في أكثر من مناسبة وأثناء بعض الأمسيات والسهرات كان الحديث يدور حول الغدة النخامية وأهميتها والأمراض التي تحدث لها وطرق معالجتها ، وحتى يكون بمتناول الغالبية غير المختصة بهذا المجال بعض من المعرفة عن الغدة جئت بهذه الأسطر عسى أن تجيب على بعض التساؤلات حول الغدة النخامية .
الغدة النخامية هي العقل المفكر لجميع غدد الجسم الصم ، وهي مركز القيادة حيث تنظم عمل معظم الغدد الصم الأخرى كالغدة الدرقية وقشرة الكظر والثدي والغدد الجنسية وهذه الوظائف الهامة جعلت الغدة النخامية ذات أهمية قصوى كما جعلت معالجتها الدوائية والجراحية تشغل حيزاً مهماً في تفكير الباحثين والأطباء .
إن أهم الإصابات التي تصيب الغدة النخامية هي الأورام وأكثرها شيوعاً والغالبية العظمى منها تكون سليمة وعلاجها الجراحي غالباً يؤدي إلى الشفاء . وبالحديث عن إجراء الجراحة للغدة النخامية لا بد من معرفة أين تقع هذه الغدة الهامة . إنها تتوضع على الوجه السفلي للدماغ وتمتد سويقتها لتدخل في قاعدة الجمجمة معتلية السرج التركي للعظم الوتري داخل الجمجمة .
إن هذا الموقع العميق نسبياً في مركز الرأس يؤمن لها حماية من الإصابات ، ولكن يجعل الوصول إليها لإجراء الجراحة من الأمور الصعبة .
وقد كان قديماً الطريق الوحيد للوصول للغدة النخامية هو فتح الجمجمة والوصول إليها بالمرور بين الدماغ وقاعدة الجمجمة . إلا أنه في الوقت الحالي تجرى معظم عمليات جراحة الغدة النخامية بالوصول إليها عبر الأنف وذلك دون فتح الجمجمة أو تبعيد الدماغ . وهذا يجعل فترة النقاهة أقصر واحتمالات الإختلاطات العصبية أقل وتبقى بعض الحالات التي يكون فيها الورم ممتداً فوق النخامة وإلى جانبها ومثل هذه الحالات قد تحتاج لعمل جراحي بفتح الجمجمة .
إن أكثر الأورام شيوعاً للغدة النخامية هي الأورام السليمة غير المفرزة للهرمون وهي تؤثر على الغدة بأن تضغط عليها وهذا يؤدي إلى أن بقية الغدد الصم تتأثر بإفراز هرموناتها فتظهر أعراض مختلفة في الجسم كالقصور الجنسي ونقص نمو الأشعار عند الذكور ونقص نشاط النخامة ... وغيرها من الأمراض .
يلي هذه الأورام من حيث الشيوع الأورام المفرزة للبرولاكتين / الهرمون المولد للحليب / وثم الأورام المفرزة لهرمون النمو ، وفي بعض الأحيان عندما يكون ورم النخامة كبير فإنه يضغط على العصب العيني والتصالب البصري فيسبب نقص في الرؤية بشكل مبدئي .
إن العمليات الجراحية الحالية للنخامة / حسب رأي معظم الجراحين العصبيين / ذات نسبة نجاح مرتفعة أكثر من 95% واختلاطاتها قليلة بالرغم من إن بعضها قد يكون خطير إلا أنها تبقى قابلة للعلاج .
وتعتبر هذه العمليات التي تجري في المراكز المؤهلة لإجراء الجراحة العصبية مع إمكانية التعاون بين أنواع الطب المختلفة مثل أخصائي الغدد الصم وأخصائي الأمراض الأذنية والحنجرة وأخصائي الجراحة العصبية .
[email protected]
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية