أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

احذروا.. مشروبات الطاقة.. أجنحتها كاذبة... وأضرارها فادحة..

.. منذ اسبوع تقريباً، نشرت دراسة حذر فيها باحثون استراليون من ان تناول علبة معدنية من مشروب الطاقة (ريد بول) يومياً يمكن ان يزيد خطر الاصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية، حتى بالنسبة الى اليافعين فهذا المشروب الذي «يعطيك جوانح» كما يقول الاعلان، يمكن ان يصبح اكثر خطورة في حالة إصابة المرء بضغط الدم أو امراض القلب والأوعية، وقد اشارت هذه الدراسة الى ان هذا المشروب يحتوي على نسبة عالية من الكافيين، فعلبة واحدة منه تحتوي على ثمانية ملغ من هذه المادة.

وعلى الرغم من هذه التحذيرات، إلا أن الشركات توسعت في الاعلان عن مشروبات الطاقة، وتنافست على استحواذ اكبر شريحة ممكنة من فئات المستهلكين، حتى وصل الامر ببعض تلك الشركات الى حد تسويقه مجاناً على الشباب والمراهقين في أماكن تجمعاتهم المختلفة. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا تقوم الجهات المعنية برقابة صارمة على تلك المنتجات.. ولماذا لا توصي الهيئات الطبية بمنع من كان عمره أقل من 18 سنة من شراء تلك المشروبات، حتى ولو ادى الامر الى بيعه في الصيدليات كما حدث في فرنسا... ‏

ہ اعتقاد خاطئ ‏

.. البدانة، ومشكلات النوم والأرق وبعض الاعراض النفسية وزيادة نسبة السكر في الدم والعصبية والهياج من أهم اضرار تلك المشروبات وهو ما أكدته لنا الآنسة «ليلاس طعمة» اختصاصية التغذية في المركز الاستشاري للتغذية التي تحدثت بداية عن محتويات هذه المشروبات بقولها: تحتوي مشروبات الطاقة على الماء والاصبغة و«الجنسنغ والغوارنا» وهي أعشاب.. بالإضافة الى احتوائها على كمية كبيرة من السكر سريع الامتصاص «جلوكوز» الذي يعطي طاقة عالية، كما أن فيها الكافيين بنسبة كبيرة تتراوح مابين 70 ـ 150 ملغ بكل (240ملليتير). وبعض العبوات تكون اكبر من هذا الحجم فيكون محتوي الكافيين فيها بنسبة اكبر.. وتابعت الآنسة طعمة: وكلنا يعرف ضرر الكافيين، فهو مادة مخدرة تسبب نوعاً من الادمان، وعلبة واحدة من تلك المشروبات تعادل 3 أكواب كبيرة من القهوة.. وهذه الكمية تعطي نوعاً من النشوة وهذا ما يجعل الشباب يشربون تلك المنتجات ولاسيما ايام الامتحانات لاعتقادهم بأنها تحسن اداءهم الذهني.. كما يحرص الرياضيون على تناول تلك المشروبات تسبب القلق بعد فترة تتراوح من 6 ـ 8 ساعات من تناولها، بسبب الكمية الكبيرة من الكافيين، فبعد فترة من الزمن يتسهلك الجسم الكافيين فتقل نسبته في الدم بسبب تخلص الجسم منه، الامر الذي يؤدي الى القلق والارهاق وزيادة العصبية واضطرابات النوم.. وأضافت الآنسة طعمة: هناك ايضاً اضرار تصيب الجملة العصبية ولاسيما عند الأطفال بسبب تنبيه الدماغ بنسب عالية من الكافيين، كما أن الكافيين يخلص الجسم من السوائل المفيدة ويجعله عرضة للجفاف ونقص السوائل.. وكلنا يعلم بأن الماء يلعب دوراً في اكثر من 80% من العمليات الاستقلالية الهضمية.

وأما عن الاضرار التي يمكن حدوثها من جراء زيادة تناول تلك المشروبات فقالت الآنسة ليلاس: ان زيادة تناولها يؤدي الى عدم انتظام في ضربات القلب وبعض الاعراض النفسية والصداع، وقد أكدت الدراسات بأن هذه المشروبات تساهم في ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة السكر في الدم بالإضافة الى زيادة الحموضة بالمعدة ومشكلات تسوس الاسنان. ‏

وقالت الآنسة طعمة لدى سؤالها عن العلاقة بين تلك المشروبات والبدانة المفرطة وزيادة الوزن لاسيما عند الاطفال: بحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية فإن 22 مليون طفل تحت سن الخمس سنوات يعانون من زيادة وزن... كما أن /1/ مليار شخص حول العالم مصابون بزيادة وزن و300 مليون منهم مصابون بالبدانة، وبالنسبة للأطفال فإن تناولهم لهذه المشروبات المحلاة يرفع من خطر اصابتهم بالبدانة بنسبة 60% كما أن تناول حوالي 375 مللتر من هذه المشروبات يحتوي على 150 حريرة. لكن من دون أي مواد مغذية..

لذلك فالأطفال الذين يتناولون هذه المشروبات غالباً ما يتناولون الحليب بالكمية الكافية لبناء هيكلهم العظمي وأسنانهم ما يؤدي الى مشكلات تسوس الاسنان عندهم، كما أن زيادة افراز الحموض المعدية يجعلهم عرضة للقرحات والندبات في المستقبل. وأيضاً هذه المشروبات تؤدي الى مشكلات عديدة للأطفال منها: الاستيقاظ المتأخر في الليل الأمر الذي يؤدي الى شعورهم بالجوع، وبالتالي تناول أطعمة جاهزة وفعلية وغنية بالدهون وهو ما يعرضهم لزيادة الوزن..

والأهم من ذلك ان عملية نمو الاطفال تكتمل اثناء نومهم واستيقاظهم المتأخر يؤدي الى تعطل تلك العملية المهمة. ‏

ولذلك علينا أن نعمل جميعاً كاختصاصيي تغذية وأطباء ووسائل اعلام على مكافحة البدانة وزيادة الوزن عند الاطفال والكبار، واتباع استراتيجية مكافحة المشروبات الغازية المحلاة بالسكر، ومشروبات الطاقة.. وختمت الآنسة طعمة حديثها بالقول: إن بعض الشركات تروج أن بداخل تلك المشروبات فيتامينات ومعادن.. ولكن في الحقيقة ان الجسم لا يحتاج هذه الأنواع من الفيتامينات والمعادن التركيبية والاصطناعية، طالما هي متوفرة في الغذاء الصحي والطبيعي. ‏

الهام العطار
(140)    هل أعجبتك المقالة (127)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي