لا صوت يعلو في مدينة "الدم والعنب" فوق صوت الانفجارات التي تخلفها البراميل المتفجرة والصواريخ بما فيها صاروخ "فيل" شديد الانفجار.
ووثق ناشطون عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي التابع لنظام الأسد خلال شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر بـ1100، عدا غارات "ميغ" و"نابالم" والمدفعية.
وحدها أنّات الثكالى والأطفال والجرحى تشق عنان السماء في المدينة التي تعاني حصاراً مطبقاً منذ سنوات على كافة الصعد الطبية والإغاثية وتجاهلاً كلياً من الجهات الإعلامية والحقوقية".
ويقول عضو المكتب الإعلامي الموحد في الغوطة الغربية الناشط "شادي مطر" لـ"زمان الوصل" إن حدة انتقام النظام من داريا بدأت بعد أن أعلن ثوارها معركة "لهيب داريا" نصرة للزبداني، وتمكنوا من تحرير جزء من منطقة الجمعيات المطلة على مطار المزة العسكري فجنّ جنون قوات النظام وصبت جام غضبها على المدينة التي لا يكاد يمر يوم دون أن تُلقى عليها براميل متفجرة أو صواريخ شديدة الانفجار.
وأضاف أن عدد البراميل اليومية وصل في بعض الأحيان إلى 40 برميلاً، مشيرا إلى أن "قوات نظام الأسد بدأت حملة لاقتحام داريا من جميع المحاور بتاريخ 8/11/2012، ما أضطر أهالي المدينة للنزوح بسبب القصف وخوفهم من تجربة المجزرة الكبرى في 25-8-"2012".
وأكد مطر أن "داريا تعتبر اليوم شبه خالية من السكان بعد أن تم تهجير أكثر من 300 ألف نسمة باستثناء 1300 عائلة فقط داخل المدينة محاصرين يعانون للبقاء على قيد الحياة، حيث يُمنع دخول أحد أو خروجه من المدينة منذ سنوات".
تقع داريا إلى الجنوب الغربي من مدينة دمشق وتطل على مطار المزة العسكري وعلى أوستراد درعا -داريا مما جعلها هدفاً لاستحواذ النظام سواء بالاقتحامات التي بدأت –كما يشير محدثنا- منذ بداية الحملة عام 2012، ولم تتوقف إلى الآن حيث هناك محاولات اقتحام يومية، لكن غالباً ما تفشل قوات النظام بمحاولتها وتتكبد خسائر فادحة، حسب مطر.
وقال مطر إن الأمر الآخر الذي حاولت قوات النظام احتلال داريا من خلاله هو طرح الهدن، كاشفا أن "محاولات عدة جرت لإقامة هدنة في داريا وخاصة نهاية 2013.
وأكد أن العام الماضي تم عقد عدة اجتماعات بخصوص التفاوض بعد هدنة معضمية الشام، بعد تشكيل وفد من داخل المدينة في آب 2014، حيث خرج الوفد لمقابلة العميد غسان بلال في مكتبه في الفرقة الرابعة.
ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بسبب تعنّت النظام، وعدم رغبته بالإفراج عن المعتقلين والانسحاب من داخل المدينة، وبعد خروج اللجنة لم يتم الحديث عن أي هدنة إلى اليوم، وفق مطر.
وأطلق المكتب الإعلامي الموحد في الغوطة الغربية على (تويتر) مؤخراً "هاشتاغ" بعنوان "داريا_المدينة المنسية" بهدف تسليط الضوء على البلدة التي ترزح تحت وطأة البراميل والحصار منذ سنوات.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية