أصدرت جهة أكاديمية تركية "توصية" للحكومة والشعب من أجل "الاستعداد نفسيا"؛ لتقبل فكرة توطين قرابة مليوني سوري لجؤوا إلى تركيا، على خلفية حرب نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري.
وجاءت التوصية ضمن تقرير أعدته جامعة "حاجتبه" التركية، مشيرا إلى أن على الأتراك تقبل احتمال استيطان 1.6 مليون لاجئ سوري، وعدم عودتهم إلى سوريا.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي "نعمان كورتولمش" وهو المسؤول الأعلى عن ملف اللاجئين السوريين، قال في وقت سابق: "على الأغلب علينا أن نعتاد على أن نعيش معا –أي الأتراك والسوريون- في تركيا".
وقارنت الدراسة وضع اللاجئين السوريين الذين يقيمون في تركيا خارج المخيمات، بحال الأكراد الذين سبق تهجيرهم من جنوب شرقي البلاد خلال تسعينات القرن الماضي، فانتقلوا إلى غربها، وإلى اسطنبول خصوصا، حيث أصبح عدد الأكراد المقيمين في هذه المدينة وضواحيها أكبر من عددهم في دياربكر (معقل الأكراد الأبرز)، ولم تعد مسألة عودة الأكراد مطروحة عودتهم إلى مدنهم الأصلية، رغم وجود قوانين المحفزة على ذلك.
وأشارت الدارسة إلى أن حوالي 13% من اللاجئين السوريين في تركيا يقيمون في المخيمات، ولكن البقية اعتادت على الإقامة في المدن وأسست لنفسها وسطا تعيش فيه وعلاقات اقتصادية واجتماعية وهي تقبل على تعلم اللغة التركية، وقد شجعها على ذلك "حسن الاستقبال الشعبي وعدم ظهور موجة رفض اجتماعية كبيرة ضدهم".
ورأت الدراسة أن الحل في سورية ليس قريبا على ما يبدو وإعادة الإعمار ستأخذ وقتاً، ولذلك فإن أي عائلة سورية رتبت أوضاعها على العيش في تركيا عدة سنوات، سيكون من الصعب دفعها للعودة إلى سورية بعد هذه الفترة.
وخلافا للمتوقع، كشفت الدراسة أن معدلات البطالة انخفضت في المدن الذي استقبلت أكبر موجات لاجئين في الجنوب مثل كيليس وغازي عنتاب، بينما ارتفعت البطالة في مجمل تركيا عموماً بسبب الوضع الاقتصادي.
ويقيم 100 ألف سوري في مدينة كيليس التركية الحدودية التي لا يتجاوز عدد سكانها الأصليين 80 ألفاً. وتراجعت البطالة فيها من 13 إلى 8%، بينما تشير الإحصاءات إلى أن عدد السوريين في إسطنبول يقارب حوالي 700 ألف، 330 ألفا منهم مسجلون رسميا.
ومن بين 81 محافظة تتكون منها تركيا، هناك فقط 9 محافظات لا يقيم فيها سوريون.
وكالات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية