تعتبر مشكلة المخدرات في الوقت الراهن من أكبر المشكلات التي تعاني منها دول العالم لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية. لقد أصبحت المخدرات متفشية في كل أنحاء العالم نظراً لتنوع المخدرات وانتشار تجارتها بصورة واسعة فيقع الإنسان فريسة الإدمان من جهل وضعف الوازع الديني مما ينتج عنه أثار وأضرار خطيرة على صحة الفرد والمجتمع، ومن هنا احتلت مشكلة الادمان مساحة واسعة من دائرة الاهتمام العام لأنها تتعلق اساسا بالشباب وتمس مستقبل البلاد وقد عملت وزارة الصحة ومديرية صحة دمشق على تقديم الخدمات العلاجية والرعاية الصحية المجانية لمرضى الإدمان والأمراض النفسية عبر المرصد الوطني لرعاية الشباب وللحديث عن المرصد وما يقدمه من خدمات التقينا السيدة اليسار علي فندي معاون رئيس المرصد الوطني لرعاية الشباب التي قالت : افتتح المرصد الوطني لرعاية الشباب وهو مشفى متكامل تخصصي لعلاج الإدمان من المخدرات والكحوليات في الشهر الثالث من عام 2003م وأصبح من أولويات وزارة الصحة التوجه الى هذه الشرائح المستهدفة للعمل على تقديم العلاج المجاني لها وأيضاً التوعية الإعلامية والصحية للتعريف بأخطار تعاطي المواد الضارة بالعقل عن طريق الإعلام المرئي والمقروء والمسموع ليكون كل يوم من السنة هو اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وكان التعاون بنّاءً مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى بحيث أقيمت دورات تدريبية للكوادر المتخصصة للكشف وطريقة التعامل مع المرضى المدمنين.
وكان شعار وزارة الصحة بأن المدمن يعتبر مريضاً ويجب علاجه وتقديم المساعدة الطبية له وأيضاً اجراء الدراسات النفسية والاجتماعية عليه لنتمكن من معرفة الثغرات النفسية والاجتماعية التي يمكن أن يتبجح بها المدمن ليبرر استعماله لهذه المواد.
وأشارت السيدة فندي الى ان إدمان المخدرات يقصد به التعاطي المتكرر لمادة مخدرة أو أدوية لمشتقات مواد مخدرة، حيث يكشف المتعاطي عن انشغال شديد بالتعاطي، كما يكشف عن عجز أو رفض للانقطاع، وكثيراً ماتظهر عليه أعراض عضوية أو نفسية إذا ما انقطع عن التعاطي، وتصبح حياة المدمن تحت سيطرة التعاطي لدرجة تصل الى استبعاد أي نشاط آخر، ويكون تأثيرها مدمراً للفرد والمجتمع.
وعن العوامل الأساسية التي تساهم في دفع الشباب الى الإدمان.
قالت: تعود تلك العوامل الى الوسط الاجتماعي الذي يوجد ويعيش فيه هؤلاء وتبين الدراسات والبحوث أن أصدقاء السوء هم دافع أساسي للإدمان، اضافة الى عوامل تتعلق بالشباب انفسهم وتتمثل في الرغبة في مجاراة الأصحاب، حب الاستطلاع والتقليد، وجهل بماهية المخدر.
ويضم المرصد الوطني لرعاية الشباب عيادة خارجية تستقبل المرضى المدمنين بإشراف اختصاصي بالأمراض النفسية، ويتم تنظيم إضبارة علاجية تقف على القصة الادمانية والشخصية والعضوية للمريض ، ويتم فحصه عضوياً وإجراء الاستقصاءات والفحوصات المجدية اللازمة، وإجراء الاستشارات العضوية في حال استوجبت ذلك، قلبية أو هضمية أو صدرية نسبة لما يحدث من أذيات عضوية في هذا المجال من استعمال المواد المخدرة، ويكون دخول المرضى المدمنين طوعياً الى المشفى ومجاناً
ويضم القسم الداخلي 29 سريراً، 17 سريراً للرجال، و12 سريراً للنساء ويخضع المريض لنظام علاجي مستند إلى أحدث الأساليب العلاجية المتبعة في جميع أنحاء العالم، وتجرى له بعد ذلك دراسة نفسية واجتماعية من قبل باحثين نفسيين واجتماعيين متخصصين بهذا المجال للوقوف على الوضع الاجتماعي والنفسي ويستعان بالأهل أيضا لسد الثغرات التي يمكن أن يهملها المريض.
واضافت السيد فندي: ويرفد المرصد قسم للعلاج الفيزيائي للمساعدة في تخفيف الآلام العضلية والهيكلية والتي ترافق أعراض سحب المواد المخدرة في الفترة الأولى من العلاج.
وتكون الفترة العلاجية هي أسبوعية على الأقل، ويعتبر الكادر التمريضي في المرصد والذي دُرب وأُهل بموجب دورات متخصصة من أهم الكوادر في المشفى، حيث يشرف إشرافا تاما على متابعة وراحة المريض، ويقدم جميع أوجه المساعدة ليلا نهارا.
وقد زودت وزارة الصحة المشفى بجميع الأدوية الضرورية واللازمة للعلاج، يوجد قسم خاص للإحصاء يقدم ويعمل على إحصائيات أسبوعية وشهرية لمرضى الإدمان تقدم إلى الجهات الخاصة.
يشرف على العمل في المرصد جهاز طبي مؤلف من خمسة اختصاصيين في الأمراض النفسية وخمسة أطباء مقيمين في الأمراض النفسية، وأطباء أسرة متدربين أيضا، كما يوجد قسم للجودة للوقوف على آلية تطور العمل في المرصد من جميع النواحي المراد سد الثغرات فيها.
ولا يقتصر دور وزارة الصحة في العلاج الدوائي فقط داخل المشفى وإنما بمتابعة المريض بعد تخرجه من المشفى، فيتابع في العيادات الخارجية بشكل دوري أسبوعيا للوقوف على مدى التزامه بالكشف عن التعاطي وأيضاً المتابعة النفسية والاجتماعية في العيادة الاجتماعية فيقدم له العلاج النفسي الدائم والمعرفي والسلوكي أيضا للوقوف على الثغرات الاجتماعية والنفسية وتقديم المساعدة له في هذا المجال، وقد حقق المرصد الوطني لرعاية الشباب نتائج ملموسة وجيدة في علاج ومتابعة المرضى المدمنين، آملين رؤية شبابنا المغرر بهم فئة فعالة ومنتجة في المجتمع.
وتشير الإحصائيات إلى أن الدراسات الميدانية لاحظت عدم تزايد النسب خلال السنوات الماضية، إضافة إلى قلة عدد النساء اللاتي يتعاطين المخدرات وفيما يلي مؤشرات على ما تقدم ذكره فقد بلغ عدد المقبولين في المركز للعام الماضي 818 منهم 804 ذكور و14 حالة اناث وبلغت نسبة الشفاء للعام الماضي 86%
واعلى نسبة للمدمنين توجد في محافظة دمشق وتصل الى 44% تليها ريف دمشق 23 % ثم محافظة حلب 11%
وتشير الاحصاءات إلى ان النسبة ترتفع بين المتزوجين لتصل إلى 61% في حين تبلع بين الشبان العازبين الى 30% والمطلقين 8% وترتفع بين الشبان من عمر 30 الى 35 لتصل الى 24% ومن عمر 24الى 29 تصل الى 22%
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية