبق من ذهب للدولة العبرية.
وطوال السنوات التي أعقبت فراره، شن نظام الأسد وإعلامه حملة على العدل بوصفه "خائنا" و"عميلا"، لكن هذه الحملة بدت وكأنها مجرد مسرحية، عندما دققت "زمان الوصل" كل الأرشيف الأسدي الذي بحوزتها، بما يتضمنه من 1.7 مليون مذكرة، تمتد لعقود، وتطال 153 جنسية، دون أن تجد مذكرة اعتقال واحدة باسم "محمد بسام العدل".
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية