أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كنيسة قلب لوزة... درة الكنائس البيزنطية في سوريا

كانت قلب لوزة مأهولة في القرن العاشر الميلادي - زمان الوصل

تُعتبر كنيسة "قلب لوزة" درة الكنائس السورية البيزنطية في سوريا، ومن أجملها على الإطلاق، نظراً لما تتمتع به من جماليات معمارية وغنى بالزخارف والتكوينات. 

وهي تقع ضمن مدينة قلب لوزة الأثرية في جبل باريشـا، وتبعد عن مدينة إدلب شمالاً بـ 50 كم وعلى مقربة من طريق عام معرتمصرين-حارم، وسميت هذه الكنيسة التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس وبداية السادس الميلادي بـ "قصر لوزة" وأحياناً "قلب لوزة" أما المؤرخ الغزي فقد ذكرها باسم قلب لوزة، ولكن بعض الباحثين أطلقوا عليها تسمية (كاتدرائية).


وتعتبر"قلب لوزة" من أولى الكنائس التي يكون فيها الجناح الرئيسي محمولاً على ركائز متينة ضخمة بدل الأعمدة ترتكز عليها ثلاثة أقواس نصف دائرية غاية في الجمال والإبداع الزخرفي، ومن المميزات التي تميز بناء الكنيسة بالأقواس الكبيرة القائمة على الدعائم، ما يؤمن الالتحام الوثيق مع الأقسام العلوية في الكنيسة والتي يقع ثقلها على دعائم متينة وبالتالي ينتقل وزن السقف إلى الأقواس بطريقة الكتيفات المحمولة على أعمدة صغيرة متوضعة على كتيفات أخرى ما يؤمن مقاومة كاملة للهزات الأرضية المتواترة، وهذا يفسر حفاظها على الشكل العام الأنيق حتى وقتنا هذا. 

ومن مميزات كنيسة قلب لوزة الإضاءة الموظفة بشكل مدهش، ففي كل جدار من جداري الجناحين الجانبيين لها تسع نوافذ. وفي الجناح الرئيسي جداران بينهما فرق منسوب وفي كل منهما إحدى عشرة نافذة، فالكنيسة ليست غارقة في النور المتدفق من كل هذه الفتحات بل يتوزع النور فوق ذلك بانسجام بفضل اتساع الأقواس.

كانت قلب لوزة مأهولة في القرن العاشر الميلادي وتقام في كنيستها الاحتفالات الدينية بدليل أن الروم البيزنطيين احتلوا هذا الجزء من سوريا في القرن العاشر واستولوا على بازليك القرية، وحولوا استعمال الطقس السرياني إلى الطقس الملكي البيزنطي واستمرت حتى القرن الثاني عشر ميلادي.

يبلغ طول بناء الكنيسة 25 متراً وعرضها 15متراً، وهي ذات صحون ثلاثة وتتألف من أروقة على الجانبين مزينة بزخارف جميلة، ويعلوها أعمدة وتيجان، ويحيط بها سور من الحجر الكلسي الكبير. 
وتتألف الكتلة الإنشائية لكنيسة قلب لوزة من:

1- الرواق أو الدهليز: وهو الممر المسقوف أمام الكنيسة.
2- الصحن: وهو المكان المخصص لاجتماع الناس في الكنيسة، ويمتد من الباب حتى قدس الأقداس.
3- بيت القدس أو الهيكل: وهو في وسط الكنيسة، وفيه يقام المذبح. 
4- غرفة الشهداء: وهي الغرفة الجنوبية من البناء. 
5- غرفة الشمامسة: أو غرفة الخدم المحاذية للمذبح من جهة الشمال. 

ويضم بناء الكنيسة العديد من الشبابيك (النوافذ) والأبواب من جميع الجهات، لعل أجملها الواجهة الجنوبية التي تضم ثلاثة أبواب كانت تتقدمها مظلة تستند على عمودين أحد الأبواب للرجال والآخر للنساء، والثالث يتصل بالغرفة الجنوبية الخاصة بالشهادة (المرتيريون) مما يدل على كونها كنيسة حج، وأجمل الأبواب أوسطها الغني بالزخارف ونحت فوق الباب باللغة اليونانية اسما الملاكين ميخائيل وجبرائيل، وتحتهما بقايا رسمي الملاكين، وتحيط بالباب عدة براويز من الزخارف الجميلة، والواجهة الشمالية كانت مشابه للواجهة الجنوبية ولكن أزيل جزء منها.

زمان الوصل - خاص
(236)    هل أعجبتك المقالة (297)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي