نقل مراسل "زمان الوصل" في دمشق إن فتاة في مخيم اليرموك تدعى "سارة عودة" قضت بطلقة قناص تابع للنظام وذلك عند ذهابها لاستلام المعونة المقدمة من منظمة "أونروا" في مبنى النادي العربي في شارع فلسطين حيث يتم توزيع السلل الغذائية.
وروى أكثر من مصدر في المخيم قصة سارة (25 عاما) التي رفضت البقاء في بلغاريا، وعادت للقاء خطيبها علاء فرحان.
وتحدثت المصادر عن قصة حب عاشها كل من سارة وعلاء امتدت لسنوات تُوجت بزواجهما عن طريق العالم الافتراضي، إذ عقدا قرانهما من خلال "السكايب"، دون أن يُكتب لهما أن يعيشا كزوجين تحت سقف واحد، ولا حتى لدقيقة واحدة. لأن الحصار كان أقوى من اللقاء.
ويقول ناشطون إنه بعد استشهاد الشاب "علاء فرحان" الفلسطيني السوري بتاريخ 28-1-2014 أصرّت سارة على الدخول إلى المخيم بعد استشهاد علاء، ليس لشيء ولكن لتزور قبرالزوج الذي لم يكتب القدر لها أن تعيش معه. وسارت سارة على خطى علاء شريكها، أمس الخميس 19 - 3 - 2015 في تمام الساعة الواحدة بعد الظهر لترتقي بنفس "الرصاصات الحاقدة" لتلم شملها إلى اليرموك، وتلم شملها إلى السماء -بحسب تعبير فنان الكاريكاتير"هاني عباس" الذي أضاف متسائلاً: "أي قصة حب بعد هذه وأي جريمة يقوم بها القتلة والسفلة الذين يحاصرون كل هذا الحب".

أحد أقارب الشهيدين، الذي فضّل عدم ذكر اسمه روى لـ"زمان الوصل" تفاصيل ماجرى قائلاً:"مع تواصل توزيع المساعدات الغذائية على الأهالي في نقطة قريبة من بلدية اليرموك في محور شارع فلسطين يوم أمس، حدث بسبب الازدحام تدافع للنساء الخارجات من المخيم لاستلام كراتين المساعدة، وعندها استغل القناص المتواجد في شارع السبورات الذي يسيطر عليه النظام الفوضى وأطلق النار على النساء، فأصيبت الشابة "سارة عودة" برصاصة في منطقة الأضلاع تسببت بنزيف داخلي استشهدت على إثرها لتلحق بزوجها علاء الذي استشهد -كما يقول قريبه- العام الفائت بشظايا قذائف قرب مخيم اليرموك.
ويضيف بأن الشهيد علاء "مهندس لم يتمكن من إكمال دراسته، بسبب تردي وضعه المادي جراء الأزمة وكان موهوباً بالتكنولوجيا".
وأكد أنهما":"تزوجا على "السكايب" ولم يعيشا معاً كزوجين، وعند اشتداد الأزمة في اليرموك خرجت "سارة" إلى بلغاريا وصمد "علاء" داخل المخيم، وبعد فترة جاء خبر استشهاد علاء بشظايا قذائف داخل المخيم، فقررت سارة العودة إلى المخيم مهما كلفها الأمر.
وتابع قريب الضحيتين:"استطاعت الزوجة الدخول بصعوبة لتزور قبر زوجها الذي لم تعش معه أبداً علماً أن الشهيدة "سارة عودة" تنحدر من بلدة "لوبية -قضاء طبرية"، و"علاء فرحان" من بلد الشيخ- قضاء حيفا في فلسطين المحتلة"، تلك القرية التي دُفن فيها الشهيد السوري القائد "عز الدين القسام"، وسُميت بـ"الشيخ" نسبة إليه مما يشير إلى وحدة المصير بين السوريين والفلسطينيين منذ أيام الثورة ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين.
وأشار المصدر إلى أن الشهيدة سارة أعلنت عن رغبتها في محادثة قديمة على "فيسبوك بوك" أن تُدفن بجانب علاء عندما تموت وقد تحقق لها ذلك إذ دُفنت الى جانب زوجها "علاء" وشقيقه جهاد الذي قضى قبله.
وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين من جرّاء الحرب في سوريا 2698 من بينهم 300 امرأة 25 منهن قضين تحت التعذيب في سجون نظام الأسد.
دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية