أصدرت الشبكة السورية تقريرا بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لمجرزة استخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة، الذي يصادف اليوم الجمعة.
وقالت إن نظام الأسد ارتكب ثاني أكبر هجوم بالأسلحة الكيميائية في العصر الحديث، مشيرة إلى أن أهالي الضحايا في الغوطة الشرقية والغربية مازالوا ينتظرون اللحظة التي يقدم فيها مرتكبوا الجرائم إلى العدالة، واستدركت: "لكن للأسف فإن الواقع بعيد تماماً عن ذلك، في ظل حصانة تامة للمجرمين من العقاب حتى الآن على الأقل".
وأضاف تقرير الشبكة أن أبرز ما يُثبت ذلك أن القرار 2118 الصادر في 27/ أيلول/سبتمبر/ 2013 في الفقرة 21 منه ينص بشكل واضح على إنه: (في حالة عدم الامتثال لهذا القرار، بما يشمل نقل الأسلحة الكيميائية دون إذن، أو استخدام أي أحد للأسلحة الكيميائية في الجمهورية العربية السورية، أن يفرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة). كما قرر: (أن استخدام الأسلحة الكيميائية أينما كان يُشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين).
وأوضح أن لجنة التحقيق الدولية المستقلة أشارت في تقريريها الثامن والتاسع إلى أن قوات النظام استخدمت غاز الكلور السام، كما وثقت التقارير الدورية التي تصدرها الشبكة خروقات متكررة للقرار 2118، ولاحقاً للقرار 2209 الصادر يوم الجمعة 6/ آذار/مارس/ 2015.
وذكر التقرير أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان سجلت ما لايقل عن 125 خرقاً للقرار 2118 من بينها 56 خرقاً للقرار 2209، و"هذا يجعل المجتمع السوري يتساءل عن الخط الأحمر وما وراء الخط الأحمر وأين الخط الأحمر؟".
وأردف: "لم نعلم نظاماً حاكماً في العصر الحديث أهان مجلس الأمن عبر عدم الالتزام بقراراته كما فعل النظام السوري، وطالما لا يوجد لدى مجلس الأمن إجماع حقيقي وضغط جدي على النظام الحاكم، فإن نظام الأسد سوف يبقى مطمئناً عندما تبدي الأمم المتحدة قلقها".
واعتبر التقرير أن قتل كل هذا العدد من الأشخاص في يوم واحد دفعة واحدة، وما تبعه من طلب لمجلس الأمن بأن يتم تسليم أداة الجريمة مقابل أن يترك المجرم، يعد من "أكبر مهازل العدالة في العصر الحديث".
وحسب التقرير، "تشعر روسيا بالفخر والكبرياء في المؤتمرات والندوات أنها ساعدت وأنقذت الولايات المتحدة الأمريكية من ورطتها!".
ويقول التقرير "عندما يُطلق غاز السارين في الساعة الثانية فجراً والأهالي نيام ويكون الجو بارد نسبياً وبالتالي يُحقق أعلى نسبة من القتل، فهذا لوحده كافٍ كي يُعطي مؤشراً على مدى فظاعة وسادية مرتكبي هذه الجريمة".
وذكر أن مجزرة الغوطة الشرقية والغربية خلفت مقتل 1127 شخصاً في يوم واحد، بينهم 201 سيدة و107 أطفال (أكثر من ربع الضحايا نساء وأطفال)، كما أصيب ما لايقل عن 9500 شخص، من بين 1127 شخصاً قتل في معضمية الشام الواقعة في الغوطة الغربية 64 شخصاً، بينهم 4 نساء و10 أطفال، مسجلون لدى الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالاسم والصور وبقية التفاصيل.
وأكدت الشبكة أن عمليات توثيق الضحايا استغرقت أشهرا عديدة، بسبب توزعهم على قرى وبلدات ومشافٍ متفرقة، والعدد الكبير للضحايا الذين ماتوا خلال ثلاث ساعات فقط.
ولعل كل ذلك إضافة إلى العدد الهائل للمصابين (9500 مصاب)، حسب التقرير، تسبب في تقديرات مرتفعة لحصيلة الضحايا تصل إلى 1400 شخص بل هناك تقديرات تجاوزت هذه الإحصائية بقليل.
وأشار التقرير إلى أن نظام الأسد استخدم السلاح الكيميائي المحرم دولياً حتى في أوقات الحروب، وخرق قرارات مجلس الأمن، معتبرا أن هذا يعطي إشارة ورسالة إلى جميع المجرمين والحكام الدكتاتوريين حول العالم، لافتا إلى أن "هذا أمر بديهي بالنسبة للمجتمع السوري".
ورأى أن "ما هو أشد فظاعة من ذلك هو صمت وخذلان المجتمع الدولي، وترك المجرم طليقاً يرتكب مزيداً من الجرائم بل ويفاخر بها".
وختم التقرير بأن "هذا أسوأ بكثير"، مستهجنا: "ثم نتساءل من أين يأتي المتشددون؟!".
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية