سخّر نظام بشار ومن قبله والده حافظ قسطا لا يستهان به من موارد سوريا؛ لشراء ذمم وتكوين كتائب من المرتزقة الإعلاميين والنقابيين والأكاديميين وغيرهم، مهمتهم الأولى تلميع صورة النظام وتسويغ انتهاكاته، مغلفين آرائهم بغلاف "الحيادية"، ما جعل أمرهم ملتبسا على الكثيرين، ممن خدعوا بهم.
لكن قيام الثورة السورية وتطاول أمدها كان كفيلا بإسقاط أقنعة كثير من أولئك المرتزقة، الذين أجبروا على وضع معظم أوراقهم فوق الطاولة، وبات دفاعهم عن نظام بشار سافرا ومباشرا، مستغلين وسائل التواصل الاجتماعي، ليمارسوا تضلليهم بلغات مختلفة.
"Ivan Sidorenko" واحد من أولئك المرتزقة الذين أوقفوا حسابهم على تويتر لنقل وترجمة معظم الأخبار التي تبثها الصفحات المؤيدة، وتقديمها للجمهور الذي يقرأ بالإنجليزية على أنها حقائق لاتقبل الجدال.
" Sidorenko" الذي يضع على حسابه علم أمريكا، خصص جل وقته وتغريداته التي ناهزت 18 ألف تغريدة لنقل الأحداث من سوريا، بنفس عبارات ومصطلحات النظام، متجشما عناء ترجمتها إلى الإنجليزية، ما يعطي لهذا الجهد المبذول بعدا يتخطى مجرد الاهتمام بالأحداث، ناقلا إياه إلى خانة "الخدمات مدفوعة الأجر" التي يسدد بشار الأسد وأجهزته فواتيرها من خزينة البلاد.
ورغم أن " Sidorenko" يضخ في حسابه يوميا قرابة 25 تغريدة، ما بين خبر ومقطع وصورة، مترجما فحواها إلى الإنجليزية، فإن كل تعليقاته تنضح بتأييده الفج، بينما تكشف بعض التعليقات الأخرى عدم إلمامه بما ينقل، وقلة خبرته، ما يعزز كونه مرتزقا باحثا عن المال، وليس ناشطا "أجنبيا" يبحث عن الحقيقة، كما يعزز فرضية كونه مواطنا غير عربي، ومن ذلك ما رصدته "زمان الوصل" في إحدى أحدث تغريداته التي يتحدث فيها عن مقتل قائد إحدى الكتائب الجهادية، واسمه "حسين مجري"، القائد العسكري لكتيبة فرسان الخلافة، في معارك ريف حلب الأخيرة.
وقد ترجم " Sidorenko" التغريدة التي نقلها عن إحدى الصفحات الموالية ببلاهة وسذاجة منقطعة النظير، لتخرج معه على أنها مقتل مرتزق هنغاري!!، (the death of a militant "hungarian military commander" by SAA NDF today north of aleppo).
ويقال إن لـ" Sidorenko" حسابا آخر على فيسبوك، يستخدمه في التضليل الإعلامي ونقل أكاذيب النظام، كما يحاول التعليق بواسطته على صفحات محسوبة على المعارضة والثورة، مغلفا بعض آرائه بغلاف "الحيادية".
وعلى العموم فإن " Sidorenko" لايعدو أن يكون واحدا من أبواق النظام الذي أجّرهم بشار للدفاع عنه، وحرص على أن يكونوا موزعين على أكثر من بلد، لاسيما بلدان الغرب، في محاولة منه لإيصال صوته ورسائله ونقل رؤيته إلى مجتمعات تلك البلدان، مستغلا بعدها المكاني عن موقع الحدث، وقلة معرفتها بشؤون المنطقة.
وسبق لـ"زمان الوصل" أن كشفت عددا من رموز تلميع النظام، ومنهم أعضاء حزب "ويكليكس" الأسترالي، وفي مقدمتهم الأكاديمي "تيم أندرسون" الذي يدبج مقالات الدفاع عن بشار في الصحافة الأسترالية.
وقد نبشت "زمان الوصل" في حاضر "أندرسون" وتاريخه، مثبتة انتماءه لمجموعة متشددة نفذت أول عمل إرهابي عرفته أستراليا عام 1978، كما يعرض التقرير التالي.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية