أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قبرص تنذر لاجئين سوريين وفلسطينيين بالإخلاء لامتناعهم عن البصمة

إخلاء مخيم للاجئين السوريين في قبرص - نشطاء

أنذرت السلطات القبرصية اللاجئين السوريين والفلسطينيين لامتناعهم عن بصمة اللجوء، بإخلاء خيامهم في مخيم "بورنارة" أمس الجمعة كحد أقصى، وأفاد ناشطون أن "سكان المخيم الذين تم إخلاؤهم، وكلهم سوريون، في حالة انهيار تام يبكون في الشوارع منذ تلقيهم خبر الإخلاء". 

وتضمن قرار الإخلاء الذي تداوله ناشطون خمسة بنود تحت عنوان "التنبيه الأخير"، وهي أن اليوم الأخير للمخيم هو يوم غد الجمعة والساعة الـ3 تحديداً. 

وفي ثاني البنود يجب على الجميع الانتهاء من معاملات اللجوء أو الفيزا المؤقتة بأسرع صورة ممكنة.
وتضمن القرار أن على الذين تقدموا بمعاملات اللجوء نقلهم إلى مخيم "كوفينو" غداً الجمعة.

ويختتم القرار بتحديد آخر مهلة للذين تقدموا بمعاملات الإقامة المؤقتة للإقامة بمخيم "كوفينو" هي الجمعة 6/ 1ـ 2015/ موضحا أن على الذين لم يتقدموا بأي إجراء مغادرة المخيم صباح الجمعة. 

وروت المتطوعة الإنسانية في شؤون اللاجئين "فاطمة جابر" لـ "زمان الوصل" تفاصيل عن أوضاع اللاجئين في المخيم المذكور، وظروف لجوئهم قائلة: "دخل اللاجئون إلى قبرص بتاريخ 26/9/2014 بعد أن أنقذهم القبارصة لأن السفينة التي كانوا على متنها تعرضت للغرق حيث، وكان على متنها 350 لاجئاً بين سوريين وفلسطينيين، مشيرة إلى أن السوريين تم إيواؤهم في مخيم "كوكينو" القبرصي. 

وأكدت نقلاً عن لاجئين داخل المخيم أن "مدير المخيم والذي يدعى جون كان يجمع الأولاد ويقول لهم: (أنا ربكم) وأضافت أن "هناك عائلات منكوبة وحالات نصب واحتيال وجرائم سرقة وقتل حصلت بحقهم داخل الكامب".

وأردفت أن الطبابة شبه معدومة داخل المخيم، مع العلم بأن الطبيب المشرف على الكامب يهودي.

وعن خلفية قرار الإخلاء أوضحت الناشطة فاطمة جابر أن "الحكومة القبرصية أصدرت يوم الأمس الخميس 15/1/2015 قراراً بإخلاء المخيم، وتم تنفيذ القرار الجمعة 16/ 1/ 2015، حيث بدأت الحكومة القبرصية منذ الصباح الباكر بإزالة الخيام من الكامب ورمي العائلات إلى الشارع –حسب ناشطين داخله- وألمحت جابر أن "المخيم الذي تم إخلاؤه خاص باللاجئين السوريين الذين سينامون بالعراء هذا اليوم".

وأوضحت جابر نقلاً عن لاجئين داخل المخيم أن "سبب الإخلاء هو الضغط عليهم من أجل أن يبصموا "بصمة اللجوء" في دولة قبرص مضيفة أن "هذا اللجوء إذا كان لجوءاً تاماً لا يخوّلهم الحصول على الجنسية القبرصية، وإذا كان لجوءاً جزئياً فهم ملزمون بكافة متطلبات الحياة ولا تخولهم شروط اللجوء الخاصة هناك حتى الوصول إلى قبرص التركية". 

وأكدت الناشطة "فاطمة جابر" أن معظم اللاجئين الذين قادتهم أقدارهم إلى قبرص وتم النصب عليهم من قبل المهربين، لم يتمكنوا حتى من دفع أجرة منزل مشترك مع عائلات أخرى، منوّهة إلى أن "الوضع الإنساني والنفسي سيء للغاية.

ولفتت إلى أن "بعض الرجال الذين هربوا مع أفراد عائلاتهم جميعاً يبكون في الشارع كالأطفال من شدة الحيرة التي هم بها وماهم فاعلون". 

وأشارت الناشطة "فاطمة جابر" إلى أنه "بعد التواصل مع الحكومة التركية من قبل الهيئة الفلسطينية وممثلي اللاجئين الفلسطينيين والسوريين هناك أثناء متابعتنا لمعتقلي "كرموز" في مصر رفضت نهائياً استقبال أي لاجيء فلسطيني غادر أراضيها مهما كان السبب. 

ورفضت معاملتهم كما تعامل اللاجئين السوريين إلا إذا كانوا على أرضها، فلا يحق لهم الخروج والدخول إلى تركيا متى أرادوا وبلا فيزا، وإذا تم احتجازهم بأي بلد لا تسمح لهم بالعودة إلى أراضيها كاللاجئين السوريين".

وألمحت الناشطة "فاطمة جابر" إلى أن "قرار الإخلاء غير معروف إن كان فردياً أم جماعياً، وهل يخص مخيم "بورنارة" فقط أم جميع المخيمات في قبرص، مشيرة إلى أن "سفير فلسطين في قبرص تدخل من أجل منحهم فرصة أطول للبقاء، فتم التمديد لهم لمدة أسبوع على أمل طلب اللجوء في قبرص".

وبالنسبة للاجئين السوريين الذين تم هدم مخيمهم توقعت الناشطة "فاطمة جابر" أن يتم ترحيلهم إلى تركيا مضيفة أن "المشكلة تتعلق باللاجئين الفلسطينيين وإلى أين سيكون مصيرهم".

وتتمثل هذه المشكلة -حسب محدثتنا- في أن "اللاجئ الفلسطيني مسجل بقيود الأمم المتحدة والأونروا، وهو لاجئ بالأصل تتعامل هذه الدول معه من الجانب السياسي وليس الإنساني على الرغم بأنها لا تتعامل معه كلاجئ سياسي أيضاً".

وأردفت أن"تعقيدات اللاجيء الفلسطيني جعلته الأكثر خسارة في كل الظروف سواء بقي داخل سوريا أو خارجها".

يذكر أن عدد اللاجئين داخل مخيم "بورنارة" يبلغ حوالي 345، بينهم 240 فلسطينياً، كانوا جميعهم على متن سفينة متوجهة إلى إيطاليا، قبل أن تجبرهم البحرية القبرصية على دخول أراضيها بعد إنقاذهم من حادثة غرق تلك السفينة قبل أكثر من شهر. 

وكان معظم هؤلاء اللاجئين قد رفضوا تقديم طلبات اللجوء في قبرص بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة فيها، في حين تقدم العديد منهم بطلبات لجوء إنساني. 

وتوجه لاجئو المخيم المذكور بمناشدات للمنظمات الدولية ولسفارة السلطة الفلسطينية في قبرص، لوضع حد لمعاناتهم وظروف إقامتهم الصعبة داخله.

فارس الرفاعي- زمان الوصل
(243)    هل أعجبتك المقالة (217)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي