مقابل 300 ألف ليرة.. جنود النظام يفرون من جبهات ريف حمص الشمالي

لم يعد الفرار من المعارك ومواجهة الثوار فرديا بين جنود النظام، بل أصبح هذا الأمر منوطاً بضباط ينظمونه ليتقاضوا لقاءه رشى من أجل إيصال الفار إلى بر الأمان.

وأفاد ناشطون يعملون بشكل سري داخل الأحياء الموالية بأن ضابطاً من جيش النظام تم تكليفه من أجل التحشيد لمعركة ريف حمص بدأ يختار بعض مرتزقة "الدفاع الوطني" ويستبعد كل شخص من عائلته أو أقربائه من الذهاب لهذه المعركة.

وأشار الناشط "أبو جواد الفاعوري" نقلاً عن المصدر المشار إليه آنفاً إلى أن الضابط المذكور يتقاضى ممن لا يريدون الذهاب إلى جبهات الموت مبلغ 300 ألف ليرة سورية، لافتاً إلى أن "بعض الشباب دفعوا المبلغ عن طيب خاطر". وأكد الفاعوري -حسب المصدر ذاته- أن إحدى العائلات العلوية تسكن في حي المهاجرين لديها شابان ولم تتمكن من دفع المبلغ المطلوب، فما كان من الضابط المذكور إلا أن أجبرها على إفراغ نصف منزل العائلة باسمه لتسديد المطلوب منهم.

وروى المصدر أن الضابط المذكور كان يتظاهر بأنه يأخذ هؤلاء الشبان ممن دفعوا المعلوم وأقاربه إلى مكان التجمع للمشاركة في المعارك، فيما كان يأخذهم سراً إلى منزله الذي يقع بالقرب من خزان الماء في حي الزهراء الموالي، وكشف المصدر -حسب الفاعوري- أن "الضابط السمسار يمتلك مبنى مؤلفا من ثلاثة طوابق يسكن مع إخوته في طابق واحد فيما خصص الطابقين الباقيين للشباب الذين دفعوا له الرشوة، بدل المشاركة في المعارك".

وأضاف أن "هذا الضابط يؤمّن الطعام والشراب من حساب الشباب الذين يبلغ عددهم 60 شاباً".

ومن جانب آخر أوضح الناشط الفاعوري أن طلب القيادات الروسية بانضمام جميع المليشيات، بما فيها "الدفاع الوطني" و"اللجان الشعبية" و"الرضا الشيعية" في حمص تحت قيادة الجيش في معاركه على كافة الأراضي السورية، ولّد لدى هؤلاء الشبيحة استياء عارماً لأنهم أدركوا أن النظام يريد الزج بهم في معارك لا أمل في النجاة منها، وخاصة أنهم من "نصيرية الدرجة الثانية"، وسيتم وضعهم على خط الدفاع الأول لحماية "نصيرية الساحل".