أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الطبل بـ"جوبر" وبشار في "الزبلطاني" وجنوده قتلى وجرحى بالعشرات على وقع جولته

بشار الأسد في الزبلطاني

فيما يطوي عام 2014 صفحته الأخيرة، تحل خواتيم ثقيلة على مناطق ريف العاصمة، كما تزداد أعباؤها على النظام نفسه الذي فشل مجددا في تأمين العاصمة دمشق وتحقيق نصر معنوي لمؤيديه كما وعدهم بالسيطرة على حي جوبر بحلول بداية العام الجديد، والذي أفشلته كتائب الثوار عبر إحباطها أمس الأربعاء لأعتى هجمات النظام استماتة للسيطرة على الحي المدمر.

بينما بثت وسائل إعلام وصفحات موالية مقطعا لزيارة بشار الأسد لجنوده على ما قيل إنها إحدى جبهات جوبر، ظهرت لوحة لمديرية النقل في محافظة مدينة دمشق تؤكد أن الصورة في منطقة "الزبلطاني"، حيث تقع المديرية، كما هو معلوم لدى معظم أهل العاصمة.

ونقلت صفحة مؤيدة عن مصدر طبي أن اليوم نفسه الذي شهد جولة بشار على حواجز جنوده وميليشياته، اعترافا بسقوط 9 قتلى و85 جريحا من "قوات الجيش والدفاع_الشعبي" نتيجة العمليات العسكرية في حي جوبر يوم أمس.

وذكر المصدر الطبي -حسب الصفحة المؤيدة- أن الإصابات تفاوتت بين الخفيفة إلى الشديدة.
وفي السياق نفسه، أحصى "المكتب الإعلامي لحي جوبر" أمس الأربعاء نحو 20 غارة جوية ونحو 14 صاروخ أرض-أرض، إضافة إلى قصف مدفعي غير مسبوق، تزامن مع محاولة قوات النظام مدعومة بميليشيات طائفية -منذ الصباح الباكر- لاقتحام الحي عبر ثلاثة محاور، وكان مصيرها الفشل وقتل عدد من جنوده إضافة إلى تدمير دبابة تابعة لجيش الأسد.

الأمر الذي انعكس بشكل واضح على الوضع الأمني في منطقة العباسيين المجاورة لحي "جوبر"، عبر انتشار قوات النظام على مداخل الحي ووضعهم الحواجز الإسمنتية واستنفار غير اعتيادي لأطقم الإسعاف والقوات الأمنية هناك.

ليس بعيدا عن "حي جوبر"، كان للغوطة الشرقية "نصيب الأسد" من الانتهاكات ومحاولات متعددة الكم والنوع لم تتوقف لإخماد جذوة تهدد النظام في العاصمة، بداية بـ"زبدين" وخلايا النظام التي كانت تسعى لقلب الطاولة على ثوار البلدة من الداخل، قبل معالجتها والقضاء عليها، مرورا بـ"دوما" و"حرستا" و"سقيا" و"عربين" وغيرها، وشهدائها الذين يتساقطون يوميا على يد الطيران وقذائفه البرميلية والصاروخية وغاز الكلور والصواريخ المستوردة من مختلف البلدان لقتل المحاصرين هناك، والتي ازدادت طردا مع اقتراب العام من نهايته.

تختلف أشكال وطرق الإبادة التي ينتهجها النظام ضد المحاصرين، فرغم كل ما سلف إلا أن سياسة الحصار والتجويع تبقى هي الأشد وطأة على من يعيشها، حيث وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" خلال شهر كانون الأول /ديسمبر، أسماء 23 من شهداء الحصار في بلدات شرق العاصمة.

حصار كان لمناطق جنوب العاصمة نصيب كبير منه، وهي المثقلة بإرث عريق من الحصار وتبعاته، والذي اشتد في منتصف هذا الشهر، ليضحى اليوم رغيف خبز حلم يراود مخيلة أطفال اليرموك والحجر الأسود والتضامن وجوارهم.

لم يسلم بيت النظام وحصنه من هذه المآسي، فاليوم تزدحم طوابير السيارات لمئات الأمتار على أبواب محطات الوقود، فيما "تسرح وتمرح" دباباته وآلياته العسكرية شمالا وجنوبا مستنزفة مستودعات ضخمة من الوقود اللازم لتشغيلها، في مفارقة غريبة لمأساة الطوابير أمام محطات الوقود.

وتعج مواقع وصحف معارضة وقبلها مؤيدة، بالحديث عن أزمة الغاز عبر رسوم كاريكاتورية ومقالات مستهزئة بما وصل إليه الحال، ويزداد الوضع الأمني ترديا حيث تتصاعد مشاهد اقتياد الشبان كرها للقتال دفاعا عن عرش الأسد، عبر مداهمات أمنية تستهدف أحياء العاصمة، قد لا تسلم منها الفتيات أحيانا، فيما لو أعجب منظر أحدهن ضباطا في هذه الحملات. 

وليس آخرا بعودة شبح التقنين الكهربائي الذي وصل لأكثر من 10 ساعات يوميا في أرقى مناطق العاصمة.. في مشهد يختصر كثيرا حال النظام وعجزه عن تأمين أبسط مستلزمات عيش القابعين تحت حكم جيشه.

أبو عبدالله الحوراني - دمشق - زمان الوصل
(117)    هل أعجبتك المقالة (131)

ميخائيل سلمون

2015-01-01

يجب تصحيح العنوان بحيث يكون " العرس بجوبر والطبل بالزبلطاني.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي