شكلت الضربة التي تلقاها بشار الأسد في عقر داره اختراقا أكثر من استثنائي، ضمن هذه البلدة التي تعد بمثابة "جيتو أسدي" مغلق ومحصن بأشد أنواع التحصينات الأمنية، التي تمنع الاقتراب منه فضلا عن تجاوزه.
ففي يوم السبت 21 شباط كان موعد المقاتل عبد المعين الحريري مع عملية لم يسبقه إليها أي سوري، نظرا لما تحمله من صعوبات ومخاطر، ولما تختزنه من رمزية، ولما تحتاجه من قوة إرادة للدخول إلى قلب "عرين الأسود" كما يحلو للقرداحيين والموالين أن يسموا القرداحة.
لم يُعرف بعد كيف اجتاز "الحريري" كل الحواجز الأمنية والعسكرية التي تمتد على الطريق إلى القرداحة، وتلك التي تتوزع على مداخلها، فضلا عن جواسيس النظام وأعوانه الظاهرين والمتخفين، والأغلب أن تفاصيل التسلل "الناجح" قد دفنت مع "الحريري"، إذ ليس من مصلحة الجهة التي أرسلته أن تكشف عن طريقة التخطيط والتنفيذ، كما إنه ليس من مصلحة النظام أن يتحدث عن أي تفاصيل، تفضح ضعف إجراءته في عيون مواليه، أو تكشف تعرضه للاختراق في مكان لايقل حساسية عن "القصر الجمهوري".
كل ما تكشف حتى هذه اللحظة أن "الحريري" ابن بلدة تلمنس الإدلبية، نفذ ما عجز كثير عن مجرد التفكير به، بوصفه مستحيلا نظريا وعمليا، فاستطاع هذا الشاب أن يعلق الجرس في رقبة الأسد داخل "عرينه".. وأي جرس!
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية