تمثال "مسخ" لجندي من جيش النظام يثير امتعاض الموالين، ويجدد يقينهم بفساد نظامهم

أثار تمثال منصوب في إحدى الساحات امتعاض شريحة غير قليلة من المؤيدين لنظام بشار الأسد، رغم أن التمثال يجسد جنديا من "الجيش"، الذي يتغنى هؤلاء بـ"بطولاته"، ويقدسون كل شيء ينتمي إليه، حتى ولو كان "البوط" الذي يرتديه.
اعتراض المؤيدين وامتعاضهم، جاء على خلفية تجسيد "النحات" للجندي بصورة بدت كاريكاتورية، أكثر منها تمجيدية، واكتمل هطا الاستياء مع نصب التمثال وسط إحدى ساحات جبلة، المنطقة الأكثر ولاء للنظام، وصاحبة الرصيد الأكبر من القتلى الموالين بين مختلف المدن السورية، قياسا إلى عدد سكانها.
ومن ناحية أخرى، أثبت التمثال الهزيل للمؤيدين مرة جديدة مقدار الفساد الناخر في مفاصل نظامهم، والذي نجم عنه التعاقد مع شخص لايملك أدنى مقومات النحت؛ ليخرج "الجندي" من تحت يديه أشبه بشخوص الأفلام الكرتونية، أو ألعاب الفيديو المخصصة للأطفال في نسخها القديمة.
ويبدو أن الميزانية التي أدرجت في المستندات الرسمية لتشييد هذا"الصرح" قد سرق معظمها، ولم يتبق سوى مبلغ قليل أفرز هذا التمثال المسخ بحجمه وأبعاده.
ويعلم الموالون قبل غيرهم، أن رجال النظام ومسؤوليه هم أكثر من تاجروا وما زالوا بمأساة الجيش، فتسابقوا تحت مسمى "الوطنية" إلى تدشين اللوحات والتماثيل التي تدور حول "بطولات" الجندي، ورصدوا لذلك مبالغ طائلة سرقوا معظمها، فيما نأوا بأنفسهم عن أي دعم مباشر أو حقيقي لهذا الجندي جريحا أو معاقا أو منهكا من البرد والجوع، باعتبار أن هذا الدعم لايوفر لهؤلاء المسؤولين فرصة "لحس الأصبع"، وهو المصطلح السائد لدى الفاسدين كناية عن تجيير مخصصات أي مشروع لجيوبهم.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتاجر فيها مسؤولو النظام بـ"الوطنيات"؛ ليملؤوا جيوبهم بمزيد من الأموال، فمنذ عهد الأسد الأب مرورا بالابن، تتوالى السرقات باسم التأييد لـ"قائد الوطن" وجيشه، ولعل أكبر عملية نصب وسرقة في هذا الباب، تلك التي حصلت عند مقتل "باسل الأسد" مطلع 1994، حيث لم يتأخر مسؤولو النظام كبارا وصغارا عن استئجار الرسامين والخطاطين والنحاتين، وشراء أطنان من الدهانات والقماش وغيرها، لتجسيد أعمال تخص "الرائد الركن الشهيد المظلي"، هذا عدا عن أطنان القهوة المرة والضيافات التي هدرت في "خيم العزاء" بـ"فقيد سوريا"، وتم توثيقها بفواتير مليارية ذهب الجزء الأعظم منها إلى جيوب أصحاب "الحس الوطني"، ومن عاونهم من "المتعهدين" طبعا.
جبلة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية