وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قيام قوات النظام بقتل 18457 سيدة، وذلك منذ آذار/2011 حتى تاريخ طباعة هذا التقرير، مسجلات لديها بالاسم والصورة والفيديو، ومكان وزمان القتل، وذلك عبر عمليات القصف العشوائي بالصواريخ، والمدفعية، والقنابل العنقودية، والغازات السامة، والقنابل البرميلية، وصولاً إلى عمليات الذبح بالسلاح الأبيض، وذلك في مجازر عدة، حملت طابع تطهير طائفي، آخرها كان في شهري كانون الثاني/ديسمبر، وشباط/فبراير 2015 في ريف كل من دمشق وحلب.
وسجلت الشبكة في تقرير لها، اطلعت "زمان الوصل" عليها، قيام القناصة التابعة لقوات الأسد بقتل 683 سيدة، إضافة إلى 32 امرأة قُتلن بسبب التعذيب داخل مراكز الاحتجاز.
وجاء التقرير الذي عنونته الشبكة بـ"جرف الياسمين" بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يوافق يوم الأحد 8 /آذار، ووثقت فيه معظم الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة على يد الجهات الرئيسية الفاعلة في سوريا.
وقدم التقرير إحصائية للمعتقلات في سجون النظام والتي بلغت ما لايقل عن 6580 امرأة، وذلك منذ بدء الحراك الشعبي، بينهن ما لايقل عن 225 حالة دون سن 18، كما أن هناك ما لا يقل عن 2500 امرأة ما زلن قيد الاحتجاز حتى الآن، بينهن ما لايقل عن 450 حالة في عداد المختفيات قسرياً، تُنكر السلطات السورية احتجازهن لديها، على الرغم من أن روايات الأهالي كافة تؤكد أن قوات النظام هي من قامت بعمليات الاقتحام والاعتقال.
واعتمدت منهجية التقرير على أرشيف الشبكة السورية لحقوق الإنسان في توثيق الضحايا والمعتقلين والمختفين قسرياً، عبر عمليات التوثيق والرصد اليومية المستمرة منذ عام 2011، إضافة إلى استعراض 6 روايات ولقاء من بينهن ناجيات من عمليات خطف واعتقال.
ورصد التقرير مقتل 31 امرأة على يد القوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، قُتل أغلبهن عبر عمليات القصف العشوائي.
كما أشار إلى الاعتقالات التي طالت النساء والقاصرات بشكل كبير في مناطق سيطرة قوات حماية الشعب الكردية من أجل عمليات التجنيد الإجباري، والتي بلغت 43 امرأة و24 طفلة دون سن 18 عاماً في عام 2014 فقط.
وحسب التقرير، فإن تنظيم "الدولة" قتل 159 امرأة، بينهن أربع نساء قُتِلنَ رجماً بالحجارة حتى الموت، على خلفية اتهامهن بالزنا، وذلك في كل من دير الزور، والرقة، وريف حماة الشرقي.
وفي سياق استعراض التقرير لانتهاكات التنظيم أشار إلى أن المرأة في المناطق التي يسيطر عليها ملزمة بالقوانين التي يفرضها، حيث أنشأ سجوناً خاصة بالنساء تُشرف عليها عاملات تابعات للتنظيم، أغلبهن من المتزوجات من مقاتلي التنظيم في حين بلغ عد المعتقلات اكثر من 520 سيدة، بينهن عدد كبير من الناشطات في مختلف المجالات.
ووثق التقرير أيضا الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم "جبهة النصرة" الذي قتل بحسب التقرير 60 سيدة منذ بداية تأسيس الجبهة في 24/كانون الثاني/ديسمبر/ 2012 حتى تاريخ طباعة هذا التقرير.
وتطرق التقرير إلى توثيق الانتهاكات التي قامت بها فصائل المعارضة المسلحة حيث بلغ عدد الضحايا من السيدات 427 امرأة على يد فصائل مختلفة تتبع للمعارضة المسلحة، سقط معظمهم بالقصف العشوائي الذي تُنفذه على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وبشكل خاص عبر عمليات القصف باستخدام قذائف الهاون العديم التمييز، في حين بلغ عدد المعتقلات 875 امرأة، في مناطق سواء كانت خاضعة لسيطرة القوات الحكومية أو مناطق تخضع لسيطرة المعارضة، بينهن 235 تحت سن 18 عاماً.
وطالب التقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن توسع تقاريرها فيما يتعلق بالانتهاكات بحق النساء داخل سوريا، كما طالب المقررين الخواص المعنيين بحالة حقوق الإنسان في سوريا التركيز بشكل أكبر على عمليات الاختفاء القسري والتعذيب والاعتقال والقتل لدى النساء.
واعتبر التقرير كافة الدول التي تساعد وتمد النظام بالأموال والسلاح والميليشيات متورطة بشكل كامل في الجرائم الواردة فيه، وكذلك الدول التي تدعم جماعات مسلحة قد ثبت تورطها في ارتكاب جرائم حرب.
كما أكد على وجوب قيام للمجتمع الدولي بإعادة تفعيل الوصول إلى حل سياسي، يوقف شلال الدماء اليومي، ويضمن محاسبة المجرمين.
وقال فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان: "قدمت المرأة السورية في العصر الحديث عبر أربع سنوات مالم يقدمه غيرها من كل نساء العالم، بالرغم من ذلك نرى تقصيرا شديدا في تصوير معاناتها من جهة، وتضحياتها وبطولاتها الأسطورية من جهة أخرى".
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية