عقد ثوار مدينة حلب مساء أمس السبت، اجتماعاً مطولاً بين قادة الفصائل الإسلامية وممثلين عن الجهات الشرعية من جهة، وناشطي الحراك السلمي ومدنيين من حلب، لبحث موضوع الخلاف الذي حصل أول أمس الجمعة حين قامت مجموعة مسلحة تابعة لفصائل إسلامية باقتحام حي بستان القصر وإزالة وحرق أعلام الثورة والاعتداء على الناشطين في الحي.
وحضر الاجتماع مسؤول "كتائب العباس" التابعة لحركة "أحرار الشام"، وقائد "كتائب أبو عمارة" وشخصيات مستقلة وشرعيون، وعدد كبير من أبناء مدينة حلب.
واستمر الاجتماع حتى فجر اليوم الأحد، جرى خلاله طرح مواضيع عديدة كان أبرزها موضوع علم الاستقلال الذي يعتبر "علم الثورة"، وحكمه الشرعي وإن كان يعتبر راية تمثل العلمانية أم لا.
وتعهد خلال الاجتماع مسؤول "كتائب العباس" في حركة "أحرار الشام"، القيادي فاروق أحرار، بمحاسبة أي عنصر من عناصره في حال ثبت أنه أساء لعلم الثورة أو لمن يرفعه خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة حلب، مؤكداً على اعتبار علم الثورة راية لا تختلف عن الرايات الكثيرة الأخرى التي ترفع من قبل الفصائل العسكرية.
بدوره أكد قائد "كتائب أبو عمارة"، مهنا جفالة أنه كان وفصيله من أوائل من ساهم برفع علم الثورة في مدينة حلب وريفها، و أن فصيله كان من أوائل الفصائل العسكرية التي تشكلت في مدينة حلب وريفها، متعهداً أيضاً بمحاسبة عناصره الذين قاموا بالإساءة لعلم الثورة ولمن يرفعه.
وجرى خلال الاجتماع الذي حضره مراسل "زمان الوصل" بحث أمور أخرى، منها اتخاذ "كتائب أبو عمارة" موقف المحايد في الحرب التي شنتها الفصائل العسكرية في مدينة حلب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" مطلع العام الماضي، الأمر الذي برره قائد "أبو عمارة" بسد الثغور وتغطية الجبهات التي تركتها الفصائل المشاركة في قتال التنظيم.
وأكد جفالة، أنه وعناصره سيكونون في طليعة المقاتلين لتنظيم "الدولة" في حال تقدمه نحو مدينة حلب ومحاولة اقتحامها.
وفي نهاية الاجتماع الذي امتد من الساعة العاشرة من مساء يوم السبت حتى الساعة الثالثة من فجر يوم الأحد، اتفق المجتمعون على تقديم أسماء الأشخاص المسيئين من كلا الطرفين للجنة قضائية مشكلة من ثلاثة أشخاص توافق عليهم جميع والنظر في إساءتهم ومحاسبتهم بالتنسيق مع قادة فصائلهم الذين تعهدوا بدورهم بمحاسبتهم وفصلهم.
وتوافق الجميع على عدم تكفير من يرفع علم الثورة "علم الاستقلال" أو اتهامه بالعلمانية، وذلك استناداً لفتاوى عديدة أصدرت من قبل أصحاب الاختصاص الشرعي بمختلف توجهاتهم الإسلامية.
كذلك تعهد قادة الفصائل بمنع عناصرهم من المشاركة في المظاهرات بسلاحهم، مؤكدين على ضرورة أن تبقى جميع المظاهرات سلمية ولا يحق لأي طرف الإساءة لأي راية أو علم يرفع خلالها، وضبط الهتافات واللافتات التي ترفع خلالها بحيث لا تكون استفزازية أو عدائية.
حلب - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية